أنت روحي الخضراء
--------------------
( تباريح شعرية على منوال رائعة أبي القاسم
الشابي " صلوات في هيكل الحب" في وزنها وقافيتها)
هذهِ ورْدتي إليك ِ وفيها شـــوْقُ رُوحي
ونبْـــــضُ قَلبي العَميدِ
وحُروفٌ مغْـــــسولةٌ بالتباريحِ وما انْهَلَّ
مِــــنْ سَـــحابِ الصُّدودِ
إنني عاشــقٌ تُـؤكِِّدُ عِشْــقي أدْمُـــعي
قَبْلَ أحْـــرُفِ التَّـــوكيدِ
مُتْعَبٌ في الحياةِ حيْرانُ في الكـــونِ
كأني استَعَرْتُ عينيْ لبيدِ
وأغنّــيكِِ في عُــــيونِ الدياجي وأناجيــــكِ
بين أيدي الرُّعـــــودِ
أنت رُوحٌ خضــــراءُ تَنضَحُ نُبْـــــلاً
صاغَكِ اللهُ منْ عَبـير الـــــوُرودِ
صَـوَّرتْكِ الأيّامُُ أنـــــقى من الثّـــلْجِ
وما فيه منْ بَياضٍٍ فَـــــــريدِ
فإذا أنتِ رَوْعـــةٌ لا تُـــــضاهى أو
تُــبارَى مِنْ رائـعاتِ الوُجــــودِ
الوُجودُ الجَمـــــيلُ لُغزٌ كبــيرٌ سِرُّهُ
في جَــمالِكِ المَــــــــعْبودِ
في مُــــــحيَّا يَشِعُّ بالنُّورِ والحُبّ
وثَغْرٍ في صُورَةِ العُـــــــــنْقودِ
وسوادٍ في مُقْلتيكِ شَديدِ اللمْعِ يُنْسي
ما في الليالي السُّـودِ
فإذا بالفؤادِ يَرْقُـــــصُ فَرْحانَ ويُـــلقي
عليكِ أحْــلَى قَصـــــيدِ
حينَ أقْبَلْتِ مثْل َ حُــوريَّةِ البَــحْرِ
تَعالتْ أمْـواجُ قَلْبي الشَّـــريدِ
وتمايلـــــتُ مُصــــغياً لأغــانيكِ ونفــــسي
تهتزُّ بالتـــــــرديدِ
تلك قِيثارةُ الهوى فاعزَفي لي أسْمِعيني
أرْجوكِ لحْــنَ الخُلودِ
واستمرّي فإنني دونَ ألحانِكِ أحْــــيا
كبُـــلبُلٍ في بيــــــــــيدِ
وغرقْنا في عالَمٍ قد صنَـــعناهُ بأيْــــدي
الهوى وعَيْـنِ السُّعودِ
حين كان الزمانُ طفْـــلاً صغيــراً يلتــقينا
طلْـــقاً بوجهِ ولـــــيدِ
وأنا فيه أنظـرُ القمَرَ المُبْــحِرَ في
زوْرَقِ المــــساءِ الســــــعيدِ
ذائباً في تأمُّــلي وانتــشائي أُرسِــلُ
الطرْفَ للنُّجـومِ الهُجُـــودِ
لستُ أخِْــــفي ذُلّي على دَمْعُِ عَيْنيكِ
فـعِزٌّ لَديْكِ ذُلُّ العبـــــيدِ
ولكِ المَـــجْدُ كُـــلُّهُ ولك المَــدْحُ
بأرقى طَـــرائِقِ التَّمْــــــــجيدِ
ما كَـــــــفَرْتُ ابْتِسامَكِ العَـذْبَ
لمَّا زانَ عُمري والحُـرُّ غَيًرُ كَنــودِ
أنا لولاكِ ما انبَـــــعَثْتُ هزاراً في
رُبى الحُــبِّ بُلْبُلِيَّ النَّـــــشِيدِ
أعْــــبُدُ اللهَ في لِحاظــــكِ لمّا
أتــــــفيَّا في ظلِّــــكِ المَـــمدودِ
وأُولّي وجْهي إليكِِ وقَلبي في خُــــــضوعي
لخالقي وسُجودي
نِعْـــــــمةٌ أنتِ كانَ أعْطانيَـــــها
اللهُ فإنّي لَهِـــجْتُ بالتَّــــحميدِ
أنتِ شمْــــسي التي أضاءتْ ربوعي وأزاحتْ
ظلامَ ليلٍي العنيدِ
لا أعُدُّ الحـــياةَ حيـــنَ تغيبينَ سـوى
حَـــــيَّةٍ فـبِاللهِ عــــــودي
هزَمَـــــــتْني رياحُ دهري وكانت حينما
كُــنتِِ قي يـــديْ داوُودِ
مُثْــــخَنٌ مِثلَ فارسٍ قُــرْطُبيٍّ
وهْوَ يرنو لِقَـــــصرِِهِ مِنْ بَــــــعيدِ
ثُمَّ هذا أنا أسُـــــــوقُ حِصاني باكياً
في فِرْدَوْسيَ المَــــــفقودِ
***************
أبو المعالي
مكناس في : 10/1/ 2014
=======================
ورودي لكم عفاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق