الثلاثاء، 9 أبريل 2013

التاسع من نيسان "الشاعر عبد اللطيف علوي"

التاسع من نيسان ~~ شعر عبد اللطيف علوي ~~


كتب هذه القصيدة يوم التّاسع من أفريل/ نيسان 2003...


يوم سقوط بغداد 






الشاعر عبد اللطيف علوي







التّاسعُ من نيسانْ


لا عاشرَ بعد التّاسعِ ، نحنُ شهودَ المذبحِ نعلنُ خاتمةَ الأحزانْ


ونتوبُ عن الوطنِ الحافي وعُواءِ ضمائِرِنا...


عن دنيا لا تسعُ الأحبابَ وآخرةٍ


ما عاد بها لقناديل الشّهداء مكانْ


التاسع من نيسانْ


اليوم تصدّقِ أو تعمَى


هو آخرُ عهدكَ بالتّاريخِ وشكلِ الأرض


وآخرُ أوراقِ النّسيانْ


فلْتغرقْ كلُّ مراكب نوحٍ ولْتغرقْ


مدنُ الأشباحِ بما وسِعتْ


لا عاصمَ بعد اليوم من الطّوفانْ


حجرًا حجرً ينهدُّ المعبدُ فوق رؤوسٍ أخطأها سيف الحجّاجِ


مضى زمن ... واليومَ يعود المشهدُ ذاتُهُ


ذاتُ اللعنةِ تخرجُ من ذات الرحمِ المسلوخ بذاتِ الخنجر


لا فرقَ إذا بين السّجّانِ وبين السّجّانْ


جرّبنا الخمرَ بلا أمر والأمرَ بلا خمر


وحفظنا كلَّ دروسِ التّوحيدِ


وتعلّمنا أن نشربَ نخبَ هزائمِنا


ونُعطّرَ أحلام الموتى بدموعِ العميانْ


جرّبنا الحزنَ بلا حزنٍ...



والرّقص على أعتابِ جهنّمَ أعوامَا...


أعوامًا يذبحُنا الخجلُ


أعوامًا تنسلِخُ الأشلاءُ عنِ الأشلاءِ ويُخْطِئُنا الأجلُ..


أعواما نلتحفُ الأكفانَ على الأكفانْ


سبحانكَ ربّي .. أنت المُقْتدِرُ


هل يجرؤُ قلبُ الزّاهدِ في شكواهُ على العِصيانْ


هل أشهدُ أنّكَ تعرِفُهم وتراهمْ حين تنامُ العينُ


وأنّك أقربُ من قدرِ الإنسان إلى الإنسانْ


شيءٌ مَّا رغمَ الغصّة يُبكِيني


شيءٌ يتوحّشُ إذْ يتخبّطُ مختنِقًا في القاعِ


وينهشُ ذاكرتي ويقيني ...


يَمْسخُني إن شاءَ إلاهًا


ويُوزّعُني مِزَقًا إن شاءَ على الغِرْبانْ


سبحانكَ ..قَدْ أخطأتُ القِبْلَةَ ثانيةً


والشّاعرُ ضيّعَ وجهَ الله ووجهَ مدينتِهِ ...


كيف انفرطَتْ كخيوط الغيمةِ من كفِّ الرّحمانْ


ورأيتُ جبينَ عليٍّ حينَ تماوجَ في النّهريْنِ :


و مرّ على الأشباهِ ..


عيون ذاهلَةٌ وجباهٌ مشْروخَهْ


وسمعتُ عليّا يصرُخُ في الأشباهِ كعادتِهِ ...


سنُقاتِلُهم صيفًا وشِتاءً


فيجيءُ الرّدُّ كعادتِهِ


أمهِلْنا ينسَلِخِ الحرُّ والقرُّ


ونعاسُ الصّبحِ و حمّى الظُّهرِ وموعدُ منتصفِ اللّيلِ،


وأمهِلْنا ... تكتمِلِ الأقمارُ ويَصْحُ دبيبُ الرّوحِ و تَتشْتَعِلِ الألوانْ


ورأيتُ عليّا يدفنُ وجهَهُ بين يديهِ ويدعُو في خجلٍ ...


فيجيءُ الرّدّ على عجلٍ ...


لا رحمةَ بعد اليوم ولا غفرانْ




لا توبةَ تُرْفعُ حتّى أُزْهِقَ نسلَ التّاسع من نيسانْ .



الشاعر عبد اللطيف علوي






هناك تعليق واحد:

  1. بارك الله بالمجلة وبمدير تحريرها الشاعرة عفاف السمعلي على نشر منتقيات أدبية رائعة .وشكرا لكل هذا الألق في هذه القصيدة الرائعة.
    ومن القلب تحيّة.

    ردحذف

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...