الشعر موجود، كما نعلم، في كل إنتاج يتصل بالنفس البشرية المبدعة، بل هو موجود في كل شيء يتميز بالانسجام والتوازن الجمالي
إن قصيدة النثر تحرز فضل تحريك الساكن من سطح بحيرة الأدب بعامة، والشعر منها بخاصة.
ولها فضل إعادة التفكير في أشكال الإبداع الشعري المعروفة، لعلنا نصل إلى أشكال أخرى،
كما أن أن الشفاهية التي كان الشعر العربي دائما يقع في إطارها تواصلا مع المتلقي السامع (وليس المتلقي القارئ) هي التي كانت تلزمه بذلك الشكل؛ حيث كان الشعر للإنشاد لا للقراءة، وكان جزء من تفوق الشاعر يرجع إلى طريقته في الإنشاد وتأثيره في جمهوره من السامعين.... وأصبحت الآن الكتابة هي وسيلة التواصل بين الشاعر والمتلقي القارئ
(وليس المتلقي السامع هذه المرة(
لقد برزت قصيدة النثر وتطورت في الغرب ، وعلى وجه الدقة في نهاية القرن التاسع عشر ، إلا أن جذرها مستمد من الشرق ، بل إن القارئ الفاحص والذي يمتلك ذائقة شعرية يستطيع أن يستنتج : إن قصيدة النثر قد ظهرت أول ما ظهرت في ملحمة كلكامش ، التي كتبها السومريون في بلاد ما بين النهرين ، كما ان النتاجات النثرية الآرامية لاحيقار الحكيم ، كاتب الملك سنحا ريب وحامل أختامه وقصته المعروفة مع نادان ابن أخته ، والتي ترقى إلى القرن السابع قبل الميلاد ( 680 ق . م ) ، هي ايضاً نمطاً من الكتابة النثرية . وإذا أمعنا البحث والاستقصاء سنرى في كتاب العهد القديم (التوراة) ، نماذج لقصيدة النثر ، كما في سفر نشيد الإنشاد - الذي هو عبارة عن قصيدة تنشد الحب البشري - ومزامير داود النبي وسفري الجامعة والأمثال وغيرها .
تذهب سوزان برنار إلى أنَّ قصيدة النثر هي: «قطعة نثر موجزة بما فيه الكفاية، موحّدة، مضغوطة، كقطعة من بلّور...
خلق حرّ، ليس له من ضرورة غير رغبة المؤلف في البناء خارجاً عن كلّ تحديد، وشيء مضطرب، إيحاءاته لا نهائية».
لقصيدة النثر إيقاعها الخاص وموسيقاها الداخلية، والتي تعتمد على الألفاظ وتتابعها، والصور وتكاملها، والحالة العامة للقصيدة.
وكما يقول -أنسي الحاج -أحد أهم شعراء قصيدة النثر العربية إن لم يكن أهمهم - عن شروط قصيدة النثر: «لتكون قصيدة النثر قصيدة حقاً لا قطعة نثر فنية، أو محملة بالشعر، شروط ثلاثة: الايجاز والتوهج والمجانية
فإن هناك هدفا فنيا ساميا تسعى إليه قصيدة النثر؛ هدف يجعل وجودها ضرورة ملحة يؤكدها أن لا شكل غيرها يمكن أن يحل محلها، ويقوم بما تقوم هي به.
وهي ليست جنسا غريبا ولا مستغربا؛ فمن جهة: نجد أن شعرية العمل الأدبي هي التي تحقق له انتماءه إلى الأدبية، وهي التي يهتم بها نقاد الأدب منذ أرسطو حتى وقتنا الحالي، الذي يطغى فيه الحديث عن شعرية السرد، وعن سردية الشعر
كما إن قصيدة النثر ليست جنسا مستحدثا مبتدعا من غير سابق، وهي ليست غريبة عن الأدبية التي خرجت منها، ولكننا نستطيع القول إنها كانت كامنة في رحم كل منتج أدبي؛ ثم كان مولدها المعاصر لونا من ألوان الاستقلال تطلبته أمور جديدة، فكان ذلك المولود الذي استقبلته الحياة على مضض!
