السبت، 2 نوفمبر 2013

زليختى للشاعر مكي النزال



الشاعر مكي النزال

  • زليختي
    ~~~~~~~~~~





    زليختي مهرةٌ تعدو براح يدي

    وتنثر النجم في أفقي بلا عددِ

    *

    أميرةٌ لم تزل تغوي لهيب دمي

    بحسنها وتنادي النارفي كبدي

    *

    تداعب الألق المخبوء لاهيةً

    وتستبيح حصون العقل والرشَدِ

    *

    رزينةً تأسرُ الألبابَ إن نظرت

    لم تنجرف بالهوى العاتي ولم تحد

    *

    ولم يكن مكرُها إلا برقتها

    وباقتحامِ حدود النارِ بالبرَدِ

    *

    تقدّ من قُبُلٍ ثوبي بنظرتها

    وتغلق الباب بالإيحاءِ عن بُعُدِ

    *

    ولستُ ذاك الفتى في حسن طلعته

    تقطّع الكفّ فيه نسوة البلدِ

    *

    لكنه قدري أن كنتُ فتنتها

    بالشِّعرِ يرفدُ حسن الروح بالمدد

    *

    تعلّقت شيبتي تلهو بهيبتها

    ولم يكن همها مالي ولا جسدي

    *

    وكيف لي أن أماري في محبتها

    وقد أفاق اللظى من غفوةِ الأبدِ؟

    *

    رأيتها فاستبدّ النبض منتفضًا

    واشتدّ عصفُ الرؤى في نوميَ النكِدِ

    *

    نهضتُ من رِقدتي أهفو لمقدمها

    مع النسائم مأخوذًا بغيب غدي

    *

    أؤمّلُ العينَ أزهارًا ملوّنةً

    تشفى بألوانها من ماكث الرمدِ

    *

    صغيرتي، لستُ أبغي الوصل في سفهٍ

    وإن هفوتُ لريٍّ من يديك ندي

    *

    أبقي المسافةَ، إني فيك مصطبرٌ

    أخشى عليكِ صروف اللومِ والرصدِ

    *

    فلستُ مثل (كليم الله) في ورعٍ

    مع التي مدّها بالعون والسندِ

    *

    تدلّه بالحصى، خجلى، وتتبعهُ

    تقول: يا أبتي لولاه لم نردِ

    *

    يا ليتني أستقي بالعزم وقفته

    وأقتفي خطوَهُ بالصبر والجلَدِ

    *

    لا تقربيني ففيّ النار مسجرةٌ

    تريّثي في الخطى في سيرك، اتّئدي

    *

    أرقيك من أعينٍ قتّالةٍ دأبت

    على الرماية بالتنكيلِ والحسدِ

    *

    أمدُّ كفّي لثغر الريح، تُلجمهُ

    أخشى على فرعك المياس من أوَدِ

    *

    تفنّني بخفيّ البوح مُطرقةً

    والعينُ ترسلُهُ كالطائرِ الغرِدِ

    *

    لم أُلقَ في البئر يومًا، بَيْدَ أن يدًا

    مُدّت إليّ بماءٍ والفؤادُ صدي

    *

    والذئبُ في أضلعي يعوي بلا كللٍ

    وإخوَتي يغمرون العمرَ بالرغَدِ

    *

    أرى ابتساماتهم في البؤس ساجدةً

    تُرقي لياليّ من ريحٍ ومن رعدِ

    *

    وأنت ماكثةٌ عونًا على زمنٍ ،

    من قبل أن تشتريني، موحشٍ وَ رَدي

    *

    زليختي، غلّقي الأبواب واقتربي *** من النوافذِ تلفيْني مددتُ يدي

    الشاعر مكي النزال
    ===================================================

    ورودي لكم "عفاف"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...