السبت، 9 نوفمبر 2013

برنامج الحوار الأنيق : تعده عفاف السمعلي \ ضيف الحلقة الثامنة الشاعر والقاص المغربي الأستاذ إدريس أنفراص

الشاعر والقاص المغربي الأستاذ إدريس انفراص



حوار مع ضيف الأسبوع: 


الشاعرالمغربي

 الأستاذ إدريس أنفراص





حاورته عفاف السمعلي




سيرة ذاتية



 الاستاذ إدريس أنفراص من مواليد مدينة مغربية في بوابة الأطلس المتوسط إسمها "الحاجب" تابعت فيها دراستي الإبتدائية والإعدادية لأنتقل إلى مدينة أخرى هي"أزرو" لإتمام دراستي الثانوية التي حصلت فيها عن شهادة الباكالوريا وبعدها انتقلت إلى جامعة محمد بن عبد الله بمدينة فاس لأتابع فيها دراساتي الجامعية...أشتغل حاليا في قطاع التعليم بوزارة التربية الوطنية المغربية,لي كتابات متعددة منشورة في مجلات وجرائد وطنية وعربية,ومنذ مدة صرت أنشر في مواقع أدبية الكترونية مختلفة وذات قيمة وحضور,كتابات في القصة القصيرة,وفي النقد الأدبي والفني....
·         


=========================

في البداية أغتنم فرصة حواري معك سيدتي "عفاف" لأشكر "مجلة رابطة أدباء المرفإ الأخير" على جهودها المبذولة في تسليط الضوء على جانب الفكر والإبداع عند مفكرينا ومبدعينا في مختلف أنحاء الوطن العربي’,ثم لاتفوتني الفرصة كذلك لأتقدم إليك شخصيا بالشكر الجزيل حين فكرت في شخصي لإجراء هذا الحوار معي,وأتمنى أن أقدم هنا من خلال حديثي معك بعض اراء القارئ العربي أينما وجد


 1 - عالم الكتابة سفر مستمر لا يخضع للحدود وبحث عن أرض حبلى بالحكايا , كيف وطئت هذه الأرض وماذا قدمت لها ؟ 

1..كما تفضلت سيدتي فعالم الكتابة هو بمثابة سفر مستمربلاحدود يرتاد فيه الكاتب آفاقا رحبة,ويفتح لنفسه نوافذ ويشرع أبوابا بحثا عن هواء آخر يمنحه الدفق في أوردته ويجعل دورة الكتابة لاتتوقف عنده,طبعا هو خلال هذا السفر الممتد في الزمان وفي الأمكنة يلتقط الأشياء بحواسه ويتمعنها ثم يستضمرها في دواخله في انتظار أن تنبجس في لحظتها وتولد وتنهض على الورق لتحكي وتقول ما يختلج في صدره لأنه خلال سفره اللامنقطع يكون قد مر بحالات فيها فرح ومسرات وانتشاء وأخرى فيها انكسارات وإحباطات وتعثرات ماتلبث أن تعبر عن نفسها وتفسح لها مكانا على فضاء الورقة حين تتسرب داخل حروفه وكلماته,أما فيما يتعلق بي شخصيا,فتجربتي الكتابية’لا أعرف لها بدايات في حقيقة الأمربمعناها الإبداعي,لأنني منذ فترة شبابي وجدت نفسي تحت ضغط ظروفي الخاصة والحياة التي عشتها بمرارة كبيرة,وجدت نفسي" أخربش" خواطر أبثها لواعجي ومراراتي وأحزاني ورفضي لكل مايحيط بي من ظروف
قاسية جدا تتمثل في فقر العائلة وفي موت الوالدة المبكر جدا وعيشنا في قرية مغربية معزولة عن كل أسباب الكرامة والرفاه...هي بدايات أي شاب ابتلى بحب القراءة والمطالعة رغم كل شيء يحيط بي ويكسر خطواتي,ومع مرور الوقت وجدت نفسي أقترف وأكتوي بنار عشقين:القراءة والكتابة,وأجد نفسي اليوم لا أزال في بدايات الخطو,وهي ستبقى كذلك مادمنا ننضج مع مرور الزمن ونتعلم منه أننا لم نتعلم شيئا......

2- لكل كاتب مرجعياته الأدبية .ماهي مرجعياتك الأدبية ؟  
2..المرجعيات متعددة ومختلفة عند كل كاتب يستند عليها في ما ينتجه ويكتبه ويؤلفه ويذيعه للناس,أما في ما يخصني فإن استنادي إلى ثقافة عربية تزخر بمنتوجاتها ومرجعياتها وبعمقها في استفادتها مما أنتجته شعوب وأمم وحضارات أخرى من خلال التلاقح والترجمات وتبادل الخبرات والمعارف,مع إختيار مرجعياتي التي تجعل الإنسان في الكون هو محورها ,بغض النظر عن لونه أو عرقه أو لغته أو دينه أو جنسه,أتكئ على مرجعبات تنشد التقدم والجمال ومجابهة القبح بكل تجلياته وصوره,والوقوف مع الإنسان ليسترد أنسانيته التي سلبته إياها حضارة الإستهلاك والتشييء..إنها مرجعيات المقاومة والحقيقة والحق الذين صاروا يغيبون من حياتنا ومن سلوكاتنا في السنوات الأخيرة مع الأسف..ويبقى الكتاب الأدبي, الإبداعي خاصة.. حاضرا عندي بكل قوة


3 -  اتضح من خلال العديد من النصوص الشعرية أهمية عامل الانزياح في اضفاء جمالية على القصيدة كحالة ابداعية تخرجنا عن المألوف.هل خضت غمار هذا الجنس الأدبي ؟{بعض من نصوصك}


3..في الحقيقة لا أدعي أنني أكتب شعرا رغم مايقوله لي بعض وأصدقائي وصديقاتي عن كتاباتي التي اعتبرها شذرات تتضمن في عمقها طراوة وانسيابا في اللغة مع إشراقات في المعاني مما يكسبها بعض الإنسيابية وبعض الرقة في القول باختيار مفردات بعينها وتجاورها بأخرى تليق بجوارها لغرض إحداث جرس موسيقي مثلا أو خلف تلك الإنطلاقة والإنسيابية عند قراءة مقطع من المقاطع..شخصيا تحضر عندي اللغة كهاجس أثناء الكتابةلأن اللغة عندي عنصر يخدم المحتوى فالذي ينتبه للمفردة التي وردت في السياق دون أخرى ,ثم جعلها تتجاور مع مفردة أخرى وتتساكن معها,فكل هذا ليس عبثا بل يأتي بعد اشتغال واختيارات كثيرة حتى يتم في النهاية الإستقرار على الولادة أي الإخراج الأخير للمنتوج الأدبي..


كما يحلو للغزالات
 يفعلن..
يصعدن الجبال أو ينزلن..
 يرتعن في البراري أو يسافرن..
 يردن الغدران.. أو يرتشفن القطر من الغيمات..
 لهن مايشأن.. لأن.. هن الغزالات
==================== 

نموذج ثاني

..قالت:" سهل عليك,حين أمضي أن تنسى كل ماكان..."

" قلت:" نعم,يحدث هذا ولكن!!!"...
 يوم لاتخبىء لي فيه وسادتي الحلم بك.
 يوم تتلاشى من مسامي,نسائم عطرك.
 يوم لاتتراقص,في غرفتي خطوط ملامح وجهك.
 يوم أنزع من روحي نقشا من جمال روحك. سيحدث,يوم يحفرون لي قبرا..
 أتمناه بين حنايا صدرك.
أنساك؟!!....
 كيف؟!!
 وعمري ينام في أحضان عمرك’
============
 نموذج ثالث
..سأغلق النافذة على الليل كي لا يتسلل إلى سريري..
 لا أتحمل شماتة عينيه في وحدتي
,.. وفي فراغ مدفأ تي من الحطبات..
 يؤلمني أن يقهقه الليل من يتمي في الليل..
 وأن يمد اللسان طويلا إلى خيباتي..
 و إلي.. وإلى ما صار عليه حالي...
=======

وهذا نموذج رابع
..قال لها وهو يشاغب البسمة المؤتلقة في العينين..
 "سأقتلك يوما بحبي"!!!!..
 قالت:"سأعشق ذاك القتل منك لأنه يحييني"..
 فخذني عندك لأموت في الحضن..ولاترخيني
========== 

 4- الكتابة تجديد متواصل ما رأيك بقصيدة النثر.؟. ماذا قدمت قصيدة النثر للشعر؟ ما الفرق بينها وبين القصة الشعرية ؟ 

 4 الكتابة بصفة عامة تجديد وبحث وتنقيب وحفر عن كل ما يستجيب لروح العصر ولثقافته ولما ينتجه من معارف وأفكار,وهي أيضا إجابة عن إلحاحات داخلية تكمن فينا وعن إلحاحات تأتي من الخارج ومن المحيط وتفرض علينا سطوتها ولابد نستجيب ونجيب عن كل الأسئلة التي يطرحها الواقع من حولنا,لذا لا بد أن نتعامل مع كل جديد بمحبة وأن نحضنه ونساعده أن ينمو ويثبت حضوره ووجوده, وتاريخ البشرية في الحقيقة حافل بهذه الخصومات والنزاعات بين كل قديم وبين كل حديث يظهر إلى الوجود ويريد أن يجد له مكانة,وهذا ينطبق تماما على قصيدة النثر في تراثنا الشعري العربي,الذي ألفنا لعهود أن نتعامل فيه مع نمط وشكل معينين,فسكنا بقوة وجداننا وشكلا رؤيتنا الشعرية للعالم ,فليس سهلا على القصيدة النثرية أن تجد مكانتها في فضاء الشعر العربي بكل سهولة,لذا عانت وقاست كثيرا وتعرضت لإنتقادات رافضة بدعوى أنها لاتمتلك خصائص القصيدة التقليدية المعروفة,لكن إيقاع الحياة العصرية والمتغيرات التي تحدث في العالم ونتأثر بها شئنا أم أبينا,تفرض علينا التعامل والإنفتاح على الجديد,كما هو حال قصيدة النثر في تراثنا الشعري الحالي التي أصبحت تفرض وجودها ولها قراؤها وشعراؤها ولم تعد تثير النقد حاليا كما كان الأمر في بدايات ظهورها...

 5- هل يمكنك الخوض في المحرم والمحظور في نصك الادبي؟ 
5..يبقى أن نتفاهم أنت وأنا عماهو المقصود من المحرم والمحظور أولا..لأن في حقيقة الأمر,ماقد يبدو لشخص محرما ومحظورا قد يبدو لآخر شيئا عاديا ولايستجلب التحريم أو الحظر,فنحن لانرى الأشياء في العالم من نفس المنظار وبنفس المنظور,ذهاب الأنثى للسباحة في البحر مثلا هو فعل حرام ومحظور عند البعض بدعاوى أخلاقية وتربوية وثقافية إلخ,لكن ليس كل الناس يرون سباحة المرأة حراما,لأنهم يعتبرونها في المقام الأول إنسانا وليست شيئا يثير الشهوة,أو عورة ينبغي لها أن تستتر وتتلحف,فالثقافة هنا والتعليم أساسا يلعبان دورا مهما في تحديد منطلقات رؤيتنا للعلم وللأشياء,فأمة تغرق في الأمية وفي الجهل هي التي يكثر فيها التحريم والمحظور والمنع والعسف والقمع,أما الأمم المتقدمة والمتعلمة فإنها تنظر للحياة بعين وعقل متفتحين ومتسامحين,يقدران ويحترمان الإنسان لأنه كيان ووجود وليس كشيء وكبضاعة أو كرقم يعيش يرعى بينما هاك من يرعاه,ففي دولنا العربية فقط نجد مثل هذه التعابير:" رعايا الأمير...رعايا صاحب الجلالة إلخ" فالممنوع والمحرم في حقيقة الأمر يحضران في ثقافتنا وفي حياتنا كآليات للكبح وتقييد الإنطلاق وحرية الفعل عند الإنسان العربي,إنهما كحصاران يفرملان كل مبادرة تريد أن تنطلق وتحلق.. طبعا أنا لا أنسى أننا مجتمعات تعتنق دينا معينا ولها ثقافتها وضوابطها الأخلاقية,لكن المشكلة تكمن في العمق في استخدامنا لكل هذه العناصر في حياتنا,هل نجعل منها منطلقا للتقدم والإنفتاح على العالم وعلى حضاراته والغرف من علومه ومن آدابه أم هي كوابح وسدود لغلق كل لمعة تنبثق وخنقها في المهد لتبقى أوضاعنا كما هي تسمح لمن يحكموننا أن يمسكوا جيدا برقابنا.....

إنني حين أكتب,لا أنتبه في المقام الأول للمحرم من غيره في كتاباتي,فانطلاقا مما سلف,أقول أنني أكتب الأشياء كما تنبع من داخلي, وأستحضر فقط أن ما أكتبه يتوفر على شروط الإبداع ,التي ليس أساسها عندي معيار الأخلاق بقدر ما أراعي فيه معيار الجمال والجواب عن انتظارات القراء من حرية وكرامة ودفاع عن الحق,والصراخ بكل القوى في وجه مغتصبي الحقوق ومثيري الحروب وقاتلي الأبرياء ومدمري الإنسان..

 6 - موقفك كمبدع عربي من الساحة الثقافية في الوطن العربي؟ 
6..في الحقيقة الساحة الثقافية العربية هي ساحات,أقصد أن كل ثقافة تحمل خصوصياتها ومايميزها عن الأخرى,رغم اشتراكنا في نفس اللغة وفي نفس الدين وفي نفس المصير..لذا فمستويات الحضور الثقافي في أوطاننا العربية تختلف من بلد إلى بلد,ولأنني لست عدميا ولا أحب ان اكون كذلك,أقول بأن هناك حضور ثقافيإلى حد ما في أوطاننا رغم أن متطلعاتنا وانتظاراتنا أكثر بكثير ممانشاهده من حضور,إن الدولة التي لاتؤمن بالإنسان ولاتضمن له الكرامة لايمكن أن تضمن لشعبها حضورا ثقافيا,لأنها ترى ذلك ترفا بل ربما خطرا على مصالح حكامها وبقائهم لمدد طويلة يتربعون على العرش والحكم,إن مسؤولين في وزارات يشكون باستمرار بقلة الموارد وانعدامها أحيانا لايمكن أن يسطروا برامج ثقافية وينظمون مهرجانات واحتفالات لمختلف الفنون في البلد..إن الثقافة في نهاية التحليل هي نتيجة للقرار السياسي في البلد,فالبلد الذي يريد أن يحكم قطيعا لايمكن لحاكمه أن يسطر برامج ثقافية وفنية ويوجد لها موارد مالية وفضاءات للممارسة...أضيفي إلى هذا أنه يكفي أن نعرف مدى تعاطي المواطن العربي للقراءة لنفهم أي صنف من الشعوب نحن,ثم إن الكتاب العربي يتعرض للحصار في الجمرك على الحدود بين البلدان التي تسمي نفسها شقيقة أكثر مما تتعرض له الممنوعات من مخدرات وتهريب نساء لممارسة الدعارة..


 7 - المرأة تحمل وجع أمة وجع رجل سيكبر ليخترق غياهب الحياة .نجد بعض الشعراء يلحون في نصوصهم على تعرية هذا الجسد الذي حملهم تسعا إما للتعبير عن مكبوتات ذاتية أو لترويج فكرة خواء هذا الكائن .رأيك في هذا المسكوت عنه؟ 



7....إن التعامل مع المرأة وقضاياها تتحدد بمدى وعينا بحضورها وبوجودها وبمكانتها,فإذا آمنا أن المرأة كائن بشري مستقل الكيان وله جميع الحقوق التي يتمتع بها البشر في الحياة,فإننا نكون نتعامل معها من منطلق يحترم وجودها ويحترم مكانتها ويعترف لها بأنها شريك له كامل الحق أن ينعم بوجوده وبحقوقه,وأن تكون له كلمته الحرة ومكانته المصونة انطلاقا من احترامنا للإنسان كإنسان,أما وكما سبق وأشرت سابقا كنا ننظر إليها ككيان ناقص وعورة ينبغي سترها وحجبها فتلك قضية أخرى...لذا فكثيرا مايقال إذا أردت أن تعرف مدى تقدم شعب فانظر إلى نسائه أي إلى مكانتهن وحضورهن ومشاركتهن في مجتمعهن ,آتي بهذا لأصل إلى أن المبدع في النهاية هو فرد يعيش داخل مجتمع معين,فلاغرو إذن أن تتلون كتاباته بما يدور في محيطه الذي يحدد نظرته للحياة وللعالم,فالذي يرى في المرأة جسدا فقط فيصب عليه كل فانتازماته وتخيلاته المريضة فيكتبها عارية وبشبق رخيص ومريض يكون يعبر عن نظرة متخلفة للمرأة,لكن من يتعامل معها بسمو وبجمال ونقاء يكون يقدم عملا عن المرأة وحتى عن جسدها إذا أراد لكن يفعل ذلك بجمالية عالية وبدون إسفاف وسقوط,لايجب أن ننسى أن كتابات عديدة ولوحات كثيرة لمشاهير في العالم تناولت المرأة في مختلف مناحيها وكانت حقا قمة في الفن وفي الجمال لأنهم تعاملوا معها بسمو عال جدا..

كلمة أخيرة

وفي ختام هذا اللقاء تطلبين مني كلمة أخيرة,أريد فيها أن أعبر لك شخصيا سيدتي المبدعة عفاف ولجميع زميلاتك وزملائك في هذا الموقع الجميل عن امتناني وشكري لإختياركم لي للمحاورة وتبادل الرأي معكم لأنقل من خلالكم وعبر موقعكم آرائي ونظرتي للعالم التي أرجو أن أكون قد أضفت شيئا معرفيا جديدا..مع كامل مودتي لكم جميعا....
·         
أجمل التحايا للمبدع الأستاذ ادريس انفراص سعدت كثيرا بالتحاور معك أخي الكريم

عفاف السمعلي تونس في 9\11\2013


=======================

ورودي لكم "عفاف"







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...