عندما كنت متجها إلى مكان عملي في صباح فجر جميل من يوم الجمعة و بينما كنت أقود سيارتي باتجاه ذلك الطريق المنساب نحو المجهول,رأيت ُ ثلاث حمامات حطت عند منتصف الطريق.فرَّ منها اثنان.و بينما كانت تشرع الحمامة الثالثة بالطيران و الهروب من مصيرها المحتوم,طارت و لكنها ,لسوء الحظ,و من دون قصدي, ارتطمت بمقدمة السيارة التي أقودها و ارتمت عند منتصف الطريق .تركتها عند مسافة بعيدة.و لكن قلبي أعتصر عندما رأيتها تتلوى عبر المرآة الأمامية.قررت ُ أن أرجع لها لعلني أستطيع إنقاذها.رجعت ُ إليها من بعيد و ترجلت ُ من السيارة و حملتها على كفي.و لكن الألم اعتصرني عندما أدركت ُ أنها فارقت الحياة.فحملتها من منتصف الطريق خوفا عليها أن لا تُدهس و وضعتها على الرصيف و بي ألم لا يوصف.فتركت ُ المكان و لم أتخيل أن تلك الحادثة تُخْرج مني قصيدة لنعيها, فخلف كل قصيدة قصة. أترككم مع هذه الأبيات عسى أن تنال إعجابكم:
قاتل الحمام !!!
يا حمام َ الدوح, يا نعي َّ الطُّيور ِ
يا هديل َ الشعر يا أسمى شعوري
لم أزلْ أبكي و قلبي في اعتصار ٍ
و حروف ُ الشعر تبكي في سُطوري
لا تموتي ! كيف أحيا دون صوت ٍ
كان َ يشدو بين حُزني و سُروري؟!
فإذا مُت ِّ فيا أرض ُ خُذيني
نحو حتفي, و بموتي لا تدوري !
يا حمام الدوح هل موتُك ِ موتي؟!
فطلوع الفجر أضحى دون نور ِ !
البساتين ُ قفار ٌ ويل عُمري
و المدى يهتف ُ يا صحراء: ثوري !
و السَّواقي جف َّ منها الماء ُ كِبرا ً
و غدا طير ُ المسا عنها في نفور ِ
أنت ِ قد مُت ِّ و أصحابُك ِ ناحوا
و قبور ُ الناس تبكي في القُبورِ !
و كلانا سوف يفنى ما بقينا
مُذ بدأنا العمر من عبر العُصور ِ
شعر: زيد القريشي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق