السبت، 21 سبتمبر 2013

برنامج الحوار الأنيق: تعده عفاف السمعلي \ ضيف الحلقة: الشاعر العراقي الأستاذ مكي النزال

الشاعر العراقي الأستاذ مكي النزال



حوار مع ضيف الأسبوع  الشاعر مكي النزال




حاورته عفاف السمعلي


سيرة ذاتية 
============

 الأستاذ مكي النزال 56 سنة

متزوج وله أربعة أولاد وثلاث بنات

ولد في فلوجة العراق وترعرع فيها

درس اللغة الانكليزية في إنكلترا

عمل مترجمًا ثم موظفًا في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وصحفيًا

فاز بجائزة بروجكتسنسورد الأكاديمية لأفضل مقال عام 2010

شاعر وكاتب له كتابان في الشأن العراقي وديوانا شعر



===========================================



• 1 عالم الكتابة سفر مستمر لا يخضع للحدود وبحث عن أرض حبلى بالحكايا , كيف وطئت هذه الأرض وماذا قدمت لها ؟

قبل الكتابة كانت القراءة،وكانت راقيةً في مدارس العراق مناهجًا ومعلمين وإدارة في عهود ما قبل الاحتلال وما جاء به من تخلف ومتخلفين، فلقد كانت مكتبات المدارس عامرة بكتب الطفل التي تفتح أمامه آفاق التعبير والتصوير. وحين حان موعد الكتابة وجد أمامه أساسًا متينًا يقف عليه بثبات ويتحرك بأريحية.


كتبت الكثير من الشعر والمقالات والقليل من القصة القصيرة وكان نتاجي المطبوع ديوانين شعريين هما: خذني لبغداد وحنين الشرق، كما نشرت كتابين يلقيان الضوء على الشأن العراقي هما: الفلوجة والسلاطين والفشل الذريع. ولي من المخطوطات غير المطبوعة الكثير. ونشرت مقالاتي وقصائدي في عشرات الصحف والوكالات العربية والأجنبية كما شاركت في تأليف كتاب أصدرته جامعة بريطانية مع زملاء آخرين.



 • 2 لكل كاتب مرجعياته الأدبية .ما هي مرجعياتك الأدبية ؟

لا أؤمن بمرجعية للكاتب سوى ما هو موجود في داخله وهذا أصله ما قرأ إضافة لتجاربه الحياتية التي تشكل جزءًا مهمًا مما يكتب مضافًا لهما (جيناته) الإبداعية الموروثة أو المخلوقة.

   • 3 اتضح من خلال العديد من النصوص الشعرية أهمية عامل الانزياح في إضفاء جمالية على القصيدة كحالة إبداعية تخرجنا عن المألوف.هل خضت غمار هذا الجنس الأدبي ؟


تعبير الانزياح هو مجرد ترجمة رديئة لمصطلح أعجمي والأصح أن نقول: (المجاز) وهو موجود في الشعر العربي منذ آلاف السنين وليس بجديد عليه، لكن المحدثين – عن قصد او غير قصد – أغفلوه وذهبوا للـ (انزياح) الغربي. والمجاز ليس شرطًا اساسيًا لكل ما يُكتَب، لكنه سمة جيدة وجميلة من سمات الإبداع الأدبي – شعرًا ونثراً – تضفي بهاء إبداعيًا على النص.  بعضالمحدثين يُغرقون نصوصهم بما يظنونه مجازًا وما هو في الحقيقة غير طلاسم رعناء لا معنى لها ويرون في عدم فهم القارئ للنص انتصارًا عظيمًا يعني أن الكاتب وحده هو الذي يفهم والناس أغبياء..! إن روعة المجاز تكمن في كونه مفهومًا ومحسوسًا في آن، لا في كونه غامضًا لا معنى له وهلوسات تدخل قارئها في متاهات ضياع المعاني والذائقة.


  
4 الكتابة تجديد متواصل ما رأيك بقصيدة النثر.؟. ماذا قدمت قصيدة النثر للشعر؟ ما الفرق بينها وبين القصة الشعرية ؟


قصيدة النثر تعاني معضلتين اساسيتين أولاهما التسمية، فلو أطلقت عليها تسمية غير (القصيدة) لتقبلها الجميع برحابة صدر، ويرفض الشعراء والنقاد تسميتها بالقصيدة لكونها لا تظهر بمظهر الشعر الذي له اصول ومقومات وضوابط خرجت عنها (قصيدة النثر) وابتعدت كثيرًا، فلماذا الإصرار على إقحامها صنف الشعر؟! المعضلة الثانية هي عدوانية رواد هذا الصنف الأدبي وتهجمهم على أصالة الشعر العربي ووصفهم له بالجامد والمتخلف..، إلى آخر المسميات السيئة التي دفعت بالآخرين للشك في أن هؤلاء المحدثين يقودون مؤامرة لتدمير الشعر بل واللغة العربية من خلال ما يقولون وما يكتبون. ولا يخفى على أحد أن هؤلاء تمادوا كثيرًا في الطعن بكل ما هو عربي أصيل. أنا خضت هذه التجربة ولا مشكلة لي معها سوى ما قدّمت من رأي حول مشكلاتها.


• 5 هل يمكنك الخوض في المحرم والمحظور في نصك الادبي؟


الخوض في المحرم والمحظور هو دليل على فشل الكاتب في التعبير والوصول لقرائه دون الخوض في محرماتهم فنرى الفاشلين يتكلمون بالكفر أو العهر لكي يستقطبوا أشباههم ويلفتوا الأنظار. قد يكتب المبدع ما يعبر عن غرائزه وإن كان قديسًا، لكن عليه أن لا ينشره إلا بعد تهذيبه ليكون ملائمًا للخُلق والأدب السويّ وإلا فما فرقه عن بائعات الهوى واللاعبات على حبال الغرائز البهيمية؟! وهنا اشير إلى (شعراء كبار) كسبوا شهرتهم من خوضهم في المحرم والمحظور وكذلك كاتبات تافهات ونجاح هؤلاء في الوصول للشهرة يتأتى من فساد الذائقة عند بعض شرائح مجتمعاتنا وشغف المكبوتين والمنحرفين لتلقف هذا النوع الرديء من الكتابة.


  6 موقفك كمبدع عربي من الساحة الثقافية في الوطن العربي؟



الساحة الثقافية العربية ليست سيئة كما يشاع عنها والسيء الوحيد هو القصور في الحكومات والمؤسسات الثقافية التي ابتعدت عن إداء واجباتها لسباب معظمها سياسية اختلط بها الفساد المالي والإداري..، أما الجمهور فهو محب للشعر والأدب والدليل هذه الملايين التي تتابع الإبداع على الإنترنت والحضور الجيد نسبيًا لأمسيات بعض المبدعين في المدن العربية. وأجدد القول بقصور المؤسسات الرسمية ودور النشر والمؤسسات الثقافية في القيام بدورها الحقيقي.


 • 7 المرأة تحمل وجع أمة وجع رجل سيكبر ليخترق غياهب الحياة .نجد بعض الشعراء يلحون في نصوصهم على تعرية هذا الجسد الذي حملهم تسعا إما للتعبير عن مكبوتات ذاتية أو لترويج فكرة خواء هذا الكائن .رأيك في هذا المسكوت عنه؟

تحدثنا عن المحظور والمحرم، وجسد الإنسان (وخصوصًا المرأة) يدخل ضمن ما قلنا، فالفاشلون هم الذين يخوضون في الجميل النقي ليفسدوه بتلوثهم بالضبط كأولئك الذين يرتكبون جرائم الاغتصاب من المرضى النفسيين والفاسدين ومتعاطي المخدرات. هنا اقول: إن أجمل الكتابة هي تلك النقية التي تعبر عن إنسانية الكاتب حتى في وصفه لمن يحب ولنا في أسلافنا عبرة كشعراء بني عذرة ومن ساروا على نهجهم. ومن المؤسف أن نجد شواعر ومبدعات (كما يزعمن) يخضن بلغة الجسد وكأنهن يعرضن انفسهن للبيع في سوق الرقيق الأبيض.


• 7 هناك من الأدباء من يعيش حالة الانفصام في الشخصية بين حياته على دفتره وحياته داخل أسرته.هل يمكن أن نطلق على هؤلاء "المبدع" ؟والمتعارف عليه أن الكتابة حس وذوق وسمو

المبدع ليس قديسًا والإبداع لا يعني المثالية، فالعديد من المبدعين يعيشون حياة النقاء والتألق على صفحات إبداعهم، لكنهم يخوضون في ما لا يتوقعه قراؤهم في حياتهم الخاصة! أميل إلى الابتعاد عن التعميم – خيره وشره - في هذا الأمر فالمبدع إنسان قد ينحرف كغيره وربما أكثر من غيره بسبب هشاشة تكوين شخصيته وتعرضه للفتن أكثر من غيره. أقول هذا وأنا أعرف أن العديد من المبدعين يعيشون حياة طبيعية، لكن آخرين يختلفون بل وبعضهم يستغل حب الناس للإبداع فيرتكب بحق المعجبين به خطايا تصل حد النصب والاحتيال والابتزاز!!! هو أمر مؤسف لكنها حقيقة يجب أن تقال لكي نجنب قراءنا فخاخًا وقع بها الكثيرون وخصوصًا (الكثيرات)!

• 8  كلمة أخيرة :

ختامًا أقول: إن الكتابة عالمٌ جميل ونافع وساحر وممتع للكاتب والمتلقي لكنه لا يخلو من مصاعب ومصائب ومعاناة قد تشبه المخاض بل وبعضها قد يشبه الاحتضار! والكتابة نعمة قد يستغلها أناس لتحقيق أغراض رخيصة لكنها تبقى نعمة من الله يمن بها على من يشاء من عباده الذين يحملون رايات الحرية وبنشرون المبادئ وينثرون الورد ويهمون العطر على الآخرين. 

من قصائد ضيفنا








شكرا أستاذ مكي النزال 


عفاف السمعلي تونس في 21 سبتمبر 2013


°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ورودي لكم "أختكم عفاف السمعلي"



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...