الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

قراءة في ديوان: قراءة في ديوان(زخات مطر ) للشاعرة التونسيّة عفاف محمد السّمعلي القراءة الثالثة /قصيدة رموش الياسمين بقلم الناقد والشاعر العراقي علاء الأديب


قراءة في ديوان (زخات مطر)
للشاعرة التونسيّة عفاف محمد السمعلي

القراءة الثانيّة (قصيدة رموش الياسمين) بقلم الشاعر والناقد العراقي الأستاذ علاء الأديب

رموش الياسمين

*(أبوح للسطور عن عبق إنوثتي التي منك ولدت فأسافر مع حلم مازال جنينا وأغرق في بحر التلاشي وأنظم قصيدة من رحيق الشوق).
** بهذه الكلمات المفعمة بالجمال ، المجنحة بالأمل ..الحالمة بغد أحلى ..تسافر بنا الشاعرة الى جزيرة جديدة من جزر هذا الأرخبيل الهاديء الذي تضعه بين أيدينا بين غلافين لأنيقين تحت عنون(زخات مطر). وما جزيرتنا اليوم التي سنحط بها الرحال إلاّ جزيرة من جزائر الروعة والأق حيث (رموش الياسمين).
**ومنذ البداية علينا ألاّ نمرّ مرور الكرام بهذا العنوان فله من المدلولات ماله من أبعاد ومن حرفنة الشاعرة المتسمة بأناقة المدلول فاستعارة الرموش للياسمين قد جعل من الياسمين هنا عيونا وكلاهما بذات الرقة الحساسية فرقّة الياسمين وحسّاسيته لن تكون أقل من رقة العيون وحساسيتها . وليس يسيرا على كلّ اللذين يلجون عالم قصيدة النثر أن يكونوا بتلك الحرفنة العاليّة من توظيف الأستعارات بشكلها المدروس ،والمبيّتة له النيّة والقصد قبل أن يطأ أرض القصيدة.
*(سأقطف الف وردة أنثرها بين أضلعك وأسقط أقنعة الفراغات لأكتشف من جديد كياني الذي ولد فيك). هنا أرغمتني الصورة المكتملة جمالا والناضجة معنى أن أتوقف عند هذا الحد من هذا المقطع الذي ولجت به شاعرتنا عالم هذه القصيدة البهيّة. *فألف وردة تنثرها الشاعرة على حبيبها لاتدلّ الاّ عن عمق مشاعر فيّاضة جيّاشة صادقة نقيّة طريّة. واختيار شاعرتنا لأضلع الحبيب مكانا لنثر أورادها لم يكن اختيارا وليدا للصدفة فما بين الضلوع يكمن القلب ومافي القلب إلاّ ما تصبو اليه شاعرتنا من ذلك الحبيب المحبوب.
*وأسقاط أقنعة الفراغات كانت هي الخطوة الثانيّة بعد أن نثرت بين الضلوع ورودا فملأت بها القلب ألوانا وعطرا. وما من مدلولات على الفراغات هنا عند الشاعرة إلا مايمكن أن تعنيه من مفوز المجهول في ذلك القلب الذي أفعمته بعطرها وببهاء حضورها من خلال ماقد نثرت من عبق الورد عليه. فما أن ملأ ذلك العبق قلب المحب حتى سقطت جميع اقنعة الفراغات التي كانت ذات يوم لاتدل ألاّ على المجهول. وعندها فقط اكتشفت الشاعرة كيانها الذي ولد في ذلك القلب المبتغى.
ولابدّ لي هنا أن أضع كلمتي (من جديد) بين قوسين ولا اكتم القارئ سرّا بأنّي قد تحيّرت فعلا بأمر هاتين الكلمتين فقد لاح لي إنّ لهما معنيين فأمّا إنّها تقصد بأنّها قد أدركت ولادة كيانها فيه سابقا وقد عادت مجددا لآدراك ذلك نتيجة محاولة إخرى،وإما إنها قد أدركته سابقا كان من محض حياة اخرى آن لها أن تتجسد فعلا في زمنها اللاحق.
*هنا لابدّ أن نلاحظ الترادف الزمني للأحداث في هذا المقطع والوقوف عنده. تبدأ الشاعرة أولا بنثر آلاف الأوراد أولا وبها تسقط أقنعة الفراغات ومن ثم تدرك كيانها الذي ولد هناك.
هذا الترادف الزمني يستحق فعلا أن يشار له من حيث بنيويّة القصيدة .
وفي المقطع الأخر من القصيدة ..وبعد أن تطمئن شاعرتنا على كيانها الوليد .فأنّها تنتقل بنا من حالة البحث والاكتشاف الى حالة الترسيخ والعمل بهدووء وسكينة لرعاية هذا المولود الجديد.
*(وأجعل من الندى ينحني لباقات حبّنا).
من المتعارف عليه بأن الندى يقترن بالزهور وبأوراق الشجر ،والعلاقة وطيدة بينهما .ومن المعروف بأنّ الندى إذ يلثم الأوراد والأوراق فإنه لا ينحني إليها هي من تسمو إليه. لكنّ شاعرتنا قد جعلت الندى ينحني ليلثم باقات حبهما الذي استعارت له بالمعنى الورد وأوراق الشجر. فأيّ حنكة تلك التي تمتعت بها وهي تضع بين أيدينا مثل تلك الصورة الرائعة بمعناها ومبناها .إنّه الرسم بالكلمات فعلا.
*(وأعزف على قيثارتي نغما لزمن لاتضيع فيه العصافير زمن جميل يفتح لي نوافذ لأقيم بين رموش الياسمين وأعانق فيك حلمي وأبدّد تعثر الخطوات).
ويمتد الأمل لأن تقيم شاعرتنا وطنها على المدى البعيد من خلال نوافذ تفتح لها على الزمن الجميل. الزمن الذي قد اختارت له رموش الياسمين موطنا له. لا يحتمل إلا كلّ الصفاء والنقاء والهدوء. وهناك لا يمكن لها إلاّ أن تعانق فيه ألا حلمها هذا بين حنوّ أضلاعها الى الأبد. مبدّدة بذلك كلّ تعثر الخطى وهي تسعى للوصول الى تحقيق ذلك الحلم المبتغى الجميل.
على وقع تلك الموسيقى الشعريّة الحانية والأنغام العذبة لتلك الحروف الملكيّة البالغة الإحساس والرهافة نترك هذه الجزيرة منتشين بنا تمتعنا به من أناقة شادين رحالنا إلى جزيرة أخرى من جزائر هذا الأرخبيل الأسطورة حيث (مواويل العشق)بإذن الله تعالى.
علاء الأديب 23-9-2013
======================

ورودي لكم عفاف


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...