الأحد، 14 أبريل 2013

من شريط الذكريات " القاص أحمد حسين الساعدي"












من شريط الذكريات " القاص أحمد حسين الساعدي "

القاص أحمد حسين الساعدي



~~ من شريط الذكريات ~~





  • كـم أنتَ بسيـط ايهــا المواطــن العراقــي ...


    رحمــكَ الله يـاجــاري ...

    نعيش هذه الأيام الذكرى العاشرة على 

    سقوط النظام السابق ومن خلال استعادة 

    شريط
    الذكريات الخاص بهذا الحدث

     تذكرتُ جاري 

    (رحمه الله) والذي توفي في العام 2008 ...

    فأسمحوا لي ان اروي لكم مادار بيني وبينه 

    في تلك الفتره :

    عندما بدأت العمليات العسكريه على العراق 

    ترك اغلب الناس منازلهم وذهبوا بعيـــداً عن

    بغداد خوفاً من المجهول .. وكعادته فقد قرر 

    والدي (رحمه الله ) حينها وكما حدث معنا 

    في
    حرب الخليج 1991 البقاء في المنزل وعدم 

    مغادرته حيث لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا 

    وفي

    المرتين كان قراره صائباً ولم يخسر إلا من 

    غادر محل سكناه ...

    اما جاري وهو رجل بسيط جداً كبير في 

    العمر قرر ان يرسل عائلته الى خارج بغـــداد 

    وان
    يبقى في داره وذلك للحفاظ عليه ولانه رجل 

    كبير في العمر ولايخاف الموت ،، فقد بقي 

    في
    الدار ، وكان يحبذ الجلوس في باب الدار 

    والأستماع الى الراديو فهو الوسيله الوحيده 

    حينها
    التي كنا نستمع من خلالها مايحدث في 

    العراق ،، فالحياة معطله ، لاكهرباء 

    ولاوســائل

    اتصال ولاتلفاز ولاشيء سوى رحمة الله ...

    وكنت كل يوم اخرج من الدار واذهب 

    للجلوس معه نستمع الى آخر الأخبار 

    ونتحدث عـــن

    العراق وما مر به من ويلات واستمع منه 

    للقصص القديمة فمجالسة الكبــار

     في السن 

    لها فوائد كثيرة جداً ...

    وفي احد الايام وتحديداً في يوم التاسع من 

    نيسان عام 2003 اعلنت الولايات المتحــــده

    سقوط نظام صدام حسين وانتهاء حقبه 

    مظلمه من تاريخ العراق ودخول القوات 

    الامريكيــه

    الى بغداد وهذا ما سمعته عندما كنت 



    استمع الى الراديو بصحبة جاري (رحمه الله) 

    وبعد لحظة صمت التفت لي وقال بالحرف 

    الواحد (( أسمع أبني أحمد هذا صدام كان 

    ماخذ
    الدجاجه وما منطينا منها غير بس الريش 

    فبلكي هذول اللي راح يجونه ويحكمون 

    العـــراق

    راح ينطونا من الدجاجه الريش والعظام ))

    لا اله الا الله .... كم انت بسيط ايها المواطن 

    العراقي ... عندها وبعد ان سمعت منه 

    هــذه

    الكلمات ابتسمت وقلت له نسأل الله الخير 

    ياعم فنحن شعبٌ مظلوم ...

    ودارت الايام ومرت السنون وبعد مضي اربع 

    سنوات تقريباً سمعت بأن جاري

     (الكبيـــرفي السن ) 


     قد اشتد به المرض وانه على فراش 

    الموت وهنا قررت ان اقوم بزيارته فـــي داره

    المجاوره لدارنا وعندها جلست بقربه 

    وسألته عن صحته وحاله فابتسم ثم قال : 

    انهــــا

    النهايه يا أحمد .. عندها حاولت ان اخفف 

    عنه وانسيه المرض قليلاً فسألته مازحـــاً 

    هــل

    تذكر ياعم عندما كنا نجلس انا وانت ايام 

    الحرب ونستمع الى الاخبار فقال : نعم .. 

    فقلت

    له وهل تذكر ماقلته لي عندما اعلنوا عن 

    سقوط صدام ودخول القوات الامريكيه

    الى بغداد

    فقال نعم اذكر ماقلته لك جيداً ... هنا سألته 

    هل تعتقد ياعم اننا حصلنـــا على الريــــش

    والعظــام الأن فابتسم وقال لي بالحرف 

    الواحد

      والله ياعمي يا أحمد هذول

     حتى الريش أخذوه ...

    وهنا انتهت الحكايه مع جاري وبعد ايام 

    سمعت بأنه انتقل الى جوار ربـه وكان ذلك 

    عــــام

    2008 دون ان يحصل على الريش والعظام 

    رحمك الله ياجاري رحمك الله ياعم واسكنـك

    فسيـح جنـانه ...

    واســأل الله العلي العظيم ان يعم الخير 


    على هذا البلد الجريح وان ينعم اهله 

    بخيراتـــــه

    وان يعم الأمن والأمــان في عراق الخير 

    وبغداد السلام ..


    ~~ أحمد حسين الساعدي~~

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا لمجلة المرفأ الأخير الألكترونيّة وللقائمة عليها الشاعرة والروائية التونسية عفاف محمد السمعلي.

    ردحذف

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...