الشاعرة التونسية الأستاذة حبيبة بوعزيزي
حوار مع ضيف الأسبوع:
الشاعرة التونسية
الأستاذة حبيبة بوعزيزي
حاورتها عفاف السمعلي
سيرة ذاتية
الأستاذة حبيبة
بوعزيزي معلمة ومدربة تنمية بشرية متخرجة من المعهد العالي لتكوين المعلمين حاصلة
على الرخصة الدولية للتدريب من المركز الكندي حاصلة على شهادة ممارس برمجة لغوية
عصبية من الاتحاد العالمي للبرمجة وكذلك من المعهد الكندي حاصلة على دبلوم تاهيل
المعلم المدرب من البورد العربي . مدرب معتمد في مهارات التفوق الدراسي . حاصلة عديد الدبلومات الاخرى مثل
التنويم الايحائي والتداوي بالطاقة الحيوية محاولاتي الشعرية نشرت بعضها باكاديمية
الفينيق للادب العربي حيث احمل وسام الاكاديمية للعطاء وعديد المنتديات الاخرى مثل
مغتسل بارد وشراب ، اقلام حرة في بداياتي ، .... كتبت بعض المقالات بمجلة صفاء
المغربية في مجال التنمية البشرية
السلام
عليكم ورحمةالله وبركاته تحية طيبة زكية بعبق الشعر وصدق الشعراء ونبلهم لكل
متتبعي المجلة الإلكترونية لرابطة أدباء المرفأ الأخير ، هذا ولا يفوتني أن اشكر
الشاعرة المتميزة عفاف محمد السمعلي التي أتاحت لي فرصة أن اكون معكم في دردشة
تكشف بعض جوانب شخصيتي وارائي ومرجعيتي والتي ارجو سلفا أن ترتقي فتليق فسامق ما تستحقون
1 - عالم الكتابة سفر مستمر لا يخضع للحدود وبحث عن أرض حبلى بالحكايا , كيف وطئت هذه الأرض وماذا قدمت لها ؟
عالم الكتابة هو الارض الحبلى بالحكايا والكتابة عندي هي الفائض عن احتمال
القلب ، ورئة ثالثة تسعفنا أوان الاختناق حتى نواصل الحياة وطئتها لما اشتدت علي
بيئتي بقوانينها وافكارها وقوالبها الجاهزة فاشتدت غربتي على ازدحام حياتي بالناس
، أنذاك لجات للورق ارسم عليه دهشتي ورفضي وحيرتي وصراعي ولكن لم اهتم بما كتبته
اذ لم تتجاوز الكتابة عندي باحة راحة لاسترد انفاسي واواصل فكل ما كتبته في مرحلة
الدراسة اتلفته ولكن كل من يعرفني عن قرب يسالني هل انت كاتبة او شاعرة لانني اكتب
بطريقة تشبهني وفي هذا الشبه بعض فرادة واتذكر من الرسائل الايجابية التي ظلت
تسكنني وتحفزني للكتابة نصيحة استاذ العربية سنة التخرج :دوني أفكارك وحافظي على
ألا تكوني من العامة .وحدث ان تخليت عن الكتابة نهائيا ولكن ما يجري منا مجرى الدم
ويستوطن قلوبنا وأفكارنا لا يمكن إلا ان يظهر وأعدت الكرة منذ سنتين عندي مجموعة
شعرية ولكنها مشتة بين اوراقي وبين موقع اقلام حرة وأكثرها باكاديمية الفينيق
شجعني عديد النقاد للاهتمام بها لانها تصلح ان ترى النور ولكن مازلت اتحين فرصة
لاصدارها . أضف الى ذلك كتابة بعض المقالات في مجال التنمية البشرية لان هدفي ان
اقدم شيئا للانسانية وليس ارقى من ترميم نفوس مهددة بالسقوط والخراب .
