الأربعاء، 29 مايو 2013

رهان خاسر "الشاعرة غادة قويدر"

الشاعرة غادة قويدر" الياسمينة الدمشقية"









رهان خاسر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


بَاعدْ بيني وَبيْنكَ 



خطوةَ الغيابِ

فالقمرُ لمْ يزَلْ 

يشحذُ صَمتَهُ

ولم تزلْ حَكايا الأمسِ

توقظني

تؤرِّقُني

تَضفرُ عناكبَ اللّوْم منْ حولي

وشِبَاكُ الدَّربِ لمْ تزلْ 

تشْهَق

وتتعالى 
وتتحمسُ صورةُ الشوقِ 

وتقذفُ قلبي

بتماثيلٍ ناهضةٍ 

ترْمي إلى شيءٍ ما

عوَدَّتني يَداكَ 

على تلويحةٍ مريرةٍ

ما إِن أودعكَ 

حتى تهطلَ بي من جديدٍ

حرّرتْني شَفتاك من صَمتي

من تِحْنانِ الهمسِ

ومنْ كوابيسِ الانتظارِ

من ترقيعِ الرمقِ بصمتٍ

إذ يكسو لهيبَ شفتي

فيُغرِقني 

بعتابٍ أجوفَ

ويهزمُني 

لحظة التصاقِ الليلِ بالنهارِ

يَرميني الحزنُ بعيدا

في جزيرةٍ نائيةٍ

تنافرتْ مع الشطآنِ

لا زادٌ ولا ماءٌ

ولا هواءٌ يعبرُ رئَتي

الجميعُ مصادرٌ هنا 

حتى التفكير بصمتٍ

غربةُ قلبٍ شبهَ عارٍ

إلا من الكدماتِ

وغربةُ روحٍ 

تتطايرُ 

كأثيرٍ مبعثرٍ يشهقُ

هارباً من عويلِ الريحِ

فلا تنتظرْ مني شيئاً

فكلانا غربتهُ

الأمنياتُ

وتقاسمَته الهمومُ

أيها المسافر بَيْنَ شراييني

كحلمٍ يعبرُ أزقةَ الليلِ الخرفِ

يتلو نشوةَ النصر

ويعلل جبنه ببضع كلماتٍ

وتلفظُنا التواريخُ

وهي تختفي بأعمارنَا

تسْرقُ عبيرَ خَدّيْنا

وتهاجرُ بأصَابعنا كخَريفٍ

جزَّأته التحدياتُ

أوْكِلْ لي مهمةَ الاشتياقِ

فكليِّ منغمسٌ 

بكَ!! 

وعزِّزْ بي حبُّكَ

وأغرقني 

بمحيطٍ من الحنينِ

فنسيانك رهانٌ خاسرٌ

شعر غادة قويدر


ورودي لكم "عفاف"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...