الشاعر شاذل طاقة
الشاعر شاذل طاقة . ولد شاذل جاسم طاقة في الموصل عام 1929 .. كان والده
متعلماً يعمل كاتباً للعرائض .. أنهى دراسته الابتدائية في الموصل في المدرسة
الخزرجية وكذلك المتوسطة في الشرقية والثانوية في الإعدادية المركزية .. وظهرت
بوادره الأدبية في مساهماته بالنشرة الجدارية .. يدخل دار المعلمين العالية عام
1947 في قسم اللغة العربية وحاز على اللسانس في الأدب العربي عام 1950 .. يعين
مدرساً للغة العربية في الموصل .. ولظروف عائلية يطلب الانتقال الى دهوك ليعود
ثانية مدرساً في الإعدادية المركزية عام 1956 ثم في دار المعلمين وما يلبث أن
ينتقل من الموصل الى بغداد للعمل في وزارة الإعلام بمساعدة زميله في حزب الاستقلال
غربي الحاج أحمد الذي كان يحتل وظيفة مهمة في وزارة الإعلام آنذاك بعد قيام ثورة
الرابع عشر من تموز .. ينتمي شاذل طاقة الى حزب البعث العربي الأشتراكي .. ويتعرض
للسجن بعد فشل حركة الشواف عام 1959 ويصبح شاذل بعد نجاح ثورة رمضان عام 1963
مديراً عاماً لوكالة الأنباء العراقية .. يطرد من عمله بعد ردة تشرين عام 1963
ويفتح مكتباً للأعمال التجارية والنشر بإسم [ دار الكلمة ] يمنى بالفشل يعاد الى
الوظيفة عام 1965 مديراً للإدارة والذاتية في شركة التأمين العراقية .. ويصبح
وكيلاً لوزارة الإعلام بعد ثورة 17تموز عام 1968 .. ويعين عام 1969 سفيراً في
ديوان وزارة الخارجية ثم سفيراً للعراق لدى الاتحاد السوفيتي .. ويصبح عام 1971
وكيلاً لوزارة الخارجية فوزيراً للخارجية .. توفي في الرباط عام 1974 عندما ترأس
الوفد العراقي الى اجتماعات وزارة الخارجية العرب .. ودفن في مدينته الموصل .
مؤلفات شاذل طاقة 1. المساء الأخير عام 1950 ديوان شعر في مطبعة الاتحاد الجديدة
في الموصل . 2. تاريخ الأدب العباسي عام 1953 في مطبعة الاتحاد الجديدة في الموصل
. 3. قصائد غير صالحة للنشر عام 1956 عن دار طباعة الهدف في الموصل وهو ديوان
مشترك مع عبد الحليم اللاوند وهاشم الطعان ويوسف الصائغ . 4. ثم مات الليل عام
1963 من منشورات دار مكتبة الحياة في بيروت وهو ديوان شعر . 5. الأعور الدجال
والغرباء عام 1969عن الدار ذاتها وهو ديوان شعره الأخير . 6. في الإعلام والمعركة
عام 1969 السلسلة الإعلامية بغداد . 7. السند باديات ضمن المجموعة الشعرية الكاملة
عام 1977 . وله مقالات وقصائد نشرت في الصحف الموصلية والعراقية وقع بعضها باسم
سندباد . 8. له ديوان مخطوط يعود تاريخه الى عام 1944 عنوانه [ نفثات الفؤاد ] .
بدأ شاذل طاقة قرض الشعر منذ كان يافعاً ونضجت شاعريته بعد دخوله دار المعلمين
العالية .. والتقائه بعدد من شعراء الشعر الحديث كالسياب والبياتي وسليمان العيسى
.. وارتبط بالسياب برابطة حميمة .. وهو الذي قال عنه [ إن شاذل كبير أضاعه بقاؤه
في الموصل ] وقد بدأ شاعراً رومانتيكيا .. ثم جرى على خطى شعراء الشعر الحديث ..
يقول شاذل في مقدمة ديوانه المساء الأخير : فلقد جربت في عدد من قصائد الديوان على
نسق منطلق لا يتقيد بقافية موحدة ولا يلتزم عدداً معيناً من تفصيلات البحور ..
فانك تجد في البيت الواحد تفعيلة أو تفعيليتين ولعلك تجد في آخر خمسة .. وفي آخر
أكثر أو أقل .. ولعل من حقي أن أؤكد للقارئ .. أن الضرب من الشعر ليس مرسلاً ولا
مطلقاً من جميع القيود .. ولكنه يلتزم شيئاً وينطلق عن أشياء ولعل من حق الفن أن
أذكر أن هذا الضرب ليس مبتكراً .. فان جذوره تمتد الى الشعر الأندلسي .. وكان
شعراء الأندلس موحين الى شعراء المهجر .. فنظموا فيه وأبدعوا وأجادوا أيما إجادة
وإبداع .. وهو يلجأ الى رثاء أبيه في أكثر من قصيدة .. فيها من العاطفة الصادقة
والتأمل الشيء الكثير .. وهذه بعض من ابياته ... الأعور الدجال 1 يقولون ... في
ذات يومٍ يجيءُ إلينا مسيحٌ مزوَّرْ يمنِّي الكبار .. بحلوى وسكّرْ ويحنو علينا ويُغري
الصغار ... بشيحٍ وعنبرْ ويحكي ... ويحكي ... ويومي إلى جبلٍ من أرُز ، يقود
الجياعْ إليه ... ويبكي وتبقى الدموع معلّقه ملجمه ويبقى الأرز بعيدا ... لذيد
الصراع وتمضي الجيوش إلى جبل الأطعمه وشمس النهار تُحرّق أرواحهم ... والهضابْ
تلوح أرزا ... وحلوى ... وسكّرْ وشيحا ... وعنبرْ وما من قرار ... ولا شيء غير
السراب ... سراب ... سراب ... سراب !.. 2 وقالوا ... وكان المسيح المزوّرْ سميناً
وأعورْ ولم يكُ في الأرض حين أتاها من الكافرين بسلطانه سوى أعميين ... وشيخٌ
معمَّرْ خبيرٌ بأزمانه ... ومجنونة وفتاها ... وغانيةٍ أتعبتها الليالي .. وحبُّ
الرجالِ وهذا النبيُّ الجديد المظفّرْ !.. 3 وقالوا .. وقالت له الغانية : ألا
أيُّهذا الذي جاءنا وحط علينا وعسكرْ هلمَّ إلى حانتي ، لتشرب من خمرتي وتحكي لنا
.. ونلهو ... ونشدو ... ونسكرْ! 4 وقالوا ... وفي الحانة الغافيهْ على كتف الرابيهْ
أباحتْ زقاقُ الطِلى سرَّهُ ونام الرجال ... فشقَّ لها صدره! وكان اعتراف ... وكان
انخذال وكان انتصارك يا غانيه ! 5 يقولون .. كان ... وكان .. وصار المقدَّرْ وفي
الصبحِ قام على الرابيهْ صليبٌ تدلَّى عليه نبيٌّ مزوّرْ وقد فُقئتْ عينهُ الثانية
!!
علاء حسين الأديب
==============
ورودي لكم "عفاف"
شكرا لمجلة المرفأ الأخير الألكترونيّة وللقائمة عليها الشاعرة القديرة عفاف السمعلي وبورك بكل الجهود الطيبة.
ردحذف