~~~عيناك~~
نهنهتُ عَينيَ عن رؤياك ما ازدجرتْ
من نهنهاتي فكيف القلب يزْدَجر ُ
وقُلتُ أنأى لعلَّ النأي يعصمني
من العيون فَقَضَّتْ مضجعي الصُّورُ
عيناك عينان أَمْ كَوْنٌ بأنجمه ِ
وقد سَبانِي على أهدابك الحَوَرُ
قد كُنتُ حين اقتراب الرَّكب يحملكم
كأنني الأرض يسري حولها القَمَرُ
وكنت حين غياب الرَّكب عن نظري
كالطفل في التِيه ِ يرثي حاله البَشَرُ
وقد عُذِلتُ كثيراً في مَودتكمْ
وكيف أنِّي بهذا الشوق أسْتَعرُو
فما تقهقرَ قَلبي قِيدَ أنْمُلَة ٍ
ولا تَحوَّل عن مسراكم النّظَرُ
فليَشْهد الماءُ رقراقاً على شَغَفِي
وليَشْهد الغيمُ والأنداءُ والمطرُ
غادرت أرضي وَرَحْلِي كان أمْنِيَتي
أما نَدِيمي فكان الطيرُ والشجرُ
حتَّى دليلي فكان القلبُ يُرشدُني
وقد هداني ولم يَجْنَح به الحذرُ
مُرِّي على البيد كل البيد تعرفُني
واستنطقي الأرضَ يُنْبئْ ما جرى الحجرُ
يا كم رآني من السُّمَار في سفري
فوقي الشَّراشِرُ والأسمالُ والضَّجر ُ
واستعطفوني على حالي فقلت لهم
يا ليت لي حُجَّة ً أسلو وأعتذر
للنفس حتى تذوق النَّومَ أعينُها
ويهدأ الوجدُ إن يَرْأفْ بنا السَّهَرُ
والآن أنْسَى الذي قد كان في سفري
منذ التقينا فأنت السُؤْلُ والوَطرُ
عيناك عينان أم سِحْري وأحجيتي
وقد سباني الهوى واستورق الخَبَرُ
كي يكتبوا قصة ً تبقى ويعرفها
طيرُ الروابيَ والبادون والحضرُ
قالوا عن الحب ما قالوا وأقرؤهُ
وما استطاعوا له وصفاً وما قَدَرُوا
فغاية الحب شئٌ ليس يعرفهُ
لا المحبون ما ذاقوا وما شَعروا
وروعة الحُبِّ أن الله قدَّرَهُ
على الوجود وأهْدَى سِرَّهُ القَدَرُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق