السبت، 14 سبتمبر 2013

برنامج الحوار الأنيق : تعده عفاف السمعلي \ ضيف الحلقة الأولى : الشاعر و الإعلامي العراقي الدكتور سعد ياسين يوسف

الشاعر والإعلامي الدكتور سعد ياسين يوسف

الحوار الأنيق
================

حوار مع ضيف الأسبوع  الشاعر والإعلامي د.سعد ياسين يوسف

حاورته عفاف السمعلي

 المبدع سعد ياسين يوسف


ــ شاعر  سبعيني وإعلامي  وأكاديمي عراقي

ــ تولد العراق – العمارة  1957

-         بكلوريوس كلية الاداب – جامعة بغداد .

ــ دكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر للعلاقات الدولية .

ــ عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين

_ عضو الهيئة الادارية لمنتدى الأكاديمين الثقافي (مقررا ) .

_ عضو لجنة العلاقات العربية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب

    العراقيين

ــ عضو اتحاد الأدباء والكتاب العرب

ــ عضو نقابة الصحفيين العراقيين واتحاد الصحفيين العرب

ــ صدر له :

ــ  قصائد حب للأميرة  " ك "  (مجموعة شعرية ) عام  1994
ــ شجر بعمر الأرض ( مجموعة شعرية ) عن دار الشؤون الثقافية في بغداد عام 2002  .
-         مجموعة (شجر الانبياء)  2012 /شعر/ عن دار الينابيع دمشق .

-         مجموعة (أشجار خريف موحش ) ، بلغراد – صربيا

ــ في التضليل الإعلامي ( دراسة في الأعلام الغربي ) بلغتين

العربية والفرنسية عن وزارة الأعلام العراقية عام 2002

ــ يكتب في مجال النقد الأدبي والفني .

-         كتبت عنه العديد من الصحف العراقية والعربية كما تناول ابداعه النقاد العراقيين والعرب .
-         شارك وأدار  عشرات الندوات النقدية  والمهرجانات الشعرية  .
-          
-         فاز بالجائزة الاولى ليوم الشعر العالمي الذي أقيم في تموز علم 2012 من بين 

250 شاعرا وشاعرة من مختلف دول العالم حيث احتفت بفوزه المؤسسات الرسمية 

العراقية والاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق والجمعيات والبيوت الثقافية . 

وترجمت قصيدته الفائزة (قذائف وشناشيل ) الى العديد من اللغات الاجنبية ..وكانت 

القصيدة بمثابة صرخة  أدانة للعدوان الامريكي على العراق وتدميرة للمدن الآمنه 
ولحضارة العراق .

-         العنوان البريدي :

العنوان :   العراق / بغداد / ساحة الاندلس / الاتحاد العام للأدباء     

            والكتاب العراقيين / منتدى الأكاديمين الثقافي  /   




1 عالم الكتابة سفر مستمر لا يخضع للحدود وبحث عن أرض حبلى بالحكايا , كيف وطئت هذه الأرض وماذا قدمت لها ؟

   * الكتابة تستهويني كعالم أجد فيه نفسي وأحاورها بكل صدق ونقاء كعاشقين نتبادل الدهشة والإدهاش في آن واحد ..نخلع أثقالنا ونتوحد في كون جديد مليء بالنور ومن ذلك النور تصبح الرؤية أكثر وضوحا مما هي عليه ..نرسم أفقا جديدا ونلوح للقادمين بعدنا ..لمواصلة استكشاف ما لم يستكشف بعد ..وهنا تنتهي حكاية لتبدأ حكاية جديدة يتصاعد منها شعاع إبداع جديد ..
-أما كيف وطأت هذه الأرض أقول هي الأرض غجرية كانت وأنا الصغير لا اعرف كيف لفلفتني بعباءتها لتسرقني والى الأبد  زارعةً  فيَّ لعنة التطلع والاستكشاف الدؤوب لعوالم الجمال ..والحقيقة المتوارية خلف شبيهتها المتواجدة أينما نكون ..
ولذا كانت أربعة مجاميع شعرية هي قصائد حب للأميرة
(  ك) عام 1994  شجر بعمر الأرض عام 2002وشجر الأنبياء 2012 وأشجار خريف موحش 2013 ، مثلما لدي كتابان تحت الطبع هما رسالتي في الماجستير وأطروحتي للدكتوراه ..اضافه إلى كتاب في التضليل الإعلامي طبع عام 2002 وترجم لعدة لغات  .

 • 2 لكل كاتب مرجعياته الأدبية .ما هي مرجعياتك الأدبية ؟
·      أنا امتداد لذلك التراث الهائل من ثقافة وادي الرافدين بدءً من ملحمة كلكامش وليس انتهاءً  بأنشودة المطر للسياب ..وبكل ما بينهما من قيم الجمال بمفهومها الإنساني الواسع ..وما خلا ذلك فانا  ضد كل اطر تسعى لتحديد مساحات الإبداع الأدبي الإنساني وتحجمه بقوالب جامدة مهما كانت تسميتها وأسوأها الأطر السياسية المستهلِكة للإبداع ....  قيم الجمال هدفي ومرجعيتي في آن واحد ..

   • 3 اتضح من خلال العديد من النصوص الشعرية أهمية عامل الانزياح في إضفاء جمالية على القصيدة كحالة إبداعية تخرجنا عن المألوف.هل خضت غمار هذا الجنس الأدبي ؟
    الانزياح اللغوي  سمة من سمات قصيدة النثر التي تسعى إلى التجدد الدائم عبر نوافذ اللغة والإدهاش ..وهكذا فأن بناء علاقات جديدة بين المفردات واستنباط معاني جديدة استنادا إلى الإبعاد الدلالية للغة هي د ليل على قدرة شاعر قصيدة النثر على بناء جسد القصيدة وتأسيس رؤيته المتفردة .. إلا أن الملاحظ انه نلك بعض ممن يكتبون قصيدة النثر ركنوا إلى هذا العامل وغلبوه على العوامل البنائية الأخرى لقصيدة النثر فتحولت قصيدة النثر لديهم لمجرد نص انزياحي شاحب يقحم فيه الانزياح بمناسبة وبلا مناسبة دون أن يكون له وضيفة جمالية في توالد اللغة وهذا بحد ذاته لا يعد تفوقا في كتابة قصيدة النثر وإنما استعراضا لعضلات اللغة الصناعية التي قد يصطنعها  كاتب النص بعيدا عن روح الشعر ..فالانزياح سمة واحدة من سمات الشعر وليس الشعر كله وعلينا أن نوظفه لتفعيل صور النص الشعري .
  
4 الكتابة تجديد متواصل ما رأيك بقصيدة النثر.؟. ماذا قدمت قصيدة النثر للشعر؟ ما الفرق بينها وبين القصة الشعرية ؟
*     بالتأكيد إذا  لم يتجدد الكاتب فانه سيظل يدور في دوامة مفرغة من ويفقد الإبداع  الحقيقي لذا فالتجدد هو ديمومة الابتكار والتألق في وهذا التجدد لا يأتي من فراغ بل من خلال مواصلة الاطلاع على تجارب الآخرين في الكتابة والقراءة المستمرة ومغادرة الأطر والقوالب الجامدة التي يضع الكاتب نفسه فيها
      أما ما يتعلق بقصيدة النثر فمما لاشك فيه  فان مصطلح قصيدة النثر أكد رسوخه اصطلاحيا كتوصيف لهذا النمط من الإبداع الأدبي ..وليس مهما إن كان هذا التوصيف لم يصل حد الكمال المنشود  لكنه احتوى معنى الموصوف وعبر عنه . و ينبغي ، في رأيي ، التمييز بين قصيدة النثر " Prose poem" والشعر الحر" Free verse "  على صعيد الكتابة والنقد . فلكل شكل من هذين الشكلين تاريخه الخاص وتقنياته وتقاليده الكتابية . وقد أنصفت الموسوعة العربية العالمية  قصيدة النثر في توصيفها حينما وصفتها بأنها  ((جنس فني يستكشف ما في لغة النثر من قيم شعرية، ويستغلها لخلق مناخ يعبر عن تجربة ومعاناة، من خلال صور شعرية عريضة تتوافر فيها الشفافية والكثافة في آن واحد، وتعوض انعدام الوزن التقليدي فيها بإيقاعات التوازن والاختلاف والتماثل والتناظر معتمدة على الجملة وتموجاتها الصوتية بموسيقى صياغية تُحسُّ ولا تُقاس).
ولذلك فان قصيدة النثر فتحت آفاقا لم تستكمِل فتحها قصيدة التفعيلة أو الشعر الحر من خلال التركيز على الموسيقى الداخلية ورسم الصورة الشعرية المحلقة في فضاءات أكثر رحابة وقدرة على التصوير وإيجاد علائق جديدة في اللغة من خلال الانزياح اللغوي بشكل يفعَّل المعنى ويكسبه قوة دلالية في التعبير ..واهم ما قدمته قصيدة النثر هي تلك القامات العالية في الشعر العربي الحديث والتي يشار لها ولمنجزها بالبنان والذين أبدعوا في كتابة قصيدة النثر سواء في العراق او الوطن العربي ...
     وعود لسؤالك  إذا كان المقصود ب( القصة الشعرية ) القصة القصيرة جدا ..فأن ثمة تداخل حقيقي بين هذين الجنسين الإبداعيين لا يكاد يميّز القصة القصيرة جِدًّا سوى التزامها حكائيّةً ما، في حين لا يلزم ذلك قصيدة النثر بالضرورة وفي الكثير من الحالات  يكون هناك تداخل واضح بين  نصوصٍ من القصة القصيرة جِدًّا مع قصيدة النثر، إلى درجة التماهي.  بل إن بعض تلك النصوص لتبدو- بما تتوافر عليه من خصائص شعريّة- أَشْعَر من قصيدة نثر.
وهكذا، فكما اندلق  بعض الشعر صوب النثر عبر نافذة قصيدة النثر، فإن النثر قد يندلق  صوب الشعر عبر القصّة القصيرة جِدًّا وهذا يستدعي بكل تأكيد من النقاد والمشتغلين على موضوعة الأجناس الأدبية أن يعيدوا النظر في بعض التصنيفات الإجناسيّة، التي لا تقوم في كثير من الأحيان على سبر الخصائص الفنيّة لما ينضوي تحتها.

• 5 هل يمكنك الخوض في المحرم والمحظور في نصك الادبي؟
البحث عن الجمال  بأسمى صوره يرتقي بالمحرم والمحظور إلى قيم جماليه عليا تؤسس لمنطلقات جديدة تضيق من دائرة المحظور .. ومتى ما هبط العمل الإبداعي في تناوله للمحرم والمحظور عن القيمة الجمالية العليا وسموها انتفت عنه صفة الإبداع واستحال إلى ترسيخ للمحرم والمحظور ذاته بأبشع صوره ..ومع ذلك فان تناولي للقيم الإنسانية العليا في نتاجي الشعري في غالبه ينحى نحوا جماليا إذ بتكامل قيم الجمال مع قيم الدفاع عن الإنسان تكتمل صورة الإبداع الحقيقي .

  6 موقفك كمبدع عربي من الساحة الثقافية في الوطن العربي؟
الساحة الثقافية في الوطن العربي الآن تعيش حالة التنازع والاختلاف في القيم والمفاهيم التي يتبناها المثقفون العرب وذلك انعكاسا لواقع متناقض يشهده الوطن العربي وهذا الاختلاف والتناقض انعكس على النتاج الإبداعي ذاته لكن ما يدعو إلى الاطمئنان على واقع الثقافة العربية أن كثيرا مما كان يُروج له على انه ربيع انكشفت  عورته ، وبدا واضحا انه لم يكن سوى خريف موحش لا هدف له سوى تدمير إرادة القوة والتجدد والبني الحضارية لشخصية الإنسان العربي ..ولذا فثمة الكثير من المبدعين العرب فهموا اللعبة وتصدوا لها إبداعيا وهذا ما يشكل مؤشر وعي متجدد بضرورة أن تكون الثقافة العربية ثقافة منفتحة على المستقبل لا ثقافة تناقضات مثقلة بظلامية الماضي .


 • 7 المرأة تحمل وجع أمة وجع رجل سيكبر ليخترق غياهب الحياة .نجد بعض الشعراء يلحون في نصوصهم على تعرية هذا الجسد الذي حملهم تسعا إما للتعبير عن مكبوتات ذاتية أو لترويج فكرة خواء هذا الكائن .رأيك في هذا المسكوت عنه؟
المرأة هي المحرك الفعلي للكون وهي سر وجود الرجل فكيف لنا أن نفرغه من محتواه الإنساني وننسف قيم وجودها النبيلة ,هي أصل الوجود ومن لا يؤمن بذلك فلا أصل له وهي الطاقة العليا للإبداع ..أما أن يتجه كاتب ما  ببوصلته الخطأ نحو زاوية معتمة لينظر من خلالها إلى المرأة فهذا فشل في الرؤية وقصور في الفكر ..نعم جسد المرأة فيه قيم جماليه وضعها الخالق ..ولكنا حتى حينما نتناولها علينا أن نسمو بالتناول ..أن ننظر لها على أنها قيم جمالية مفجرة للإبداع بعيدا عن الإسفاف الممض والذي يركب مركبه البعض وصولا إلى شهرة زائفة أو تعبير عن هواجس مريضة  .
• 7 هناك من الأدباء من يعيش حالة الانفصام في الشخصية بين حياته على دفتره وحياته داخل أسرته.هل يمكن أن نطلق على هؤلاء "المبدع" ؟والمتعارف عليه أن الكتابة حس وذوق وسمو

·      الإبداع حالة سابغة لا انفصام فيها بين حلقة وأخرى المبدع كمعزوفة موسيقية أي نشاز فيها ينعكس على المعزوفة بكاملها  ويفقدها جمالها الحقيقي ، نعم هناك الكثير من كبار المبدعين الذين أنتجوا إبداعا مميزا لكنهم لم يكونوا موفقين داخل أسرهم ..أو على الأقل لم يوظفوا هذا الإبداع لإسعاد أسرهم بل على العكس من ذلك ..قد نحترم إبداعهم على الورق ..لكن تبقى ثمة ( ثلمه ) يوصمون بها إذا ما  ذُكرت سيرتهم الذاتية ... أنا مع حلقة التكامل الإنساني في العملية الإبداعية  ..وجوابا على سؤالك هل نطلق عليهم صفة المبدع ؟ أقول بصراحة  لا استطيع أن اسلبهم ما وصلوا إليه من إبداع لكني أضع أمام كلمة مبدع .. ولكن ...

• 8  كلمة أخيرة :
أنا ادعو أحبتي المبدعين أن لا ينزلقوا إلى ساحة السياسي وان يكونوا من الثبات حدا يجعل السياسي هو من يقف بباب المثقف متوسلا وطالبا بعض بريق المثقف  ..فالثقافة أبقى من السياسة وأجدى .

من قصائد ضيفنا 
==========

(( شجرة الأبواب ))


شعر د . سعد ياسين يوسف

الأبوابُ معلقةٌ بسماء ٍ

لا تعرفُ جمرَ اللوعةِ  فينا

خلفَ تهدجِ أصواتِ  طفولتِنا

وتراتيل ِالحناءِ  تستقريء

ألوانَ الشجرِ الغائبِ في عتمةِ

غاباتِ الفقد ِ ....

الأبوابُ  شموعٌ مطفأةٌ

لا يشعلُها إلا ذاكَ البرقُ ..

مرورك ِ بحقولي الواجمة ِ

تتوسلُ بابَ سماء ِالغيمة ِ

كم منها كنتُ طرقتُ  ؟؟

لأعودَ بوهمِ الصوت ِ

(( مَنْ في الباب ؟ ))

أصيخ السمعَ ......

تُصفرُ ريحُ  الدمعةِ فيَّ

أطرقُ

أطرقُ

أطرق ُ

والصوتُ بعيدٌ

((مَنْ في الباب ))

يتلاشى الصوتُ

يتلاشى الباب ُ

خلفَ هزيمِ ليالِ شتاءِ المطر

تتبعهُ  تلويحةُ كفي ، جناحُ يمامه .

رفيفُ الأسماءِ  المنقوشةِ  فيها  ،

 ثقوبُ رصاصِ  الزمن ِ

بقعةُ ضوءِ الخشبِ المحكوك ِ

بلجاجتِنا

ونداءاتٌ  تتعثرُ في حنجرتي ...

يا أيتها المفضيةُ لي

كوني شجرَ الوحدة ِ

علّي استوقفُ سربَ يماماتي فوقَكِ

ليلةَ قدرٍ

أسالُها أن تهدلَ للأبواب ِ

حتى الفجرِ أن انفتحي ..

لا فرقَ لدي الآن

للجنةِ كانت

أم للنار ِ ...

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°




°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

شكرااا د.سعد ياسين يوسف لرقي شخصكم 


عفاف السمعلي تونس في 14سبتمبر 2013


°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ورودي لكم "أختكم عفاف السمعلي"





هناك تعليق واحد:

  1. كل الاعتزاز بهذا المرفأ الجميل المتألق والشكر موصول للمبدعة الرائعة عفاف السمعلي لحرفية الاسئلة واهميتها ورصانتها ..كل الاعتزاز والتوفيق ..

    ردحذف

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...