2- لكل كاتب مرجعياته الأدبية .ماهي مرجعياتك الأدبية ؟
أنا مسلمة وعربية فمرجعيتي ما يخدم عروبتي ويوافق اسلامي
وما اكتبه لايمكن ان يتعالى على رؤيتي للكتابة : الكتابة تشخيص للواقع وتعبير عن
الحالات النفسية والاجتماعية والاخلاقية والسياسية و.......واستشراف لمستقبل يحمل بديلا يليق بانسانيتنا
3 - اتضح من خلال العديد من النصوص الشعرية أهمية عامل الانزياح في اضفاء جمالية على القصيدة كحالة ابداعية تخرجنا عن المألوف.هل خضت غمار هذا الجنس الأدبي ؟{بعض من نصوصك}
اكيد عامل الانزياح هو
اكسسوارات النص وهو البساط الذي يفترشه الوجدان انجذابا الى الفكرة التي يطرحها
النص لذلك كلما تمكن الكاتب من هذه اليات الانزياح واوجد له معجما ينطلق من
الظواهر المشتركة لينتهي الى هوية خاصة به الا واتسعت مساحة الجمال وصار النص
جاذبا اليه .
حضور الله
على قيد شهقة
تبلل الروح في نزعها
تسربل بضيائك الإلاهي
عتماتها ترجع مسافة للضفة الاخرى
لتكون على قيد حياة
هكذا يمارس زوار الحب المزعوم
هواياتهم....
يطول بهم الإحتضار
تتمزق الغيمة ولا تفرح أفواه الزهر بقطرة منتظرة
لترطب ممرات الروح وهي تلوح بمناديل الإستسلام
أن لا وسائد لها الا وفاء لموعد مع الدمع
وشهقة يسافر صداها
لتتوحد مع اصوات المظلومين
المقهورين
المنيبين لربهم
ذات صرخة لضمير ضج بصمته المخزي
إبان كل الأصوات الصارخة بلا شفاه ولاحناجر
رصيف يلقيهاإلى رصيف اخر
ووعيها المخمور ثمل
أسكرته مغريات الدرب ذات منعطف مأهول بأوار الرغبة
وأصابته عفونة الصحبة بالغثيان
............اصرخ باعلى صوتك أيها الضمير
زلزل صروح غيهم تحت أقدام الخطايا
يا حضور الله في
اخر الرهانات أنت
.....................
غياب
شفة تمارس رغبة الماء
لتسهل مرور موكب الروح حين احتضار
صورة تتكرر كلما استحضرتك
===========
قداسة الوقت
الوقت هذا القديس
الذي تجرانا على هيبته
اسكناه كهوفا مظلمة
وحين نسعفه بحقه نركبه
صهوة الاماني المؤجلة
خلق لنعيشه
فعشنا لنميته
نهارات امرأة
مللت التسكع
في برد الأرصفة
مللت التعثر
والحراك في اللا جدوى
متى أجد لي نقطة دالة ؟
شجرة خضراء
متى تمطر غيماتي ؟
متى تزهر صحارى وجعي؟
في عتمة هذا الليل؟
فالتجاعيد التي
دأبت على إخفائها بالتجاعيد
لابد أن تنوح يوما
على شمس صباي
4- الكتابة تجديد متواصل ما رأيك بقصيدة النثر.؟. ماذا قدمت قصيدة النثر للشعر؟ ما الفرق بينها وبين القصة الشعرية ؟
قصيدة النثر هي تطور
طبيعي لتطور الحياة بكل نواحيها أحب فيها ذلك الترف اللغوي وذلك الوضوح العصي على
من لم يرتق لرهافة الحس اللازمة لتذوق نص شعري ، أكيد هي لها بناؤها وايقاعها وهي
ليست هينة كما تبدو للبعض فهي فرصة قد تاتي وقد لا تاتي لدفقة شعورية تبحث عن منفذ
لغوي يوصلها في ابرز تجلياتها . قدمت للشعر فرعا جديدا قائما بذاته له مدارسه
ورواده وادواته وقدمت اليات اذا تمرن عليها من يروم الكتابة وتمكن منها قد يكتب
قصيدة النثر .اي جعلت من الشعر الى جانب الموهبة صناعة .
5- هل يمكنك الخوض في المحرم والمحظور في نصك الادبي؟
اولا ما هو مفهوم
المحرم والمحظور ؟ لان المفاهيم نسبية . ثم ما هي طبيعة هذا الخوض ؟ إذا كان تناول
المحرم والمحظور من وجهة نظري على الاقل لتشخيص واقع واستشراف حل ليغير هذا الواقع
للارقى فكل شيء قابل لان اتناوله ولكن لا بد من التحري في طريقة الطرح حتى لا تكون
مستهجنة لان الاسلوب يصنع الفرق . قد أتناول موضوع الشرك أو القتل أو الرغبة عند
المراة أو الرجل أو العلاقات المتحررة ولكن اذا تناولتها كافراز طبيعي لواقع غير
طبيعي وناقشت الاسباب التي ادت الى هذه النتائج لاطرح البديل رغبة في تحقيق
الانسجام مع النفس لان من لا يكون منسجما ومتوازنا مع ذاته لن يكون بانسجام مع
محيطه ومجتمعه ، فهذا اتناوله وباعتزاز وبكل ثقة في النفس لان نيتي ومعتقداتي
وهدفي وطريقة طرحي كلها منسجمة مع بعضها /أما ان اتناول المحرم والمحظور كنتائج
وصلنا اليها في المجتمع لالوكها فاجدني في خانة اشاعة الفاحشة وتكريس عفونة الواقع
فمعاذ الله أن افعل لأنني وباختصار اعرف قيمة الكلمة وتأثيرها وعلاقتها بالقوانين
الكونية التي نتفاعل معها ونخضع لسلطتها سواء علمنا ذلك ام جهلناه
6 - موقفك كمبدع عربي من الساحة الثقافية في الوطن العربي؟
الساحة الثقافية العربية ككل الوضع العربي تعيش نقطتها الحرجة بامتياز .
7 - المرأة تحمل وجع أمة وجع رجل سيكبر ليخترق غياهب الحياة .نجد بعض الشعراء يلحون في نصوصهم على تعرية هذا الجسد الذي حملهم تسعا إما للتعبير عن مكبوتات ذاتية أو لترويج فكرة خواء هذا الكائن .رأيك في هذا المسكوت عنه؟
لا يولد المرء بشخصية
مكتملة بل يولد باستعدادات لتتكون له شخصية تستمد ملامحها من مصادر برمجته وظروف
حياته . إذا هذا يحيلنا إلى ان هذا المسكوت عنه هو نتيجة وليس سببا ولنحقق نتائج
مغايرة لا بد من تغيير الاسباب وانا لا ابرر ولكن اقول لا بد من رد اعتبار المثقف
باحترام باحته حتى لا تكون مرتعا لكل مريض او مكبوت لانه لكل مجتمع اخلاقياته
وقوانينه ثم لا بد للمثقف الكفء من النزول قليلا من عليائه وتنويع معارفه وموارده
ليكتب نصا يحمل بذور التغيير في طياته وهذا يتطلب اتقانا لفن التغيير الذي يمر عبر
الالفة والمجاراة ثم القيادة الى حيث نريد ...ومن يمتهن المراة التي هي نصف
المجتمع ونصفه الثاني هي التي ترعاه من الطفولة حتى القبر هو انسان يستحق عناية
نفسية متأكدة ولا يستحق ان يحمل راية الكلمة حتى لو امتلك ناصية اللغة .
8 - هناك من الأدباء من يعيش حالة الانفصام في الشخصية بين حياته على دفتره وحياته داخل أسرته.هل يمكن أن نطلق على هؤلاء "المبدع" ؟والمتعارف عليه أن الكتابة حس وذوق وسمو
كيف يبدع من يعيش ممزقا
بين ما يقول وما يفعل ويعتقد الى درجة القطيعة أنه انسان يعاني من انفصام الشخصية
وهذا يتطلب علاجا وباختصار من لم يمتلك اخلاق عظيمة لا يمكن ان يكون عظيما ولا
مبدعا ولا اي شيء إنما الامم الاخلاق ما بقيت ***فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا وهذه احدة
اسباب اختلال المشهد الثقافي وتراجع دور المثقف وأزمتنا هي أزمة مفاهيم وأزمة
أخـــــــــــــــــــــــــــــــلاق .
9 كلمة أخيرة
أوجه
رسائل شكري وامتناني الى الله ثم إليك ايتها الرائعة ، والى كل من كان سببا في
تواجدي معكم في هذه الفسحة ، الى الكون والى نفسي والى كل من سبب لي الما لان
منسوب انسانيتي دعمته جراحي التي كنت اواجهها دائما بقدرك يا جراحي ويا الامي
ستكون مساحة الانسان والبياض بداخلي والا فلن ارض على نفسي وفي الاخير محبتي بلا
ضفاف للجميع .
===========
المبدعة التونسية أستاذة حبيبة بوعزيزي سعدت جدا بالتحاور معك .دمت بتألق
عفاف السمعلي تونس في 9\11\2013
==================
ورودي لكم"عفاف"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق