الخميس، 19 سبتمبر 2013

قراءة في ديوان: قراءة في ديوان(زخات مطر ) للشاعرة التونسيّة عفاف محمد السّمعلي القراءة الأولى /قصيدة زخات مطر بقلم الناقد والشاعر العراقي علاء الأديب

الناقد والشاعر العراقي علاء الأديب


الشاعرة والروائية التونسية عفاف السمعلي

قراءة في ديوان(زخات مطر )

للشاعرة التونسيّة عفاف محمد السّمعلي


القراءة الأولى /قصيدة زخات مطر بقلم الناقد والشاعر العراقي علاء الأديب




~~زخات مطر~~










**((يقولون إنّ الجمل حين يفارقها الشتاء تنسى البكاء...
هل صحيح إنّ البساتين تزهر من غير مطر الشتاء؟))

*بهذه العبارات المليئة بالدهشة والاستفهام...يبدأ السؤال ..الذي تطلق فيه الشاعرة العنان لحرفها أن يجيب بزخات مطر تستهلها ب...

**(لأنّني مازلت أحلم كالأطفال..وألعب بالتراب كالصغار ...فلقد أذبتك في دمي )
*بهذا المقطع تحاول الشاعرة أن تشير إلى علاقة وطيدة بين الطفولة والحب...بين البراءة والصدق ...بين الحلم والعفويّة.
*ومن هنا فهي تعبر تعبيرا صميميّا عن العلاقة بين التبرير والحصيلة. 

*إذن فإنّ الحب عند شاعرتنا مرهون بالحلم وببراءة الطفل بما تحملان هاتان الرؤيتان من أبعاد ومعان للصدق والنقاء والصفاء.

*ولن يتوقف هذا عند حدود الحلم والطفولة بل يفرض واقع حال المرأة على شاعرتنا أن تعود لأنوثتها لكنّها تؤثر ألاّ تكون إلاّ أننوثة طفوليّة لا تتجاوز حدود بياض ونصوع المعنى والدلالة وهذا ما تذهب إليه شاعرتنا بهذا المقطع من قصيدتها :
**(فلقد أذبت حبك في دمي
مذ شاركتني جنوني
مذ اعترفت بأنوثتي
تحت زخات مطر صيفيّة)
*هنا لابدّ من الإشارة بأنّ اختيار الشاعرة لزخات المطر الصيفيّة كان بقصد حقيقة متعارف عليها ألاّ وهي بأن زخات المطر الصيفية ليست كزخات المطر الشتويّة كونها زخات مطر غير متوقعة الحضور كالحب دائما.ولكنها زخات مطر هادئة منعشة أكثر منها جارفة هوجاء.

*وفي المقطع الأخر من القصيدة تذهب شاعرتنا إلى ماهو أبعد من الحلم والطفولة والأنوثة لتعبر عن مدى إصرارها بالاحتفاظ بحبها والنضال من أجل لقاء منتظر من زمن بعيد.

**(لأنّني كنت ومازلت طفلة..
تشتهي لثم موج البحر
وحبيبي
تشتهي مراقصة الهوى
حين يسدل الليل أجفانه
لأنّني
بحبك اختزلت القارات
وقربت المسافات
سأظلّ أقاوم
وأحفر الصخر 
بأناملي 
ورموش عيني
أن ألقاك.....وسوف ألقاك.)

*وهنا لابدّ أن أقف عند استخدام الشاعرة رموش العين لحفر الصخر وأن أضع تحت هذه العبارة خطا بلون من ألوان الدهشة والإعجاب الاعتيادي.
*تستمر الشاعرة بقصيدتها الممطرة بمعانيها الرائعة لتصل إلى مقطعها الأخير الذي لن ولم تنس فيه أنها شاعرة وما حياتها إلا قصيدة جميلة .
بعد أن كانت الطفلة الحالمة ذات الأنوثة الناصعة البياض النقيّة فتقول:

**(لأنّك كنت على مدى الدهر قصيدتي 
التي استثنيها من كلّ الّلغات 
لأنّك طفلي الذي أتنفس
رحيق هواه
لأنّك سموت على غبار البشر
سأظلّ أحبك).

*ولابدّ من التأمل هنا بعبارة (لأنّك طفلي الذي أتنفس)
وما توحي إليه من عمق إحساس الشاعرة بالأمومة الحقيقيّة وتجسيدها لهذا المعنى تجسيدا حيّا موفقا أضاف إلى القصيدة ما أضاف من روعة إنسانية

*هذا إضافة الى ما أشارت إليه شاعرتنا من استنكار ضمني لما يتصف به غالبية البشر في هذا الزمن .الموبوء المليء بالأدران والغبار.
حين تقول(لأنّك سموت على غبار البشر).
*ومن مجمل قراءتنا لقصيدة الشاعرة الرائدة عفاف السمعلي (زخات مطر) 
نجد أن الشاعرة قد بنت القصيدة على خمس أسس رئيسية هي:
(الطفولة- الحلم – الأنوثة- الأمومة – الشّاعريّة –النقاء)


فيديو القصيدة
*فجاءت القصيدة من بدايتها الى نهايتها منسابة انسيابا شعريا مموسقا منعشا. ومنطقيّا مقبولا مما جعل التحول من صورة الى صورة في هذه القصيدة تحولا هادئا غير مرتبك لا يمكن أن يقلق المتلقي أو يربكه أو يشعره بأي دليل على تكلف او تصنع عند الانتقال بين الصور.

*هذا ماكان لنا مع قصيدة شاعرتنا القديرة عفاف السمعلي في قراءتنا لقصيدتها (زخات مطر) من ديوانها (زخات مطر) .
*وسيكون لنا قراءة أخرى لقصيدة (زهر تشرين) من ذات الديوان .
بأذن الله تعالى
الشاعر والناقد العراقي :علاء حسين الأديب 16/9/2013


=======================
ورودي لكم "عفاف السمعلي"






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...