ابتهالات الحنين بين الشمس والقمر
قراءة في رواية حنين
للشاعرة والروائية التونسية عفاف السمعلي
صديقي عابر السبيل في دروب الحياة الكريمة ..
في مهرجان اسبوع الفلوجة الرابع استلمت هدية الروائية عفاف التي ارسلتها
على جناح المودة والاخوة الصادقة فتفضل بحمل امانتها مشكورا وتسليمي لها الاستاذ
الشاعر والناقد علاء الاديب ...
لست ناقدا ولا من هواته او من محبيه ..وانما هذه مشاعر جياشة فياضة زاخرة
لمّا مرت عيوني على احرفِ نبتت سنابل في حديقة نفسي ..
فكان لزاما علي الا ابخل بحرف على ما انبهرت روحي به ..
فانا يا صديقي القارئ لم آتٍ بشيء جديد او فكرة حديثة فلقد سبقت من الكثير
الكثير ..
فتمهل عزيزي القارئ في قراءتك لهذه الرواية وما تليها قبل اصدار حكمك ولا تكن
قاسيا
فيه ..
جلي وواضح ان صرح (الحنين) خرج عن النطاق العام لشكل ومفهوم الرواية
المتفردة لان كاتبته شاعرة ، وشتان بين المسلكين ، بين التحول من الى ، فكلا
العالمين له خياراته ومدلولاته إلا من اجاد الربط وخرج بشيء وهّاج يسرق الالباب
كــ(حنين) ..
هذا الكم الهائل الذي تلجه الكاتبة التونسية من تزاوج بين قضيتي
( الماضي
والحاضر ) . بين مفهومين ( النقاء بالنقاء) ورمزهما الشمس والقمر ، بين نارين (
الانثى والرجل ) ما يدل الا على قدرة كاتبة فذة تختبيء من وراء الشخوص ليتحرك من
حولها الوضع ، الاحداث ، الحيثيات ، لا العكس كالمحور الكوني على محيط خصر
(الحنين) تدور عصور لتلتقي بهذا السرد المشبع بالشاعرية الاولى والنقية التي لم
يشبها سوى الصدق بالحدث الروائي الغير متروك من دون مرور بهمسة خلدها حرف من يراعٍ
يتقن الفن بلا منازع ولا يتكيء بغير الخيال النضر .
على نقيضٍ اتحسس الروائح بين نفسي وما اراه بمراة الزخم الحاصل لما رايت من
نتائج اقف مذهولا بهكذا انبثاق للغةٍ جديدةٍ حية لم تنضج الا على اصابع التونسية
الكبيرة التي تجيد ما تجيد من النص لجامه ومفاتيح ابوابه والطهر المتجدد مع
تنويعات البياض في مجريات ما تمخر له وتغوص لحروف من انامل الخير والطمأنينة
لحقوله الخضراء الحالمة ممزوجة بضوع وشبق غريب البوح من الوله الروحي السامق ..
كنت كلما اتوغل اعود الى اللامحسوس لكنه ملموس بشيء من التجرد الفكري
الذاتي الشفاف الباسق الثر الرائع بعملة نكشت ما خلفه بعقلي الزمن من غبار غير مفصول
عن الواقع ..
ما اغفلت الروائية الشاعرة عفاف ان الابعاد التي البستها للرواية كانت من
نطق الحب المجنون الدافيء الرؤوم متوسدا زند البيان وسحره الخلاب ، فمن سيفوت
الفرصة على نفسه لكي يتجاوز الايمان ، الحب ، الحنين ، الشمس ، والقمر ، والعناصر
العفوية في خلق غير المالوف من هذا الاسلوب المتجدد في كل جرّة حبر على قارعة
الورق فلا اقول الا حقا ...
بورك لنا ولهم ولكم هذا العمل الروائي الجليل الجميل الاخاذ المتشح باشعة
الشمس والمتقلد لنور القمر .. وبالتوفيق لما كتبت وما ستكتب ..والتامل الفارع لمن
سيقرا .. ومبروك لنا كقراء في ساحة الادب ومتذوقيه ...
*****
الشاعر / خلف دلف الحديثي
العراق / الانبار
23/10/2013
=================
ورودي لكم "عفاف"
ردحذفهل بعد هذا وبعد أن تكون الرواية بين اياد تؤتمن على الحرف يمكن لسائل أن يسألني لماذا العراق
؟
لماذا نطبع وننشر بالعراق
الأستاذ خلف دلف الحديثي
ليس ناقدا لكنه شاعر يشار له بالبنان
صاحب معلقات شعر وليست قصائديخصص من وقته الثمين وقتا لقراءة روايتي
ويؤثر أن يقول بها رأيه الذي اعتبره وساما لتونس
قبل أن يكون لي
أسعدني رايك واسعدتني قراءتك استاذي الكريم
لأن العراق قد قرأ
مع تقديري لشخصكم
عفاف السمعلي تونس