الشاعر والكاتب سامي مهدي ~~~ الناقد والكاتب طلال سالم الحديثي
القسم الأول
=================================
=================================
أشهد أنني لم أستمتع بقراءة كتاب نقدي منذ عقد من الزمن متعتي بهذا الكتاب الجديد
( في الطريق الى الحداثة )
الذي ألفه الشاعر الكبير سامي مهدي ،
وسبب متعتي ينبعث من كون الكتاب قراءة واعية ودقيقة لمرحلة مهمة من مراحل
الشعرية العراقية التي كانت إرهاصاً شعرياً كان له الأثر الفاعل والرئيسي في
إنبثاق الشعرية العربية المعاصرة . وينبعث أيضاً من أسلوب كتابة الكتاب الأسلوب
الذي يتفاعل معه القارئ بدون ذلك اللف والدوران والإتكاء على النظريات الغربية
قديمها وحديثها التي يحشرها النقاد في كتاباتهم النقدية التي لا تسهم بالوضوح قدر
إسهامها بالتعقيد والإستقواء على القراء . الكتاب بفصوله السبعة المختارة بعناية
تشكل إضاءات نقدية مهمة عن سبعة من الشعراء الذين كانت لهم ريادة كتابة الشعر الحر
وريادة كتابة قصيدة النثر في العراق، ومن المسر أن المؤلف أنصف شعراء لم ينالوا
مايستحقونه من دراسة ، فكانت دراسته عن بلند الحيدري وحسين مردان وصفاء الحيدري
دراسات رائدة تنصف وتشير الى الرواد الذين أهملهم الدارسون تجاهلاً أو أهمالا .
مواضيع الكتاب : 1) ديوان البياتي ( أباريق مهشمة ) والطريق الى الشعر العربي
الحديث . 2) تجاذب القديم والجديد في شعر نازك الملائكة ونظريتها الشعرية .
3)تجربة بلند الحيدري الشعرية وموقعها في الشعر العراقي الحديث . 4)سعدي يوسف
والبحث عن طريق خاص . 5) محمود البريكان : الوعد الذي لم ينجز . 6) حسين مردان
جذوة جيل . 7) صفاء الحيدري : الطاقة الشعرية المهدورة . ويعسر عليَّ في مثل هذا
الحيز من المكان إستيفاء عرض الأفكار الثرية في الكتاب ، وحسبي أن أقدم بعضها
بأختصار . يقول المؤلف صفحة (81 ) : وليست هذه الدراسة معنية بتفضيل شاعر على
شاعر، بل معنيةفقط بأي الشعراء سبق زملاءه الى كتابة قصيدة حديثة أو أقرب الى
الحداثة . وقد كشفت لنا هذه الدراسة أن البياتي سبق الجميع الى كتابة القصيدة
الحديثة ، أو الأقرب الى الحداثة من سواها ، بالرغم من أنه لم يكن الأول ولا
الثاني في من كتبوا القصيدة الحرة . ذلك أن حداثة القصيدة ليست مجرد خروج على
الوزن التقليدي والتقفية التقليدية ، بل هي هذه ، وجملة من التقنيات في اللغة
والبناء وغيرهما . وعن نازك الملائكة يقول المؤلف ص (87 ) : تعد نازك الملائكة أحد
رواد الحداثة في الشعر العربي ، وهي في هذا من السابقين إن لم تكن أسبق من غيرها .
فقد كتبت عام 1947 أول قصيدة خرجت فيها على النظام التقليدي لكتابة الشعر العربي ،
ونعني به نظام البيت الشعري . وقال ص (151): يعد بلند الحيدري (1926_1996 ) واحداً
من رواد حركة الشعر الحر ، أي شعر التفعيلة ، في العراق والوطن العربي ،فهو من
أوائل من كتبوه ،ولكنه لا يعد إلا رابعاً بينهم . وعن سعدي يوسف يقول ص (255 ) :
وهكذا يظهر أن بحث سعدي عن طريقه الخاص قد إستغرق زمناً طويلا يقرب من نصف قرن ،
تقلب خلاله بين شتى المؤثرات والتجارب ،ونوّع في إقتباس الأفكار والأشكال حتى
إكتمل تحوله الشعري واستقرت مفاهيمه على حال . ______
بقلم : الأستاذ طلال سالم الحديثي
===========================================
ورودي لكم "عفاف"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق