الشاعر العراقي عبد السلام حسين المحمدي
قراءة في :
(حنين) رواية عفاف السمعلي
.........................
وردنا من الأستاذ الشاعر عبد السلام
حسين المحمدي قبل قليل عن رواية الشاعرة
والروائيّة التونسيّة عفاف السّمعلي ما يلي:
كانت رواية كفتني أنني قرأتها في
جلسة واحدة. قد أكون تلقيتها كشاعر يتلمس مواطن
الجمال من بديع الصور ودقة
التعابير ويبحث عن نسمات الذوق ورقة الاحاسيس
ومع هذا وذاك فالكتابة هي صورة
للكاتب يعرضها على اللغة ويختار لها الكلمات
كانت عفاف تنقلنا من حقل الى حقل
بفنونها الادبية المتميزة --- مسحة من ضباب التعبير يتيح لك ان تبتعد الى أفق
الخيال الواسع وتتنقل بين الخواطر الجميلة التي تغلف دراما الرواية لتصف اجواء
الرومانسية الروحية بنفس صوفي ينمو شيئا فشيئا ليصير عشقا خالدا يحاكي النفس
الانسانية ويقف محايدا بين الروح والجسد محققا حالة التوازن الشعوري
كما ان الرواية كانت متلفتة يمينا
ويسارا لاتريد ان تنسى من واقع حال الامة شيئا فمن المحيط الى بغداد تنثر عبقا
تاريخيا تتجسد فيه رسالة الضمير ومسؤولية الكلمة
فمن طيف الياسمين الى أن تمطر
السماء وردا وعبر عشرة فصول تعبر بنا
الكاتبة فصول السنة وتقلباتها برصد سماوي مفعم بالحب وأبدعت باختيارها شخصيات
الرواية
( شمس وقمر ) لتقول أننا سنعبر الايام ونتخطى الزمن ليله ونهاره باشواط من
المعاناة والمكابدة والتضحية كل ذلك في ترانيم وتضمين يناور بين النصوص المقدسة
والادبية ولم تنسَ المسحة الشعبية والصور
الواقعية والاهازيج المجتمعية ، فقد تناولت ذلك بحبكة المحترف وصياغة العاشق الذي
تفيض به التعابير
لقد كان هناك حوار فلسفي بين شهوة
الجسد الجامحة وتوجهات الروح الطافحة وتحكيم العقل والمنطق وجنون لاتحده حدود
تحمله الامنيات الى فسحة أمل أخضر مما جعل الرواية أكثر متعة .
من اغنية المطر السيابية الملامح
الى بغداد يمتد خط عريض بذاكرة عراقية ونظرة شمولية لواقع الضروف الصعبة التي مرَّ
بها هذا الوطن الجريح لتعلن نشيدا وطنيا خالدا تفيق على صوته الصباحات .
أيّ عفاف هذه التي حبست أنفاسي مع
روايتها متأملا ، فلها كل التقدير والثناء والاحترام ، والشكر موصول للمرفأ الاخير
متمنيا له دوام العطاء ....
الشاعر عبد السلام المحمدي
2012م
==========================
ورودي لكم"عفاف"