الاثنين، 30 سبتمبر 2013

قراءة في ديوان: قراءة في ديوان(زخات مطر ) للشاعرة التونسيّة عفاف محمد السّمعلي القراءة الثانية /قصيدة زهر تشرين بقلم الناقد والشاعر العراقي علاء الأديب


قراءة في ديوان (زخات مطر)
للشاعرة التونسيّة عفاف محمد السمعلي
القراءة الثانيّة (قصيدة زهر تشرين) بقلم الشاعر والناقد العراقي الأستاذ علاء الأديب


 
 
 زهر تشرين


(هاهي حبيبات الظمأ تحولت أزرار ياسمين ،حين ارتقيت لشفا الربيع ،وبعضي الأخر يناجي طيفك المتراقص على وجنات الورد).

بهذه الكلمات الأنيقة السّامية سمو الإحساس تبسمل الشاعرة قصيدتها (زهرة تشرين).
وعلى أعتاب هذه الكلمات دعتني الروعة أن أتوقف لأتأمل ما جاء بها من قبل أن ألج عالم القصيدة.
ومن الجدير بالذكر بأن أكثر ما لفت انتباهي بهذه المقدمة الأنيقة تلك الاستعارات البهيّة وىلتي تمثل ب(حبيبات الظمأ )(شفاه الربيع)(أزرار الياسمين)(وجنات الورد).
هذا إضافة إلى ماجاء فيها من اكتناز واختزال للمعان ،وإلى نظرة يملؤها الأمل الواسع الأفاق المترامي الأطراف عبر مسافات الرؤى للحياة بكلّ مباهجها رغم مايمكن أن تكون ضنينة بألوان الفرح.
فهناك مايوحي دائما الى الفرح المؤجل.

(يقتفي الصمت 
ذرات عشق
توشح أناي
وحكاية الف ليلة وليلة
بحر خضم).

بهذا المقطع تبدأ القصيدة ..
مشيرة فيه الشاعرة إلى الصمت الذي يقتفي ذرات العشق للتعبير عمّا يتميّز به عشقها الصّامت الذي لم يكن الصمت فيه الاّ سمة من سماتها.
وهذا مايدل قطعا على وجود مبرر لهذا الصمت.ربما يكون مبررا إنسانيا تكوينيا أو ربما وليدا فرضته أحداث هذا العشق وبيئته ومسسباته.

وعندما تعرج الشاعرة على حكايات الف ليلة وليلة فإنها تريد حتما أن تكون شهرزاد حكايتها التي لن ولم تكل أو تمل من مواصلة هذا العشق بصورة مغايرة لما كانت عليه شهرشزاد سالف الأزمان.
فشهرزاد سالف الزمان غير شهرزادنا هنا فتلك قالن ماعندها بألف ليلة وليلة لتصل الى مبتغاها 
إلاّ إن شهرزادنا قد بقت بالنسبة لشهريار ذلك الجمال الصامت الذي يُدرك ولا يُسمع .رغم إن كل مافيه من مشاعر وأحاسيس هو بحر خضم.

ومن هنا علينا أن نقف بالفعل وقفة تأمل وتبصر إلى إمكاننيّة الأستعارة وتوظيفها للمختلف من الأحوال فين شهرزاد الحكايا وشهرزاد الصمت آلاف مؤلفة من صور الرّوعة.

(جنّات أعناب 
جامحة منّي إليك
أسكب أحلامي
جداول
على شطآن العمر
لأنّهل منها صبابة 
فيا أيتها المسافات المحتشدة
بالأمنيات
كوني صباحا 
يضيء ليلي 
ويزيح قتامة أوراق الخريف)

في هذا المقطع تعلن الشاعرة عن أن الصمت الذي يقتفي ذرات العشق ..لايمكن أن يكون ألاّ صفة لما ظهر من هذا العشق لا لما بطن منه فهو بباطنه ناطق وقد عبّرت الشاعرة عن ذاتها فيه
بأنها (جنة من الأعناب الجامحة الى معشوقها).
وهنا يأتي التعبير عن الشوق بحبات الأعناب للدلالة على النضوج وبدلا من أن يتدلى الناضج فقد جمح جموح جموح العاطفة والرغبة في احتواء المعشوق وهنا تكمن جمالية التصوير .

تلجأ الشاعرة فيما تبقى من هذا المقطع من القصيدة إلى حديث الروح لتعلن بأنها تسكب أحلامها جداولا على شطآن العمر وهنا يعلن الحرف بأن العمر لدى الشاعرة غير العمر عند غيرها فهو ليس أياما وسنين بل هو ارتواء وجفاف وإن الأعمار التي لايمكن أن يكون العشق رافدا لها لن تكون الا يبابا.
أما ماكان العشق رافدها فلن تكون الا أعمارا يانعة مرتوية.

وتكتمل الصورة في هذا المقطع الى دعوة الشاعرة للمسافات التي تحول بينها وبين معشوقها .
تلك المسافات التي قد احتشدت بالأمنيات أن تكون صباحا يضيء الليل.ويزيح قتامة أوراق الخريف.
هنا يستوقفني بقوة تعبير الشاعرة عن مسافات البعد التي تحتشد بالأمنيات ذلك التعبير الذي يعطي للمتلقي انطباعا جميلا وكأنه أمام لوحة زيتية لمثل هذه المسافات .

وكذلك ماعبرت عنه الشاعرة بقتامة اوراق الخريف عن العمر الذي لاينهل من مناهل العشق ولايرفد من روافده.

(هذا دثاري اللازوردي
يبتسم لزهر تشرين
أفواج من ديباج).

هنا وفي هذا المقطع من القصيدة تصف الشاعرة ما تتدثر به من جمال الطبيعة لهذه الروح الجميلة الطاهرة الحالمة وهي تبتسم لزهر تشرين الذي اختارته دون غيره لأرتباطه بميلاد معشوقها الذي ربما قد ولد في تشرين فلم يكن هذا الأختيار مصادفة بكل الأحوال.

(الحرف ملء دمي 
تقرع ابكار كلماتي
فأغازل في عينيك
لآليء الهوى)

بهذا المقطع من القصيدة تعود الشاعرة للحرف وللكلمات .فصيّرت الحروف التي تملأ الدماء كلمات تغازل بها لآليء الهوى في عيون معشوقها الذي رأت في عينيه عمق محيط محتشد باللآليء وما يكتنف هذا العمق من جميل الأسرار.

(وأطير إليك 
أطير إليك
كعصفور أزرق 
أحمل ألوان الفرح
دوائر أمطار مسائية
فاتركني استريح 
يا (أنا)
فقد أدماني السفر).

أما في المقطع الأخير من هذه القصيدة فإن الشاعرة تعلن عن رغبتها بأن تطير لمعشوقها 
مؤكدة تلك الرغبة بتكرار المعنى كعصفور أزرق .
و(العصفور الأزرق هو عصفور بريّ جبلي يحمل براءة الطبيعة وبكارتها .
عصفور حياته مرهونة بحريته فمجرد أن يتعرض للسجن يموت على الفور .
يؤثر الفناء على الأضطهاد ويفضل أن يودع الحياة كريما من أن يقضيها في براثن لئيم)
.

حاملة لذلك المعشوق رائحة الأمطار المسائيّة المخضّب عطرها بأطياب تراب الأرض.
الفيديو الصوتي للقصيدة

ولا تطالب ذلك ذلك المعشوق الأمل ذلك المعشوق الساكن فيها كذاتها بمناداتها له يا (أنا ) إلاّ أن تستريح لأنّها قد أدماها السفر أليه عبر كلّ تلك المسافات المحتشدة بالأمنيات عبر الزمن .
قرأت القصيدة فكانت كحكاية بدأت لكنها لم تنته ابدا .فمازالت للحكاية من بقيّة.


علاء حسين الأديب
19/9/2013
=================
ورودي لكم "عفاف"


السبت، 28 سبتمبر 2013

برنامج الحوار الأنيق : تعده عفاف السمعلي \ ضيف الحلقة الثالثة : الشاعر المصري الأستاذ حسنين السيد حسنين

الشاعر المصري حسنين السيد حسنين


حوار مع ضيف الأسبوع: الشاعر حسنين السيد حسنين



حاورته عفاف السمعلي


سيرة ذاتية 

============

 أنا رغم انى ضد تقسيم الشعر والشعراء الى ( مراحل ) .. إلا اننى محسوب على الجيل السبعينى طبعاً . من مواليد القاهرة فى 30 يناير 1946 بحى الحلمية الجديدة .. بقاهرة المعز القديمة . ـ بكالوريوس تجارة /شعبة محاسبة ومراجعة ـ جامعة عين شمس . ـ عضو عامل بمنتديات مصر المحروسة الثقافية فى كل ربوعها . ـ لدى مجموعة دواوين : * ديوان ( انشودة العطش ) * مجموعة صباحات .. المغنى العجوز * مجموعة وتريات .. المغنى العجوز * مسرحية فصل واحد ( ياسلام يادنيا ) وهى معارضة لمعاهدة السلام !! * المشاركة فى اصدار العديد من الدوريات فترة السبعينيات ومنها : ( اضاء77 ) حيث نشرت ( انشودة العطش ) وهى مهداة للشاعر العراقى /بدر شاكر السياب .. صاحب قصيدة ( انشودة المطر ) .
* المشاركة

فى اصدار غير دورى .. بمجلة ( مصرية ) فى اوائل الثمانينيات .. وتوقفت للمحاصرة
الأمنية وقتها .

* صدرت

عنى بعض النشرات والكتب الدورية .. بتمويل من منتديات ثقافية ادبية بالقاهرة
والأقاليم .. مع تحليل ونقد فنى لبعض كتاباتى الشعرية .. خاصة ماكتب منها فى فترة
السبعينيات من القرن الماضى .









• 1 عالم الكتابة سفر مستمر لا يخضع للحدود وبحث عن أرض حبلى بالحكايا , كيف وطئت هذه الأرض وماذا قدمت لها ؟


* الكتابة
.. هى جنة الله التى منحنا إياها على الأرض .. والالهام إذا فاض 

على شاعر او أديب


.. فإنه يصنع دنيا اخرى غير دنياه ..لأن الأديب أو الشاعر

في ا عتقادى هو نصف إله

رغم اعتراض البعض على تلك المقولة .. من غلاة المتعصبين .. 

ولأن الشاعر بمنحة

الله وعونه يمنحه عالماً آخر يعيش فيه على هواه ؛ ويخلق شخوصه
التى يحاورها

وتحاوره كيفما يشاء .. ويستطيع بقلمه أن يمنحهم الحياة .. أو يصل 
بهم الى دنيا العدم والزوال.

أما كيف وطأت أقدامى عالم الكتابة وبحرها اللا نهائى .. فلا 
أستطيع تحديده بالضبط لكنه بالتاكيد بدأ مع ما امتدت إليه يدي
من مكتبة والدي الفلاح البسيط والذي كان
يعيش عالمه مع كتابات المتصوفة .. بداية من أبى اليزيد  
البسطامي والحلاج.. مروراً بشعرصاحب المذهب الامام الشافعى


.. الى أن بدات التنقيب عن ماهية الشعر ودلالاته
ورجاله من الأقديم والمحدثين .. والحصول على العلامة النهائية 


ضمن أقرانى بالمدرسة

الابتدائية والاعدادية والثانوية فى مجال الشعر والأدب ؛ وصولاً الى


محاولاتى الىالآن فى صنع مشروعى الشعرى الخاص بى خاصة

فى مجال ابداعات فى العامية المصرية العبقرية
.

 • 2 لكل كاتب مرجعياته الأدبية .ما هي مرجعياتك الأدبية ؟

أما عن المرجعيات الأدبية التى شكَّلت الوجدان ؛ وأثرت فى

عطائه خاصة فى عالم الشعر

والشعراء .. فلقد خرجنا الى الوجود لنجد كماً هائلاً من التراث 

الانسانى فى

الثقافات المعرفية من شعراء العرب .. وتراث هائل من الحضارة 

الفرعونية ؛ بدءًا من رسالة

( الفلاح الفصيح ) الى الفرعون الطاغية .. مروراً بكل تراث الحضارات


الفرعونية والآشورية والبابلية والسومرية واليونانية .. حتى وصولنا


الى شعراء

عصرنا الحديث .. والدخول فى معترك قضايا الشكل والمضمون


والحداثة .. للبحث عن مشروع شعري يكون خاصا بشخصي

فانا كغيرى انهل من كل الثقافات دون تحديد اطار ضيق .
.
طالما اننى دائب البحث عن إعلاء قيم الحق والخير والجمال والحرية


.. ويحمل شعرى

على اكتافه قضايا الوطن والانسان فى المطلق .. إلا من بعض

الضروريات في أوقات الاحتدام مع سلطة طاغية!!



  
3 الكتابة تجديد متواصل ما رأيك بقصيدة النثر.؟. ماذا قدمت قصيدة النثر للشعر؟ ما الفرق بينها وبين القصة الشعرية ؟

* يقولون
 انه يتعين على الأديب أو الشاعر .. البحث الدائم

عن الحرف التاسع والعشرين في اللغة

. لتجسيد مايصبو اليه من جماليات فى اللفظ والدلالة والإيقاع ؛ 

ليكون ذا
عمق مؤثر فى المتلقى الذى هو هدفه فى الأساس ؛ واعتقادى 

الراسخ دائماً أن الشعر

(صورة ) .. لابد من تجسيدها بكل الجماليات .. لتصنع الجديد 


والمؤثر فى ذهن وعالم

المشاعر عند المتلقى .. وهو الهدف الأصيل فى الكتابة لتنوير 

الى تحقيق الحلم للعالم الأفضل والأجمل والأعلى والأرفع .



وكان اختيارى ـ رغم بداياتى الأولى بتجاربى فى شعر الفصحى ـ

للتعبيرباللغة العامية

المصرية العبقرية ح لما لها من زخم واتساع رقعة التعبير للوصول

الى الحس الجمعى

الشعبى .. خاصة وأن تواطوء الحكام فى عالمنا العربى .. دأبوا


على تغييب ( العقلالجمعي الشعبي)


بادخاله فى متاهات الفقر والجهل والمرض .. فكان لزاماص


على الشاعر ان يعبر عن خلجات صدر الشارع الذى ينتمى اليه

الوطن ): تضاريساً وبشراً .. بحثاً عن ( فتح نافذة )


للتنوير فى ( سور ) التعتيم الذى تصنعه الثقافة الرسمية الممنهجة


ولعلى قلت سالفاً : ان الشاعر يبحث دائماً عن الحرف التاسع 


والعشرين فى اللغة .. لاضفاء

القيم الجمالية على ابداعاته بدر الامكان .. وتجسيد كامل للصورة .
تكاد تصل

بالمتلقى الى شعوره برائحة الأمكنة وزخمها .. وهذا لايتاتى إلا 

بكاميرا الأعماق

الصادقة .. لتصل بالمتلقى الى الاحساس الكامل بما يعانيه المبدع 


فى تخليق الابداع

وجمالياته .

* ولى

محاولات فى قصيدة ( النثر ) بالعامية المصرية .. ولكنها تفتقر الى

الجرس الموسيقى

الحقيقى رغم كثافتها الشعرية .. والوجود فى القصيدة العمودية 

وشعر التفعيلة والشعر
 الحر .. لأنها تحمل ( جينات ) حقيقية للشعر .. معجونة

بروح الشاعر  وايقاعاته الداخلية

الداخلية . ولعل العامية المصرية فى محاولات قصيدة النثر .. لم


نجد الاقبال الكافى

لدى المتلقى الذى يريد ان يشعر بنشوة الايقاع والجرس الذى 

تربى عليه .. ولأن

المصرى بطبيعته يحمل فى جيناته الوراثية ( إيقاع الناى ) 

الفرعونى الحزين الذي يلازمه من المهد الى اللحد

أما عن ( القصة الشعرية ) ؛ فلقد كان فى مصر علماً من أعلام 
مانسميه
بـ ( القصة القصيدة )


وهو الرائع الراحل القاص والروائى/يحيى الطاهر عبد الله .. صاحب


روايات ( الطوق والأسورة ) و ( الدف والصندوق ) ؛ فهو كان يشكل عالماً رائعاً فى


القصية القصيدة .. بحيث لو اخرجنا سطراص من السطور من سياق القصية .. لوجدناها


تخضع لكل متطلبات (النص الشعرى ) من : كثافة /حقيقة/تجلِّى/ألفاظ ودلالة ؛ وأيضاً


نجد هذا عند ملك القصة القصيرة للراحل العظيم الروائى/يوسف ادريس . ولكنى

على المستوى الشخصى .. لم اتحالف مع قصيدة النثر

فى العامية  المصرية الا من خلال بعض التجارب القليلة...

التجارب القليلة .. رغم ظهور جيل جديد من الشعراء فى مصر .. 

يبشرون بعالم جديد فى

هذا المجال ؛ ولازالت أر فيهم في اعجاب للاعتراف بانطلاقة جيل

لابد وأن ياخذ حقه فى التجريب والمعرفة

.. ربما يكونوا أصحاب مدرسة مستقلة مستقبلاً ؛ وأعتبر نفسى


من الجيل القديم .. الذى لازال يتمسك ببعض الأشكال النمطية

لاحترام الجرس الموسيقى

للشعر .. الذى يحمل فى طياته احترام للفظ ووظيفته داخل كيان


وبناء القصيدة .. خاصة في قصيدة التفعيلة.


• 4 هل يمكنك الخوض في المحرم والمحظور في نصك الادبي؟




.. مسالة شائكة بالتأكيد ؛ خصوصاً فى رقعة العالم الثالث الذى

لازال

يتعلق بأذيال قضايا جانبية عفا عليها الزمن .. نتيجة الالحاح على

ولكن على الأديب أو الشاعر .... أن يقوم باقناع المتلقى

بقبول ( الوردة ) كهدية .. وفى سيقانها ( الشوك ) الذى يحمي


وجودها فى الحياة ..

فيتم التناول للمحرم والمحظور بشكل راقى محترم ؛ وليس بلغة 


فجَّة فاقعة .. وبصورة

( رمزية ) ذات اسقاطات واضحة الدلالة حتى لغير المتخصص ؛

وبمعادلات موضوعية ترتقى

بعقلية المتلقى الى عالم الجمال والابداع ؛ لنصل بذلك الى مانريد 


والأرواح والأفئدة .



 5 موقفك كمبدع عربي من الساحة الثقافية في الوطن العربي

لا زال العالم العربي

.. يقع فى تصنيف وتقسيم العالم الثالث.. بكل مايموج به من 
تيارات متناقضة

.. حتى فى طريقة ارتداء الملابس بين المينى جيب والميكروجيب 

والشورت

الساخن والحجاب والنقاب للمراة ؛ والجلباب المصرى والوهابى 

والبنطال والجينز

والطاقية والكاب والقبعة .. وبين شعر الحلاج وصلاح عبد الصبور ونزار


قبانى ومظفر

النواب .. حتى المخبوء من أشعار أبى نواس وغيره ممن ساروا 


على نفس النهج ؛ وكل الابداعات المتناقضة

.. التى تحمل فى طياتها القنابل الموقوتة فى مضامينها .. بلا


اتفاق على منهج موحًّد نجتمع فيه على كلمة سواء .. ليظل 


الصدام 
حتمياً ومنتظراً ..

لنبدأ كل عقد من الزمان فى العودة الى المربع صفر .. وتلك مصيبة 



6 هناك من الأدباء من يعيش حالة الانفصام في الشخصية بين حياته على دفتره وحياته داخل أسرته.هل يمكن أن نطلق على هؤلاء "المبدع" ؟والمتعارف عليه أن الكتابة حس وذوق وسمو
من الأدباء من يعيش حالة الانفصام في الشخصية بين حياته على

دفتره وحياته داخل

أسرته.هل يمكن أن نطلق على هؤلاء "المبدع" ؟والمتعارف عليه 

أن الكتابة

حس وذوق وسمو .

ـ لابد
 ألا يكون هناك انفصاماً فى الشخصية بين الابداع وحياته

.. فالانسان 

المبدع ينهل من

اعماقه التى يتعامل بها مع نفسه ومع الناس .. فلا يجب أن يوجد


اى تعارض بينهم وهو


مايعكر البئر الذى ينهل منه .. حتى لاتفسد ابداعاته ؛ ويكون محل


شبهة ( الصنعة )

ولا يتسق مع جمال الروح .. وما يجب أن تكون عليه .


ولكن

.. تبقى مشكلة تخص الأديب وحده ؛ وهى علاقه نفسه مع نفسه 


!! وهى مشكلة مايسمى بـ ( ازمة الورقة

البيضاء ) وكيف ستؤثر ( الحالة النفسية ) على انتاجه لحظة 


الابداع 
.. وبيان

واستبيان التأثير العصبى والنفسى لحظة الخلق !! ومثال ذلك : 


كيف سيكتب المبدع

{عن وردة } اهديت اليه من حبيب ؛ وهو فى حالة نشوة فى حب 


يعاصره ؟ وكيف سيكتب

عن { نفس الوردة}

فى حالة الهجران والوحدة

واللوعة والشوق ؟ تلك هى المعضلة التى لازالت

تؤرق كل باحث عن كنه الابداع وتجلياته وتأثير حالة المبدع 


النفسية 
لحظة الكتابة .
.
وانعكاسها عل المتلقى !!



 • 7 المرأة تحمل وجع أمة وجع رجل سيكبر ليخترق غياهب الحياة .نجد بعض الشعراء يلحون في نصوصهم على تعرية هذا الجسد الذي حملهم تسعا إما للتعبير عن مكبوتات ذاتية أو لترويج فكرة خواء هذا الكائن .رأيك في هذا المسكوت عنه؟





المرأة يجب أن تكون لها كل القداسة .. ورأيى هذا ينبع من وجوب احترامنا لها باعتبارها تنتج أعظم سلعة فى الوجود : الانسان !! وهذا الانسان المبدع إذا خرج لتعريتها ؛ والتفكير فيها بما تحت الحزام فقط ؛ فانه لايستحق الوجود فى الحياة من الأساس ؛ ونحن نلجأ الى الرمز فى ابداعاتنا الشعرية .. فتكون الأم/لحبيبة ؛ الام/الوطن ؛ الحبيبة/الحبيبة ؛ الحبيبة/الوطن ؛ مع الاحتفاظ بكل الفاظاللغة الرفيعة فى تناول وجودها الفاعل بين ظهرانينا !! والنظرة للمرأة فى مجتمعاتنا العربية .. لازالت توشم بالنظرة الدونية خاصة فى المجتمعات البدوية والفلاحية..باعتبارها ( الوعاء ) الذى يُخشى عليه من اختلاط الانساب كما يدعى شيوخ الافتاء الذين ابتلينا بهم فى عصرنا الحاضر ؛ رغم أنهم أول من يلهث خلف الجسد باعتباره مصدراً للسعادة والنشوة لأجسادهم الشرهة وعقولهم الفارغة .. نتيجة الكتب الصفراء التى توارثوها !!


والنصوص الشعرية يجب أن تحمل فى ثناياها ( الرمز المقدس ) للمرأة بكل المعادلات الموضوعية ؛ التى تصل بالمرأة الى مصاف الملائكة باعتبارها المعلم الأول لرجل الغد . وعلى من يتعامل بغير هذا المنطق .. فلنعتبره من شواذ القاعدة .


• 8  كلمة أخيرة :


المعضلة


هنا .. فقديماً قال تشرشل : السياسة لغة الفقير !! ّإذن فالمعادلة 

صعبة.. بين


كتابة الشعر الذى لابد وان يحمل على أكتافه قضايا الوطن


ومشكلاته .. لأن المبدع (


جزء ) من نسيج المجتمع ومعبراً عنه .. او بالأحرى يجب أن يكون 

معبراً عنه .. ولأن


المجتمع يعتبر الأديب والشاعر من الصفوة والنخبة . وهل الجمل ان 

يكتب الشاعر فى المطلق


بكل الرموز التى تدافع عن الانسان ؟ ام يكتب المباشر المعبر عن


القضايا الحياتيه


اليومية التى يعايشها فى الشارع مع بنى جلدته ؟ مع الأخذ فى


الاعتبار أن من يكتب


القصائد المباشرة .. غالباً مايتهم بالتسطيح ؛ والجرى وراء تصفيق


القاعات


والمنتديات .. دون ترك انتاج حقيقى يعتد به .. وتلك معضلة !!


ورأيى 

ان يكون المبدع ( ضفيرة ) من



تلك الحالات .. بحيث لايكون ( مباشراً ) حد الاسفاف .. والى حد أن 


أن يقع به وبانتاجه


فى سفاسف هو فى غنى عنها ؛ ولابد ان يكتب عن قضايا 

الانسان 
العامة بالرمز


والعادلات الموضوعية التى يراها قريبة من ذهنابنا ءمجتمعه 


ومشاكلهم .
ومن


قصائدى .. قصيدتى ( أنشودة العطش ) وهى منشورة بالعدد 

الثالث 
من مجلة ( اضاءة 77 ) .. والتى
 أهديتها فى السبعينييات من القرن الماضى .. الى الشاعر العراقي

الراحل /بدر شاكر السياب

. صاحب قصيدة ( أنشودة المطر


 وللقارىء ان يحكم : هل هى معارضة لقصيدة السياب

.

ام هى ترجمة لروح قصيدته .. فلا فرق بين العراق ومصر .. وكلنا

فى الهم شرق
!! واليكم القصيدة :



أنشودة العطش مهداه الى روح الشاعر العراقى/بدر شاكر السياب صاحب
قصيدة ( أنشودة المطر )
***
أنشودة العطش
***
.. ويرجَعْ الصَّدَى 
ويرقص فوق ضلوعى بالكآبة والألم
،ِيفجَّرْ فى سطورى _ من عذابى _ أغنية
وتبلع السَّحَابَة ألف نجْم كَان صَديق
،يعتِّمْ الطَّريق اللى ابتديتُه بالضِّيا
ْوتبهَتْ المَلامحْ فى الوشُوش وفى الصُّوَر ،
ِوتعلن المرَاية _ جُوَّه منى _ عَجْزَهَا
ِأشد من عرُوقى جذْر ِبذْرة الجَفَاف
أحسْ _ فى الحَقيقَة _ ان قَلبى .. قَلْبَهَا
أنْدَسْ فى الشَّوَارعْ والحَوَارى والعطُوف
أطوف على البيُوت اللى جدُورْها مشَقَّقَة
( مخَدِّةْ العَذَارَى مَشْنَقَة عَلى السِّرير
ِْتحنْ للعَرَق ) !!
أتذكر الوشُوش اللى بترسمْ كُلْ يُوم
ْبريشة القلق
فى لوحة الجَفَافِ بالايدين العَرْقَانين
وحـُـزن ع َالجبين ومن ْسـُـكَات بيتنقـَـشْ .
ِتردِّدْ الوشـُـوش :
أنشـُـودة العَطـَـشْ :
ْعَطـَش ْ ..
ْعَطـَش ْ ..
ْعَطـَشْ
***

يعربد الصَّدَى ..
تتيَبِّسْ فى المَلامحْ ألف صُورَة للفَزَع ْ:
كطفل بيُنْتَزَعْ ِمن امُّه لحْظة الرَّضَاع ؛
ولحظة ماالشِّرِاع فى ِوسْط بَحْر ينكَسَرْ ؛
ولحظة الحريقة وسط غابة السباع ؛
ولحظة المواجهة بالحقيقة كلها ؛
ولحظة الخيَانَة بالخناجرْ والحُرُوف ؛
وكَسِْرة السُّيُوف الِمنطويَّة فْ مجْدَهَا ؛
ولحْظة الخَرَس ْ؛