لقد جاءت قصيدة النثر ثورة في الكتابة الشعرية، ومثلها مثل بقية الثورات، تضم الثوار الحقيقيين
الشعر موجود، كما نعلم، في كل إنتاج يتصل بالنفس البشرية المبدعة، بل هو موجود في كل شيء يتميز بالانسجام والتوازن الجمالي
إن قصيدة النثر تحرز فضل تحريك الساكن من سطح بحيرة الأدب بعامة، والشعر منها بخاصة.
ولها فضل إعادة التفكير في أشكال الإبداع الشعري المعروفة، لعلنا نصل إلى أشكال أخرى،
كما أن أن الشفاهية التي كان الشعر العربي دائما يقع في إطارها تواصلا مع المتلقي السامع (وليس المتلقي القارئ) هي التي كانت تلزمه بذلك الشكل؛ حيث كان الشعر للإنشاد لا للقراءة، وكان جزء من تفوق الشاعر يرجع إلى طريقته في الإنشاد وتأثيره في جمهوره من السامعين.... وأصبحت الآن الكتابة هي وسيلة التواصل بين الشاعر والمتلقي القارئ
(وليس المتلقي السامع هذه المرة(
لقد برزت قصيدة النثر وتطورت في الغرب ، وعلى وجه الدقة في نهاية القرن التاسع عشر ، إلا أن جذرها مستمد من الشرق ، بل إن القارئ الفاحص والذي يمتلك ذائقة شعرية يستطيع أن يستنتج : إن قصيدة النثر قد ظهرت أول ما ظهرت في ملحمة كلكامش ، التي كتبها السومريون في بلاد ما بين النهرين ، كما ان النتاجات النثرية الآرامية لاحيقار الحكيم ، كاتب الملك سنحا ريب وحامل أختامه وقصته المعروفة مع نادان ابن أخته ، والتي ترقى إلى القرن السابع قبل الميلاد ( 680 ق . م ) ، هي ايضاً نمطاً من الكتابة النثرية . وإذا أمعنا البحث والاستقصاء سنرى في كتاب العهد القديم (التوراة) ، نماذج لقصيدة النثر ، كما في سفر نشيد الإنشاد - الذي هو عبارة عن قصيدة تنشد الحب البشري - ومزامير داود النبي وسفري الجامعة والأمثال وغيرها .
تذهب سوزان برنار إلى أنَّ قصيدة النثر هي: «قطعة نثر موجزة بما فيه الكفاية، موحّدة، مضغوطة، كقطعة من بلّور...
خلق حرّ، ليس له من ضرورة غير رغبة المؤلف في البناء خارجاً عن كلّ تحديد، وشيء مضطرب، إيحاءاته لا نهائية».
لقصيدة النثر إيقاعها الخاص وموسيقاها الداخلية، والتي تعتمد على الألفاظ وتتابعها، والصور وتكاملها، والحالة العامة للقصيدة.
وكما يقول -أنسي الحاج -أحد أهم شعراء قصيدة النثر العربية إن لم يكن أهمهم - عن شروط قصيدة النثر: «لتكون قصيدة النثر قصيدة حقاً لا قطعة نثر فنية، أو محملة بالشعر، شروط ثلاثة: الايجاز والتوهج والمجانية
فإن هناك هدفا فنيا ساميا تسعى إليه قصيدة النثر؛ هدف يجعل وجودها ضرورة ملحة يؤكدها أن لا شكل غيرها يمكن أن يحل محلها، ويقوم بما تقوم هي به.
وهي ليست جنسا غريبا ولا مستغربا؛ فمن جهة: نجد أن شعرية العمل الأدبي هي التي تحقق له انتماءه إلى الأدبية، وهي التي يهتم بها نقاد الأدب منذ أرسطو حتى وقتنا الحالي، الذي يطغى فيه الحديث عن شعرية السرد، وعن سردية الشعر
كما إن قصيدة النثر ليست جنسا مستحدثا مبتدعا من غير سابق، وهي ليست غريبة عن الأدبية التي خرجت منها، ولكننا نستطيع القول إنها كانت كامنة في رحم كل منتج أدبي؛ ثم كان مولدها المعاصر لونا من ألوان الاستقلال تطلبته أمور جديدة، فكان ذلك المولود الذي استقبلته الحياة على مضض!
لقد جاءت قصيدة النثر ثورة في الكتابة الشعرية، ومثلها مثل بقية الثورات، تضم الثوار الحقيقيين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق