على النماء والحياة * ذهب بعيدا بمخيلتة ضاربا فى عمق
الذكريات التليدة التى طالما اْحياها مستمتعا منتعشا كاسرا بها كاْبة
غربتة لفت انتباهة وجود اْعداد كبيرة من طائر ابيض يحط على
الاْرض بين المساحات الخضراء تاْمل مليا فى هيئتة واندهش
متسائلا هل هذا ابوقردان الذى قراْ عنة فى طفولتة بالكتب
المدرسية ولكنة لم يكن موجود فى واقع طفولتة لم يشاهد هذا
الصديق الاْزلى للفلاح من قبل طار فرحا بمشهد اْسرابة البيضاء
التى تحط على الاْشجار السامقة الوارقة جاعلة منها اْعمدة متلاْلاْة
بثريات بلورية تشده الناظر اليها وتخلب لبة * اْخذت السعادة منة
ماْخذها مستبشرا بعودة هذا الطائر الوفى للاْرض ولاْصحابها *
بينما يقلب بعينية بين المزروعات وبين السماء الصافية بزرقتها
هائما فيها وكاْنة كان عابر سبيل تحت سماء غربتة لم يراها او
يعيش فى كنفها سنوات وسنوات لفت انتباهة وجود طائر اْخر
اْيضا لم يكن ياْلف وجودة فى الماضى الغراب الكبير الذى يتقاسما
جسدة اللونين الاْسود والرمادى والمعروف بين اْهل بلدتة بالحداْة
طائر كئيب معتدى على قوت الفلاح من فسيلة الزرع وثمارة
الغضة الى صغار طيور البيت متهجما على اْسطح منازلها * ما
راعاة وجود هذا الطائر اْيضا باْعداد كبيرة * خيم علية الحزن
واْستحضر تشاؤم العرب قديما من هذا الطائر نال منة الشرود
وقتا واْنتبة على صوت الغراب الزاعق والمخيف والذى اْقترب
منة فهالة منظر منقارة الطويل الاْسود وبدى لة كخنجر فى خصر
اْرض بلدتة الخضراء وقلب وطنة الكبير ومن بين المشهد البديع
اْحس انقلابا بداخلة عكر علية صفوة وسلامة الروحى واْوجعتة
نسمة من النسمات حملت بين اْجنحتها رائحة الدم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق