الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

(هذا العظيمُ) ======== للشاعرخلف الحديثي خلف الحديثي







(هذا العظيمُ)
صوْتٌ بأرضِ الطّفّ صاحَ مَصابُهُ
أنا منْ دماءِ الوحْي جاءَ خِضابُهُ

أسرجْتُ في الغمَراتِ ليلَ غبارِها
وعلى دروبِ الريح ثارَ ترابُهُ

ورميْتُ أنفاسي بكل ربية
وبها استحَمّتْ بالدّماءِ هِضابُهُ

فأضاءَ كوْنَ اللهِ رأسيَ مُذ هوى
وَعلا يجوبُ الرّافدينِ شِهَابُهُ

وربتْ صحارى الأمنياتِ وأزهرتْ
حرفاً يضمُّ المؤلماتِ إهابُه

فكرا يغذي النشء كل عظيمة
حتى يخضِّرُ بالنزيفِ يبابُه

ويظل يعصرُ من مساكبِ هدْيهِ
واليه ينتسبُ الفدا وطِلابُه

هذا الشهيد وألفُ سيفٍ ناشه
كل السيوف إذا استثير تهابُهُ

قد كان رمحاً للخطوب مجردا
خبرَ الصعاب ودربته صعابُهُ

متحشدا يطأ الرواعد مفردا
ويجذ رأس من استطال ذبابُهُ

بل موقدا عزم القلوب بعزمه
وَيشدُّ ليل الخائرين خِطَابُهُ

لو قد مشى لهمتْ غمائم سعدِه
ولأيقظَ النبتَ المواتِ سحابُهُ

وغدت جنانُ الأرض بعض جنانُه
وتفردت بالحسن فيه شعابُهُ

حملَ الرسالة والمبادئ حرة
فاختاره نعْمَ المربّي دابُهُ

فلأي مجد قد بناه متوجا
ومضت تخبُّ ثَرى الزّمان ركابُهُ

فعلى يديه تناثرت فوق الربى
أشلاؤهم ولهم تطال حرابه

ضاقت بما رحبت بهم ساحاتها
وترنحت من هولها أحقابه

فأجلّ ما كتبتْ لوائحُ نزفهِ
لغةََ الصّمودِ وجاءَ منهُ جَوابُهُ

هي صولةٌ قد خضْتها متزمّلا
بثباتِِه وبهِ استحرَّ ضِرابُهُ

قد كان أبدى بالحوالك قدرةً
وعلا لأشباهَ الرجالِ جَنابُهُ

لله معركة جعلت وقودها
مَنْ ناوءوك ومنك ذاقَ نِصابُهُ

صرخت زعازعها وأرعد حينها
غيظا وأبرق ظامئا قرضابُه

ما اجتازَ صوْتٌ مثل صوتِ زئيره
بدجى الخطوبِ ومنه أجفلَ غابُهَ

عصفت رياح مهبهم مذعورة
واستحكمت طوق الحريق ذئابُهُ

فنفحت في همم الرجال حمية
وإليك سار مُدجَّجاً وثابُهُ

تفنى العصور وكل شيء ينتهي
إلا الذي يحكيهِ عنه كِتابُهُ

تبقى تحفز من وهى وقفاته
وتزيد بذلا بالعطا أصلابُهُ

وتظل يقتحم الملاحم صوته
وتذيع في سمعِ الملا طُلابُهُ

وتظل أروع ما تفيض مآثراً
تهفو لسحرِ بيانها كُتّابُهُ

عركتك في نيلِ العلا ساحاتُها
لتنالَ شعفاءَ الذرى فتُهابُ

فقحمْتَ في بيضِ الثغورِ مُطاولاً
وصمدْتَ إذْ خَفرَ الوَفا أعْرابُهُ

ودَعتْكَ تقتحمُ المنون بفتكةٍ
مَنْ بايعوكَ ليستديمَ ثوابُهُ

وجبهت في شوس الملا قعساءها
ولويت أعسرهم فغاب لبابُهُ

وغللت صوت العنف معتد الرؤى
فأتتك تزحف للردى خُطّابُهُ

وركبت شوط الويل تزحم لجة
فهوى عظيما للمنون شبابُهُ

فاستصرختك وقد دميت حرائر
والبحر جاء إلى ثراك عبابُهُ

ما قد شكا خوراً بوقعِ كريهةٍ
لكنّهُ غدْرٌ يجيش عذابُهُ

مدّت إليه يدُ الجنان أسرّة
فتضمّخت طيبا وفاحَ ملابُهُ

هذا العظيم أرومة وكرامة
من ذا إلى أنسابه يغتابُهُ ؟

أو من سينكر جده خير الورى
وأبوه مفتاح العلوم وبابُهُ

ما زال ، خيبر منه ترجف رهبة
وتعيد درسا ما نسته كلابُهُ

هذا الذي عنه الجحافل حدثت
وتحدثت تروي الصمود قبابُهُ

قد عمدته يد الفدا بدمائها
وفم البطولة كلمته رحابُهُ

أبكيه محترقا بنار شجونه
وتلمه فوق الأديم ثيابُهُ

ما زال هدياً يستنار بهديه
وتنير شذاذ الورى آدابُهُ

سيظل زنداً واريا لعظائم
ويدكُّ أركانَ الضلال قرابُهُ

وعلى الوفا ستظل تهزج أمة
ويظل يرفلُ بالدما جلبابُهُ

ويظل في عرش الخلودِ مخلّداً
روحاً وجسماً والملوكُ صحابُهُ

فالقاتلون إلى جهنم وعدهم
أمّا الحسين إلى الجنانِ مآبُهُ
*** 15/10/2013

الشاعرخلف الحديثي خلف الحديثي 

================
ورودي لكم "عفاف"




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...