ولحظة الحَرَسْ مَايْدُقْ بَاب الابْريَا
ْتتصلِّبْ العرُوق اللى ف خَريطةْ الجَسَد ْ..
 وتصرُخْ الدِّمَا،
، وتصْرُخْ العرُوق بكُلْ قوِّة يأسَهَا ..
ْبالنَّبْض اللى ارْتَعَشِ ْ :
عَطـَشْ ..
ْعَطـَش ْ.
. ْعَطـَش ْ..
*** ِيرَفْرَفْ عَصْفُورين عَلَى الغُصُون الدَّبْلانين
واخدْهُمْ الحَنين للانطِلاق ِوالزَّقْزَقَة
،ومرَاوْغةْ الصََّيَّاد ابُو العيُون مَالهَاش رمُوش ؛
والنُّومَة فى الِعشُوش مِنْ بَعْد نَشْوةْ الْمِسَا !!
يهلْ طيف حَبيبتى _ غَصْب عَنِّى _ طير حَِزين
فُوق بَحْر الذَّاكِرَة
شايل لى فُوق جناحُه حُزْن عُمْرُه ألف عَام
من قبل ماالكَلام يقْدَرْ يترجمْ البُكَا ،

،وقبل مَاالأغَانى عَ الرََّبابَة تكُون صَبَا ،
 وقبل ماالديابة تمتلك عرش القلوب
، وتصبح الشعُوب ِلعْبة سيَاسَة فى البُورَصِْ !!
***
( ِحوَار )
** ْحبيبتى مدِّى ايدك وانقذينى ِم الشَّجَن
ْ اوشمينى فوق ضلُوعك وارسمينى مَطْرقة
ْنفتِّتْ الصُّخُور اللى ف طريقنا مِنْ زَمَن
نفتَّحْ العيُون اللى ف بزَازكْ بالحَليب
ْأحسْ باهْتزَازكْ وارتعَاشة الجَسَد
  ِيغنِّى العَنْدَليب نَشْوَااااان للحْظِة الُّلقَا
،
وتفردْ المَرَاكبْ تُوب قلُوعْهَا للرِّيَاح !!
ْويطلع الصَّبَاح يرشدْ مَوَاكبْ الأمَل
وجَرْحِى ِيندَمَلْ بَعْد امْتلاؤه ِبالصَّديد !!
ْحبيبتى ِمدِّى ايدكْ ِوانقِذينى ِم العَدَم !!

** حبيبى صَوْلَجَانَكْ مشْ ِفى ايدَكْ منْ زَمَان ،
ولسَّة عَ البيبَان دَقَّات ايديك حنَيِّنَة ،
ولسَّة ِفى الوشُوش نَفْس الكَآبة المُوحشَة ،
ولسَّة فى الِحشَا جَنين مُهَدَّدْ بالسُّقُوطِ
ِفى لعبة الدَّوَايرْ والخُطُوط المُؤلمَة !!

** ْحَبيبتى .. ِمدِّى ايدك

ْحَبيبتى ِمدِّى ايدكْ وانقذينى م الخَطَر
( ْعَيْنَاكِ غَابَتَا نَخيلٍ سَاعَة السَّحَر
ْأوْ شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنأى عَنْهُمَا القَمَر
عَيْنَاكِ حين تَبْسمَانِ تُورق الكُرُوم ) * ؛
وتلألأ النجُوم الأسْطُوريَّة فى السَّمَاِ
ِنغنِّى مَلْحَمَة عَلَى الشُّطُوط المُجْدبَة ..
ْنرجَّعْ الصِّبَا ف عرُوق كُهُولةْ الزَّمَن !!
ونْدَوِّبْ الفُرُوق اللى صَانعْهَا بُعْدنَاِ
ْحَبيبتى مدِّىايدك .....
حَبيبتى مدى ايــ ........................... ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
.. يغيب طيف الحبيبة ام الجَدَايلْ والشعور ؛
 وألمْ تُوب خَيَالى ِمنْ شُطُوط الذَّاكرَة
وأمشى ليل القَاهرَة حَزيــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ،ـــــن
وحزنى عَ الجبين ومن سُكَات بيتنقش ْ
تردِّدْ الوشُوش :

أنشودة العطشْ :
ْعَطَش ..
ْْعَطَش ..
ْْعطَش ..
***
رؤية وتصوير/حسنين السيد حسنين


~~~~~~~~~~~~~~~~
شكرا أستاذ حسنين سعدت بالتحوار معك

عفاف السمعلي تونس في 28 سبتمبر 2013
~~~~~~~~~~~~~~

ورودي لكم "عفاف"



LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...