حَانَ الوجعُ
لمّا لمحتُها ذاتَ لقاءٍ
كان الصّبحُ أجمل
وكانتِ السّنابلُ غيرَ السّنابلِ
وكنتُ أنا غيري...
يومَها كانتِ تُدقّق النّظَر في الأُفق
وكأنّها تلمح بعضًا من حسيس خوفي عليها
تملأ الأرض عبقًا
عبق اللّــيمون و الياسمين...
لم تُدر وجهها نحوي
أقبلتُ عليها وهي تلهو
بين يديها ورقٌ
وقلم رصاصٍ...
كانت ترسم بسمةً
تارة على وجهها
وأخرى على الورقِ
اجتاحتني بنظراتها المتسائلة
لماذا أتيت؟
لم أجد مفرداتٍ أجمعها
لألقي بها على قارعة مسامعها
علّها تتذكّر بأنّها بعضٌ منّي
وبأنّي ما مضيتُ
الّا لأعودَ...
وبأنّ الغدَ الذّي تأمّلتهُ بعيدا
لم يكن سوى طيفَ غيمةِ انتظارٍ ماطرةٍ
يزدحم فيها وجعي...فيبكي
تُفاجئُني بغدرٍ...
تغتال فيَ زهرة الأملِ في اللّقاءِ
فيكتنفُني الوجعُ...
ويستوي على غُصنٍ من العذاباتِ
لتُراودَني نفسيَ الأمّارة بكلّ الأحلامِ
بأن أخلد للنّوم ولو الى حينٍ
لعلّها تنساب من ثنايا الغيابِ
شعر لطفي السنوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق