الشاعر السوري زهير شيخ تراب
حوار مع ضيف الأسبوع: الشاعرالسوري زهير شيخ تراب
حاورته عفاف السمعلي
~~ سيرة ذاتية ~~
الأستاذ زهير شيخ تراب يعرفنا بنفسه
شاعر من سوريا
أحمل إجازة
في اللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق. من مواليد الشام 1956.
لي عدة دواوين لم أتمكن إلا
من طباعة واحد فقط وهو (ربيع الكشافة) أناشيد
وأغاني للكشافة
وسعير الوجد / غزل / مازال في المطبعة بسبب الأحداث.
وديوان شدو المستهام في مدح
خير الأنام / قصائد مدحية ودينية واجتماعية/
وديوان زكاء وهو يضم
البواكير من قصائدي قيد الجمع
وديوان أنت الشآم قصائد
وطنية وحماسية
نشرت في بعض الصحف والمجلات
ومنها : جريدة تشرين, وجريدة الجندي,
وصحيفة البيان الإماراتية, ومجلة هنا دمشق,
وصحيفة آخر دقيقة, والعديد من
المجلات والمواقع الإلكترونية.
إضافة إلى العديد من المقالات
الصحفية والأدبية
وعدد من القصائد من وحي الأحداث
في سوريا أنشرها تباعا في صفحتي.
وعملت رئيساً للقسم الثقافي في صحيفة آخر
دقيقة/ متوقفة بسبب الأحداث/
مسؤول الإعلام في ملتقى رواد الكشافة والمرشدات
بدمشق
وأخيرا عضو لجنة التحكيم في مسابقة شاعر المرفأ
الاخير
1 - عالم الكتابة سفر مستمر لا يخضع للحدود وبحث
عن أرض حبلى بالحكايا , كيف وطأت هذه الأرض وماذا قدمت لها ؟
يسرني أن أكون ضيفا عليكم في
هذا الحوار وأرجو أن أكون ضيفا مرغوبا فيه
·
كانت رحلتي مع الكتابة طويلة
وكنت مقلا في كثير من الأوقات بسبب الابتعاد عن الأوساط الأدبية إلى العمل. أحببت
الشعر وتمنيت أن أكون شاعرا وحاولت منذ زمن مبكر, ثم انتسبت إلى قسم اللغة العربية
بجامعة دمشق فتمكنت من أدوات الثقافة والكتابة وخاصة الشعر بعدها نضج الشعر عندي وغدوت
أكتب في الكثير من الموضوعات. إلا أنني لست صاحب منبر ولم أقف في أمسية شعرية إلا على
نطاق الملتقيات المحدودة وأرجو أنني قدمت شيئاً للشعر والأدب .
2 - لكل كاتب مرجعياته
الأدبية . ما هي مرجعياتك الأدبية ؟
·
إن أول المرجعيات التي أركن
إليها في كتاباتي هي منظومة القيم الأخلاقية والإنسانية والجمالية والأدبية , فلا
قيمة للشعر إن لم يكن خاضعا للقيم . وأهم ما أستند إليه هو الفكر وأي قول خال من
الفكر لا يرسخ في ذاكرة الناس . كثير من الشعراء يعنونني لأنهم استطاعوا أن يكونوا
مثلا في سبيل الشعر وما أكثرهم . أما محيطي الصغير من الأسرة فهم مقياس الشعر لدي
لا تخرج قصائدي إلا بعد عرضها وتمحيصها من قبلهم فلهم حس نقدي متميز يعطيني مؤشر
النجاح أو الفشل لأي قصيدة أنسجها.
3 اتضح من خلال العديد من
النصوص الشعرية أهمية عامل الانزياح في إضفاء جمالية على القصيدة كحالة إبداعية
تخرجنا عن المألوف.هل خضت غمار هذا الجنس الأدبي ؟
·
انأ معك في أن عامل الانزياح عامل مهم في
العملية الإبداعية ولكن الأفضل أن يكون ضمن المستحب , وهناك انزياح مستهجن يسيء
إلى النص ويعده الشاعر إبداعا أو أنه يأتي به
للفت النظر إليه , وما دام الانزياح في حدود خدمة المعنى والإضافة للفكرة
فلا ضير فيه , ولكن حين يكون ضروريا فلا يفسد الرسالة التي أريد أن أقولها من خلال
الشعر, وباختصار لا بد من توظيف الأدوات لخدمة الفكرة دون الإساءة إليها , أو أن أستخف
بعقل المتلقي لمجرد أن أحدث في الصورة أو التعبير فأورد ما لا تستسيغه العين من
تشابيه أو ضروب بلاغية أخرى. وكثير ما يقع الشعراء المحدثون بهذا . وأظن ذلك من
التقليد لقيم الشعر الغربي الذي يختلف في جمالياته عن الشعر العربي.
{بعض من نصوصك}
وهذه قصيدة لي في وصف تقلب
المعشوقة في مزاجها وهي تُدني وتبعد العاشق وكأنها في سجال حاد وفي أخذ وردّ متقلبة الأطوار. لا أدعي أنني أتيت بانزياح
ولكن هذه الحدود التي استطعت أن ألجها
الحبُّ عندكِ كالسجال
المضطربْ = يخبو رويداً كالهجير ويلتهبْ
فيفور إن يصفُ المزاج تقرباً
= ويروغ إن زاغ المزاج فيحتربْ
متأرجح لا يستقيم
لعاشق = بذل الغرام كماء ودقٍ منسكبْ
حيناً يكون محبباً
ومقرباً = ويصير تواً كالبعيد المغتربْ
ويكون قلبك بالغرام
مدثراً = يدنو ويومي للحبيب أن اقتربْ
لكن كلمح البرق يظهر
غلظةً = وكأن شيئاً يعتريه فينقلبْ
فإذا رضيت فأنعمٌ
وبشاشة = وإذا غضبتِ فكلُّ شيءٍ يصطخبْ
من ذا يدوم على الزمان
بحاله = والبدر يبدو في الظلام ويحتجب
لكنني
والعمر بات مودعا = أرضى بما يرضى القضاء وأحتسبْ
4 الكتابة تجديد متواصل ما
رأيك بقصيدة النثر.؟. ماذا قدمت قصيدة النثر للشعر؟ ما الفرق بينها وبين القصة
الشعرية ؟
• لقد دخل التجديد على بنية القصيدة في زمن مبكر
من تاريخ الشعر العربي كما دخل التجديد في الموضوعات . إلا أن الشعر يختلف
بمقوماته عن النثر , لا أقول إن هناك قصيدة نثرية بل نثر يقترب من الشعر, وهذا
النوع الشعري أضحى مستخدما على أوسع نطاق في العصر الحالي . ولكن من لم يتمكن من أدواته
الشعرية فلن يفلح في كتابة القصيدة النثرية, وكثير من الشعراء يهربون من الوزن
والقافية إلى القصيدة النثرية , وأغلبها تقع تحت اسم الخاطرة ولا ترقى إلى الشعر, أنا
أميل إلى الشعر الموزون . رغم أن الكتابة المرسلة أو الشعر النثري يفسح مجالا
للشاعر للتعبير دون التقيد والبحث عن ألفاظ تقاس على الوزن والقافية.
أما القصة الشعرية فهي أيضا جنس مستحدث يقوم
على الفكرة الومضة تحمل حدثا وتصاغ بشاعرية جذابة , وهي محببة للكثير من
المتابعين.
5 هل يمكنك الخوض في المحرم والمحظور في نصك الأدبي؟
·
أنا لا أسمح لنفسي أن أدخل
في المحرم والمحظور إن كان مخلا بقواعد المجتمع ومضرا . وليس هناك أي فائدة من إثارة
هكذا أمور إلا لمن يريد الدخول إلى الشهرة من خلال لفت الانتباه. وكما أسلفت أنا
تضبطني القيم ولا أخرج , وإنما الشعر إصلاح وليس إفسادا.
6 موقفك كمبدع عربي من الساحة الثقافية في الوطن
العربي؟
•
للأسف لقد تراجع الاهتمام بالأدب وخاصة الشعر ولم يعد له ذلك الدور الكبير في بناء
الحس الجمعي تجاه تقدم الوسائل والأجناس الأخرى من الثقافة . ورغم ذلك مازال هناك
مبدعون ليس لديهم القدرة على الانتشار والتأثير. منذ زمن لم يلمع اسم شاعر عربي
كما لمع شعراء في عصور قديمة والسبب في ذلك أن الناس تحولوا إلى الوسائل المرئية
عن المقروءة. وعن الكتاب إلى الحاسوب والشبكة العنكبوتية. ومع ذلك فقد اتجه الكثير
إلى إنشاء مواقع مختصة بالشعر والأدب وعسى أن نفلح في إعادة الجمهور إلى الاهتمام
بالشعر فهو ديوان العرب وسفر أمجادها والرافع لقيمها.
7 المرأة تحمل وجع أمة وجع رجل سيكبر ليخترق
غياهب الحياة .نجد بعض الشعراء يلحون في نصوصهم على تعرية هذا الجسد الذي حملهم
تسعا إما للتعبير عن مكبوتات ذاتية أو لترويج فكرة خواء هذا الكائن .رأيك في هذا
المسكوت عنه؟
• لا لا يجوز أن تكون المرأة سلعة لمثل هؤلاء
الشعراء ولا يمكن أن تُمتهن . ومن يرى المرأة جسدا ففي عقله اختلال. نعم نرى
الجمال ونعشقه ولكن بكرامته وقدسيته , والعشق شراكة والحب تبادل , وليس من حق أحد أن
يتسلق على أحاسيس الناس وغرائزهم ليصبح شاعرا مشهورا أو يتلذذ بشيفونيته من خلال
الاستعلاء على أحاسيس ومشاعر المرأة أو استغلال جسدها للتعبير عن عقده الذاتية
والنفسية
ولا يمكن أن يكون ذلك مسكوتا
عنه بل يجب أن يعاب وينتقد حتى تنتهي هذه
الظاهرة الشعرية, وهذا ما أردته عند الحديث عن المحرمات.
8 هناك من الأدباء من يعيش
حالة الانفصام في الشخصية بين حياته على دفتره وحياته داخل أسرته. هل يمكن أن نطلق
على هؤلاء "المبدع" ؟ والمتعارف عليه أن الكتابة حس وذوق وسمو
• أكيد
يوجد مثل هؤلاء وهذا يعكس التخبط في الغاية التي يريدها وغالبا ما يظهر هذا التناقض
في كتابته رغم حرصه على إخفائه. الشاعر يجب أن يكون أمثولة للناس , وإن لم يكن كما
يظهر في دفاتره فهو يكذب على نفسه ويحكم عليها بالسقوط أدبيا طبعاً. فلا ينبغي
للشاعر أن يكون خداعا وهو لسان القوم ومحرك لمشاعرهم وأحاسيسهم وإن الكلمة مسؤولة
.
واذكر هؤلاء بقوله تعالى: ( يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ
مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ) صدق الله العظيم
9 كلمة أخيرة مع نبذة من
سيرتكم الذاتية
أنا في غاية الامتنان
لاستضافتي في هذا البرنامج , وأقدم الشكر للقائمين عليه
وإدارة رابطة أدباء المرفأ
الأخير على جهودهم في خدمة الحرف العربي.
كل الشكر لك الشاعر الألق أستاذ زهير شيخ تراب سعدت جدا بالتحاور معك
عفاف السمعلي تونس في 26 أكتوبر 2013
========================
ورودي لكم "عفاف"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق