الاثنين، 9 سبتمبر 2013

يا طائرَ البرق للشاعر باسل البزراوي

الشاعر باسل البزراوي

يا طائرَ البرق


°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
يا طائرَ البرقِ ما للبرقِ يُصبيني؟


ويوقدُ الشوقَ في صدري ويغريني



أبيتُ أرقبُ خلـفَ الغيـمِ مطلعَـهُ

وفي الحكايـا وأزهـارِ البساتيـنِ

أرى الوميضَ كأنّ الصبحَ يسكنـهُ


وحولهُ الغيمُ سارٍ فـي شرايينـي

أسامرُ الغيمَ علّ الهمسَ يحمِلنـي

إلى فضاءٍ سرى في الفجر يَحكيني

أضمُّ عطرَ الثرى فالصبحُ يألفنـي


ويشربُ الخمرَ من دنّي ويروينـي

و أسْكِرُ الصبحَ من خمر القصيدِ بها


وإن تنكّر لـي صبـوُ الشياطيـنِ

فقد غدوتُ حروفاً مـن حكايتهـا


تشيخُ فيها أساطيـري وتوحينـي

مضى الزمانُ بها, ما للزمانِ ولي
حتى تبعثرَنـا ريـحُ الخماسيـنِ؟

تلوذُ فـيَّ وتـذرو دمعَهـا ألمـاً


وما تظـنّ بـأنّ الدمـعَ يُدمينـي

وما تظنّ بـأنّ الـروحَ تسكنهـا


وتسكنُ "الطيرةُ" النجوى و"سيرينـي"


وفيّ حلّت ربا "حيفا" ومـن ألمـي


أتبوحُ "ميعارُ" أسـراري و"مَيْرونـي"

تعيش فيّ وتحلو حيـن تنبضنـي


بين الضلوع وعند الليل تهذينـي

تجيشُ في الصدر آهـاتٌ أعلّلهـا


بما أمِلتُ وهل دهـري يُوافينـي؟

فلستُ أدري إذا ما شاخ لـي أمـلٌ


والليـل يظلـمُ والأيـام تعيينـي

فمنذُ أن كنتُ كنتِ الجرحَ يُؤلمنـي


وكنتِ دفءَ حروفي في دواوينـي


وكنتِ لي وطناً في القلب أحملُـهُ


وما يَزالُ علـى الآمـالِ يحيينـي

لك القصائد مثل السيـل تسكبهـا


روحي فتسقي لماها ما تُساقينـي

ما أنت إلا احتراقاتـي وموجدتـي


ولستِ إلا عبيرَ الشعـر يعرونـي

دمنتُ روحك أسقيها الهوى بدمي


وأعزفُ الدهرَ ألحـانَ المجانيـن

فمـا ذكرتـك إلا بـتّ أبصرنـي


من رقّة الشوقِ قد تاهت عناويني

فهل نعودُ وهل للنفس مـن وجـعٍ

إلا فـراقٌ, وأرضُ الله تَطويـنـي

وهل تروقُ الليالي بعـد جفوتهـا


وتشرقُ الشمسُ بينَ الغيمِ تحدوني

ظمئتُ واللهِ, إذ ضاقت بما رحُبـت


كلُّ الحدودِ وغيضَ الحبرُ من دوني

وتاق قلبي شذا الأغصان مائسـةً


مع النسيم وأصـواتِ الحساسيـنِ

فكيف أسلو وما في سلوتـي أمـلٌ

إلا اجتراحُكِ من عطر الرياحيـنِ؟


فما سلاني اختلاجُ الروح أو بكرتْ


إليّ تسعى الخوافي كي تُناجينـي

فصرتُ أهذي وتهذي بي مخيّلتـي


في كلّ ناحيةٍ قـد تـاهَ مكنونـي

وقفتُ ليلاً أناجي الظلّ واشتعلـت


في مقلتـيّ أساريـري لتصبينـي

فتثملُ الروحُ من راحٍ بها انسكبت


على القوافي فكانت فيـكِ أفيونـي

لك الدواوينُ من جرحٍ ومـن أمـلٍ


يسري بقلبي وروحي يومَ تكويني

فلا تظنّـي بـأنّ الشعـرَ ينبضُـهُ


سوى ربوعك في الوهج الفلسطيني


الشاعر باسل البزراوي

===================================


ورودي لكم عفاف السمعلي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...