السبت، 2 نوفمبر 2013

برنامج الحوار الأنيق : تعده عفاف السمعلي \ ضيف الحلقة السابعة الشاعرالفلسطيني الأستاذ ماهر الطردة

الشاعر الفلسطيني ماهر الطردة



حوار مع ضيف الأسبوع: 


الشاعر الفلسطيني

 الأستاذ ماهر الطردة 





حاورتها عفاف السمعلي




سيرة ذاتية

بكالوريوس أدب عربي

مضى من عمري 32 عام
المهنة :مدرس لغة عربية-
عضو الهيئة الإدارية لملتقى الإعلاميين والمثقفين العرب 
نائب رئيس مركز تفوح الثقافي
بلقيس نبوءة السلام" عنوان ديواني البكر

فلسطيني الروح والهوية
أنا عادي جدا ومجنون جدا
أحب الليل والبحر
أعشق الخلخال ورنّة المطر
أحب العشب
وقهوة النبيذ في صباح أنثوي
أؤمن بالحلم حدّ الحقيقة
أعشق الطفولة وبعض الصمت
ولي مع الدنيا ألف حكاية وحكاية
قصيدتي بنكهة الكرز تارة
وتارة يبللها المطر أكتبها وتكتبني 

تدميني وأدمنها

ولازلتُ بقلب أنا

- ----------
يا سائلي: من أكون؟؟؟

نبيّ الحب أنا..
 محراب الهوى نبضي .. وإنجيل الغرام صمتي
أنا الحرف الشهيد أذا ما الشوك مسَّ نبوءتي
أنا بحر السابحين بلا قدر..
أنا احتراف الجنون ..إذا ما دقّ العشق بابي
أنا عطش القوافي ورغيف الجائعين..
 على أبواب القصيدة..
وأنا الحروف السكرى في دفاتري ..
نبيذ العاشقين في ليل السمر
أنا ثلاثون عاما قلبي 
هديتي ..
بعمر المطر

أنا الفقراء العالقين على أسوار الوطن..
أنا لبن الصغار ساعة السحر.
أنا احتراق الصبر ذاكرتي
ودمع يذيب الحجر
أنا همس الشهداء في غربة الوطن ..
وأنا الصفاء روحي..لحن على وتر..
أنا كحل النساء.. محبرتي والقلم.
 في الشمس أهمس لهفتي
 وللريح في قصيدتي وكرّ ملؤه الألم
أنا الشاعر المجنون في حضرة القمر 
أنا من داعبتُ أنوثة العنب 
فاعتصرتها نبيذا  على جسدي
 وما عدت أغتسل بالمطر
أنا الإبهام قصدي..!! وتكرار " الأنا"
أنا ثلاثون عاما,وألف قافية أنا.
ثلاثون عشقاً
ثلاثون حزناً
ثلاثون هماً..ثلاثون صبراً
ثلاثون.. ليلا..
ثلاثون اااااه......... أنا

فهل عرفتم من.... أنا ؟؟؟



ماهر الطردة







 1 - عالم الكتابة سفر مستمر لا يخضع للحدود وبحث عن أرض حبلى بالحكايا , كيف وطئت هذه الأرض وماذا قدمت لها ؟ 

س1- ككل البدايات , مخزون محمّل بالعاطفة والفكرة والحكايات المثقلة بالألوان وهموم شعب شربناها مع لبن أمهاتنا...

لكل مسافر زوّادته التي يملؤها بمكنوناته ونظرته للكون والحياة والناس من حوله والظروف التي أثرت في بناء شخصه على الصعيد النفسي والعاطفي والفكري ..

لم تكن بداياتي الشعرية بعيدة  إذ  أن عمرها لا يزيد عن 4 سنوات مضت بعد انتهاء فترة الدراسة الجامعية التي صقلت شخصيتي , من خلال تجربتي الحياتية في كثير من العلاقات الملونة حيث النسيج الاجتماعي داخل أروقة الجامعة  مزيج من الأفكار والتقاليد والحكايات .,مشاهد خصبة فيها متسع للتأمل في أرواح الآخرين  ونفسيّاتهم وعلاقاتهم بالآخرين...
أضف الى ذلك واقعنا الفلسطيني المرير الذي يخلق في كل منا شاعر مثقل بهموم شعبه وتضحيات أبنائه وصمود مقاوميه ...
بدأتُ بحرف بسيط وفكرة حبلى بالأمنيات ومع الممارسة المقصودة والغير مقصودة وصلت إلي انجاز ديواني البكر "بلقيس نبوءة السلام" وهو قيد اللمسات الأخيرة الآن , كما وأعدّ لديوان آخر ستنجبه الأيام القادمة إن شاء الله .


2- لكل كاتب مرجعياته الأدبية .ماهي مرجعياتك الأدبية ؟ 

س2-

أما أن لكل شاعر مرجعياته الأدبية .

أقول هنا لم يكن في اهتمامي الكاتب أو الشاعر بقدر اهتمامي للكلمة وللعاطفة..اقتصرت قراءتي للشعر على بعض النصوص التي ندرسها بالجامعة 
لم أكن أقصد قراءة الشعر لأحد بعينه ولكن إن مررت بنص جميل أقف عنده...
قرأت للشاعر محمود درويش, ونزار قباني وعبد الكريم الكرمي  وبدر شاكر السيّاب ومن القدماء أحبتتُ بعض ما قرأت لعمر بن أبي ربيعة
وقرأت بعض نصوص للشريف الرضي من شعراء العصر العباسي واطلعت على بعض المعلقات التي  كانت تستهويني كقارئ لا كشاعر ..
من هنا تكونت لدي فكرة غريبة " أحببت أن أخوض عالم الكتابة  بشرط أن أبقى أنا لا أتأثر بغيري  ولا أنتمي في حسي الشعري لشاعر بعينه بل أحببت أن أكون أنا " المستقل عن أي تأثير " ولا أعلم ان كان قرارا صوابا أم لا . ولا يعني ذلك أني أفتقد لمرجعية شعرية فقد كنت أبحث قراءة السيّاب ودرويش ونزار .., اعتنقت التجديد وأحببت ثورة الشعراء على نهج القصيدة التقليدية وذهبت أكتب " قصيدة النثر " التي هي في بعض الأوساط مثارا للجدل الذي جعلني أحرص كثرا على الاستمرار في كتابة القصيدة النثرية والدفاع عنها بما أوتيت من قوة وقناعة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



3 -  اتضح من خلال العديد من النصوص الشعرية أهمية عامل الانزياح في اضفاء جمالية على القصيدة كحالة ابداعية تخرجنا عن المألوف.هل خضت غمار هذا الجنس الأدبي ؟{بعض من نصوصك}

س3-


أرى ان الخطاب الذي يعرض أفكاره من غير صور هو خطاب غير مرئي وشفاف ومستحيل الوصف ,فيصبح بمستوى الكلام العالي . والمشترك بينما الخطاب المجازي الذي يتسم ببعض الانزياح اللغوي والخروج بمنطقية عن المباشرة والعادية هو خطاب يعرض افكارا في صور مخصوصة مما يجعله مرئيا وموجودا وقابلا للوصف من هنا أميل للانزياح اللغوي الذي يلازم بعض الصور الشعرية بقصد أو بتلقائية تلازم تكوين الصورة كمبعث للجمال والتقنية ..
من قصيدة " برسم الشرق"

لستُ قِدِيسَاً ؛ولا العَذراءُ أمي


لا أموتُ ُحينَ أموتُ..
فالتاريخُ أبْقَى مِنْكِ ومِنّي

نَذَرْتي للهَوى صَمْتاً ؛ نامتْ فيكِ عشتَار؛
وما عدتُ أغنّي..

وفي مكان أخر من القصيدة أقول:

لا زلتُ أعتِّقُ شتاءنا الأخير

أدفنُ فيه  محبرتي
كلما مال للنحيبِ  وقتي؛
أرْجِمُنِي بفوضى أنامِلُكِ
تُنقِذني..

فأعودُ مصلوباً على قافيتي
أضاجِعُ ألفَ زنْبَقَةٍ ؛
كل قصيدةٍ برسمِ الشَّرقِ أنتِ


 4- الكتابة تجديد متواصل ما رأيك بقصيدة النثر.؟. ماذا قدمت قصيدة النثر للشعر؟ ما الفرق بينها وبين القصة الشعرية ؟ 


س4-

ان طبيعة الشعر ومكانته واتصاله بالجمهور تختلف من زمن لآخر وهذا الاختلاف والتنوع ينسجم مع طبيعة النفس البشرية ذات الذائقة الأدبية الشفافة
لا سيما  أن المنتج والمتلقي الواعي اتسم اداراكهما بالرمزية والغموض الشيّق قياسا مع الإدراك العقلي والعلمي والعقائدي الذي يتسم بالدقة والوضوح
وإن ادراك الروح والذائقة لجماليات النص الأدبي " الشعري" يقودنا إلى مواطن اللذة والمتعة الفنية لا سيما حين يعكس مكنونات النفس ويجسد القيم الروحية السامية كالحرية والحب والجمال والحق..
ينقلنا من عالم مادي محدود إلى مستوى الإدراك الفني والوجداني والرمزي
ولأننا لم نعهد في موروثنا الأدبي سمة الجمود والإبقاء على التقليدية كانت ثورة الخمسينيات  التي ابتكرت على يد الرواد العراقيين  ثورة أدبية بنكهة الإبداع والتميز أنجبتها نازك الملائكة والسيّاب وتطورت بسرعة واكبت التقدم الحضاري بامتياز..وتلاها ثورة القصيدة النثرية التي أخذت حيزا في الساحة الأدبية استقطبت جمهورا قارئ وناقداا ممييز 

وإذا أمعنا البحث والاستقصاء سنرى في كتاب العهد القديم (التوراة) ، نماذج لقصيدة النثر ، كما في سفر نشيد الإنشاد - الذي هو عبارة عن قصيدة تنشد الحب البشري - ومزامير داود النبي وسفري الجامعة والأمثال وغيرها .
وتذهب سوزان برنار إلى أنَّ قصيدة النثر هي: «قطعة نثر موجزة بما فيه الكفاية، موحّدة، مضغوطة، كقطعة من بلّور...خلق حرّ، ليس له من ضرورة غير رغبة المؤلف في البناء خارجاً عن كلّ تحديد، وشيء مضطرب، إيحاءاته لا نهائية».لقصيدة النثر إيقاعها الخاص وموسيقاها الداخلية، والتي تعتمد على الألفاظ وتتابعها، والصور وتكاملها، والحالة العامة للقصيدة.



 5- هل يمكنك الخوض في المحرم والمحظور في نصك الادبي؟ 
.



س5-

المحرم  والمحظور:
في خشوع الشعر
يحدث أن تنجب السماء 
أنثى..

شهي ميلادنا؛
حين نخلق الفكرة
حين نقتات الشعر خبزا..

للشعراء وطنٌ؛
ومنفى..
للشعراء دينٌ   
كل الطقوس فيه سكرى

لا حدود للكفر
هنا؛
لا حدود للحدود
هنا؛
كل التناقض في غيابك 
أنا؛..

أنا مؤمن بفكرة مفادها" أن الخيال الشعري لا يقف عند حد وهو أشبه بالمطر كافر بكل الحدود له أن "يخرج عن المألوف ضمن المألوف" 
ولا أعتقد أن هناك  منطقة محرمة في الشعر أو المساحة التخيلية للشاعر والكاتب والأديب إذ أن سر ابداعنا يكمن في مدى الوصول إلى اللا موجود بمنطق أدبي يبرره العرف الشعري والخيالي واللحظة الشعورية التي نكون فيها خارج الوقت لنرسم الصورة ونأتي بالفكرة ونكمل المشهد باتجاه الهدف المنشود...
وأنا لا أدخر جهدا حين أكون خارج الوقت في هذه المنطقة الفكرية والحسية التي أعتبرها ذروة الوصول للنشوة الشعرية الفذة والمتقنة..



 6 - موقفك كمبدع عربي من الساحة الثقافية في الوطن العربي؟ 

س6-

الساحة الأدبية مزدحمة جدا بالطاقات الفكرية والأدبية ولا سيما الشعرية, التي تعتبر أساس المشهد الأدبي الأصيل عند العرب . فيرى البعض أنه رغم بروز وظهور فنون بصرية تمتلك سحرها الجذاب وقدرتها البالغة على التأثير مثل الفيلم السينمائي الروائي والتسجيلي والدراما التلفزيونية التي حققت مؤخراً نجاحاً ملموساً، والفن التشكيلي الذي تغطي لوحاته الساحات العامة بالمدن الكبرى.

يرى هؤلاء أن الشعر رغم كل ما ذكرنا لم يزل يحتفظ بتلك الهالة، وذلك التألق باعتباره سيد الفنون وأجملها وأرقها رغم اختلاف الظروف والمناخات السائدة في كل قطر عربي على حدة.
مع الاعتراف المجمع عليه بتقصير المؤسسة الثقافية والأدبية والإبداعية في احتواء الكم الهائل من الطاقات الإبداعية على الساحة العربية سيما في مجال الفنون الكتابية ونفض الغبار عن المواهب الشابة التي لديها رصيدها المتجدد والمبدع واكتفت بعض المؤسسات بإبقاء الضوء على أعلام معروفة أخذت استحقاقها من الرعاية والاهتمام والتعاون 

ومن غاب أو غيّب عن الساحة الأدبية بفعل الملاحقة من قبل البعض المسئول في السلطة التي حرمت في بعض الساحات اقتراب الشعراء مما يدعون أنه محرم" وقيدتْ بعض الإبداعات بقصد او بدون...



 7 - المرأة تحمل وجع أمة وجع رجل سيكبر ليخترق غياهب الحياة .نجد بعض الشعراء يلحون في نصوصهم على تعرية هذا الجسد الذي حملهم تسعا إما للتعبير عن مكبوتات ذاتية أو لترويج فكرة خواء هذا الكائن .رأيك في هذا المسكوت عنه؟ 

س7-

الأنثى نصف المجتمع وكل الشعر ,نكهة الوقت ولغة العابرين للحياة ...

لا شاعر دون أنثى ولا أنثى دون تغني الشاعر بمحاسنها ومفاتنها الخُلقية والخَلقية...
فالأنثى هي الأرض والأم والزوجة والحياة...
وعلى الشاعر أن يقف طويلا حين يذكر الأنثى في شعره ليحدد المسافة بينه وبينها  أولا ومن ثم يكتبها كما يراها بعيد عما يصل إليه بعض الخارجين عن العرف الأدبي والشعري دعاة الغزل دون علم به ..
وتعود مكانة المرأة في الشعر العربي لطبيعة فهم الشاعر لها فربما تكون فكرته عن الأنثى سطحية وربما تكون أعمق فأعمق وحين يكون اقرب لفهم المرأة يكون قادرا على وصفها بما تستحقه من احترام وتقدير ويحافظ على مكانتها التي يقف لها نصف الكون اجلالا واكبارا



 8 - هناك من الأدباء من يعيش حالة الانفصام في الشخصية بين حياته على دفتره وحياته داخل أسرته.هل يمكن أن نطلق على هؤلاء "المبدع" ؟والمتعارف عليه أن الكتابة حس وذوق وسمو 

س8

للشاعر وجهان لقلب واحد ويمكن ان نصف هذه الحالة بالانفصام المقصود الهادف الذي يحقق مراد الشاعر الذي لا ينطق بلسان حاله في أغلب الأوقات 
فالشاعر ينطق بلسان شريحة من المجتمع ملونة المشاعر والاحساس يصفها الشاعر كما يراها هو ويحسها هو ويريدها هو ويقدم لنا مشهدا ربما لا نجده في واقعنا بنفس الشكل او المضمون لكننا نلمس فيه رغبتنا الجادة في ان يكون وان يتحقق ..
والشاعر في قصيدته يختلف عن نفسه خارج القصيدة في كثير من الأمور اذا انه داخل القصيد حالم عاشق حزين ,ثائر, قومي, متمرد, مجنون, حكيم, ...
فهو من يخلق نفسه داخل القصيدة ويرسمها كما يشاء ..أما في الواقع فهناك العديد من الظروف التي تفرض نفسها على الشاعر فتجبره أن يكون إنسان أخر راض أو غير راض... لكنها الظروف هكذا جعلته ...


شكرااا أستاذ ماهر الطردة سعدت بالتحاور معك

عفاف السمعلي تونس في 2 نوفمبر 2013

=======================

ورودي لكم "عفاف"



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...