الشاعرة سلمى حربه
وطن بلا وطن
بلا انتماء أنا
كريشة اخترقت جاذبية الريح
بلا وزن أو كينونة
كذرة رمل احرقها هجير شاطئ
مترام غربا .. ...شرقا
تنتحل التشبث بثوب نسمة
وأخرى تنساب بالهواء
الهواء عار ومبتذل
يلفح وجه التملص من كينونة وجود منمق
بلا انتماء أو عنوان
جذوري تمتد بالهواء والماء
على ضفاف التمني وخيبة ترجي
لا أريد انتماء
سوى لعيني تلك الصغيرة ذات الجدائل السود
يلفح الليل خصلات شعرها
تلعب في حارات الصمت
لا أنتمي إلا لعينيها الصغيرتين
تجوبان هذا الأفق
تسألان إلى أين ؟؟؟
لا أريد انتماء إلا لتلك الملتحفة بالسواد
تنتظر ميلاد غائب
تنتظر العائدين من خبايا الظلام
لا انتمي إلا لذلك الطين
لا انتمي إلا لحفنة تراب تحت نخلة
في هجير تموز وآب
بلا انتماء أنا أو عنوان
من يفتش عني
فليسأل نوارس الشطآن
أو سعف النخيل
أو قد يسال الطين
بلا انتماء أنا كينونتي هناك
بين ضفتي نهرين
ضيعهما سبل الرجوع
لا أنتمي إلا لذلك الطين
لزوجة تحتوي جذوري المتكسرة
ترتق خذلان وطن
تشد الكسر بالكسر
ترتق الألم
أنا وهذا الوطن
كسيران لا يلفنا وطن
التفت إليك
لعينيك وحزني
يربض بين أرصفة الوجع
أحاور ألأسفلت
المبلل بالدم ودموع الأمهات
أنا وأنت يا وطني نفتش عن وطن
يحتوي كل هذيان هذا الوجع
لا أنتمي إلا لذاك الطين
واهزوجة رتلت
على مسامع سعف النخيل
أو قبره راحت تهدل وتحكي عن بلد قد هجره الفرح
هجرته غابات النخيل
هجرته أسراب الدوري
هجره القداح على ثنايا الشجر
لا انتمي إلا لطينك ودعاء
رتل
على مسامع المآذن
والمآذن تردد صداه
لك الله يا وطن بلا وطن
الشاعرة سلمى حربه
==============================
ورودي لكم "عفاف"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق