الثلاثاء، 11 يونيو 2013

جدارية الأمة الشاعر شكري السلطاني




جدارية الأمة
===========




نحـــبــك يــا لــهــيـب الــشــوق فــيـنــا 
فــكـونـي الــشـك أو كـونـي الــيــقـيــنـا 
نحــبــك و الــمــغــول عـــلــى خــيــول
يــــحــاصــرنــا و يــورثـــنــا الأنــيـــنا 
فــكـم حــمــلــوا لــنــا مــلــحــا أجـاجــا
و هـــم جـعـلـوا الــفــرات لـهـم مـعـيـنـا 
و كـم نــزفـوا مـعــيـن الــنــفــط صـفـوا
ونــلــنـا -أمـــتــي- حــمــمـا و طـــيــنـا 
و كــم قـــضــمـوا فــؤاد الأرض حـتـى
بـــراها الـحـزن لـــكــن مـــا بـــلــيــنــا 
و مــزق بـــعــضــنـا بـــعــضا وذبـــنـا
و أعـــددنــا لـــهــم شــايــا ســخــيــنــا 
كــفــى يــا لـــيــل أمـــتـــنــا ســـعـيــرا
فــعــشــق الـفـجـر ألــهــمـنـا الــحنـيـنـا 
و عــلــمــنـا الــطـغــاة عـــنـاق مـــوت
له الشــهـداء قــد رفــعـوا الــجــبــيـــنـا 
مـتـى اســتـعــبـدتم الــشـرفـاء قــولـوا؟
و قـــد ولـــدوا كــرامــا صــامـــديــنـــا 
كــــذا خــلــقــوا بــلا قـــيــد طــــيـــورا
فـــكــبـلـتـم مــن الــجـهــل الــســجـيـنـا 
أبــو لـهــب لــكــم ســـن الــمـعــاصــي
فــأطـعــمـتـم شــعـــوبــكــم الــمـنــونــا 
إلام الـــمـوت قـــد شــبــعــت رحــاكــم
ألــم تـروا كـيـف مـن فــمهـا حــيــيـنـا؟ 
أدرتــــــم بـــــالإبــــادة كـــــل كـــــأس
عـلــى الأحــيــاء و الــمـوتــى قـــرونــا 
ســلـوا بـــغــداد عـــن ألــمـي و حـزني
و مـعــتـصـم أتــى الــنــصـر الـمـبــيـنـا 
سـلـوا الأطــفـال فـي الأقــصـى ستبـدي
لــكــم أيــامــه الــســود الـــشــجـــونــا 
ألا يـــا قـــدس صـــبــرا لا تــنــوحـــي 
لــقـد صرخـت ريـاح الــنـصـر فــيــنــا 
فـــويــل للـــذيــن طـــغـــوا فـــأمــســوا 
عـــلــى مـــهــد الـــنـــبــوة قــابــعــيــنا
يــــبــشـــرهــم دخــــان الـــحــرب أنـّـا 
ســنــبـقـي مــن لـهــيــــب طــالـعــيــنـا 
ألا أبــلـــغ طـــغـــاة الـــلـــيــل جــهــرا 
بـــأن مـــحـــمـــدا قـــدح الـــدفـــيـــنـــا 
فــــفـــي بــــو زيــــد أوقـــدها أريـجـــا 
فــأنــتــجــت الــلــظى و الــيــاســمــيـنا 
تــرى الــشــعـــب الأبـــي يـــمـــد أيـــد
بــڨــفــصــة و الــرڨــاب الأكــرمــيــنــا 
و تــالــة فــي غــبــار الــمــوت ضجت
لـــهـــا طــيـــر أبـــابــيـــل طـــحـــونــا 
و أهــلــونــا بــقــصــريـــن الــتــحــدي 
بــهــم حــمـي الــحــمـي أنــى إبـتـلـيـنـا 
أرادوا عـــــزة و حــــيـــــاة مـــــجـــــد
فـــمـــا قــبـلــت دمــاؤهــم الــسـكــونــا 
قفي يا تــونــس الاحــلام ســـيــري
فــهــذا الــكــون أســكــنــك الــعــيـونــا 
كــذا يــا أمــتـــي وســطـــا خــلــقـــنـــا 
و مــا يــومــا قــســـونـــا أو بــغـــيــنـا 
فـــســبــحــان الــذي أوحــى و أســـرى
بــهــا صــبــحــا و فــي مــصــر الـتقينا 
هــي الـمـاضـي الـقـديـم ســمـا نـخــيـلا 
و فـوق الـشـمــس قــد رفــع الـيـمـيـنــا 
لانـــــت الأم للــــدنـــــيـــــا و مــــجــــد 
و قـــاهـــرة الـــطــغـــاة الـمـفـســديــنـا 
فــيــا ارض الـــكـــنـــانـــة أيـــن عـــاد 
و فــرعــون الــذي كُــتِــبَ الــلـعــيــنـا؟ 
ونــــمــــرود و شــــارون فــــتــــبّــــت 
أيــاد مـــن عــلاقـــمــهـــا سُـــقــيـــنـــا 
أنــا يــا مــصـــر أتــعـــبــــنــي زمـــان 
لــقــيــنــا مــن نــزيــفــه مــا لــقــيــنــا 
أرى الـســـودان مـنـفــصـمـا مــصـابـــا
بـــســهــم طـــائـــش لا لـــن يـــلــيــنــا 
فـلا "دارفـور" مـن حـمـى اسـتــفـاقـت
و مـنـهـا الـروح قــد وهـنــت جــنـونــا
كــفــى حــقــدا كــفــى ذبــحــا الــســنــا
بــنــي الاحـــزان اول مـــن نــســـيــنــا 
أ مـــا فــي الــبــدء ألـهــمـنــا نــشـيــدا 
بــوادي الــــنــور لــكــن مـا شــفــيــنــا 
تــقــاتـــلــنـا _أياوطني _احــتــرقـــنــا
و تــــبــقــى شــامــخــا لــغــة و ديــنــا 
و تـلــقــى مــن عـقــوقــنـا كــل جــمــر
فــتـمـــنــحــنـا تـــنـهـــدك الــحــزيــنــا 
لــنـحــن الأرض تــيـنــع مــن صـهـيــل
و تــحـتــضــن الــكـواكــب اجـمـعــيـنــا 
و نــحــن الـــراحــلـــون و أنـــت بـــاق
جــســورا صـــابــرا جـــلــدا مـــتـيــنــا 
عـزيـزا فـي غـبــار الــوقــت تــمـضــي
و تـكـتــب مــن هـزائــمـنــا الـلـحــونــا 
و إنـــا يـــا دمــــشـــق لـــمـــن تـــراب
خـصـيـب الـوجــد مـخـتــزنـا حـصـونــا 
و لــســنــا يــا دمــشــق هــشـيــم روح 
بـنـا تــلـهــو الـعـواصـف اجـمـعــيــنــا 
لــنــا فــي حــمــص شـريــان و نـبــض 
الا قــســمــا بــهـــا مـــا قـــد بــقــيــنــا 
سـنـجــنـي مــن عــقــوقــنـا كــل جـرح 
لانــا فــي جـــهــالــتـــنــا مـــضـــيــنـــا 
أيـمـسـح شـعـبـنـا الـعــربــي مــســخــا
و جــولان الــكــرامـــة يـــنــــزفـــونـــا 
و اعــلــم انــنــا مــهــمـــا اعـــتـــذرنــا 
الــى الــجــولان مــا يــومــا شــفــيــنــا 
اســيــف الــدولــة انــشـــقــت ســمــاء
لـهـا عـــفــيــت عــروبــتــنـا ســنــيــنـا 
و انـت الــنــجــم مــوضـعــه الاعــالــي 
و اخـر مـن حـمـى الـثـغــر الـحـصـيـنــا 
وانك ياعلي لمن نفوس
بها لهب الكرام الاولينا
و رايــــات أمـــــيــــة مـــــاســــحــــات 
دمــوع الــســيــف مــعــتــلا شــجــونـا 
ســلام الله يـــا حــــلـــب الـــقـــوافــــي 
عــلــى تــرب الــنـدى الـمـنـســي فـيـنـا
أطــل عــلــيــه مــوجــوعــا يـغـــنــي :
كـــذا زمـــنــي فـــيــا دنـــيــا دعـــيــنــا 
كــذا الـشـعــب الـطــلـيـق يـريــد دومــا 
حــيــاة نــشــتـهــيـهــا و تـشــتــهـيـنــا 
تـعــبـنـا يــا دمـشــق فـلــيــت نـمـضــي
إلــى شــدو الــبــلابــل فــٱسـمـعــيـنــا : 
نـشـيـجـا مــن صـبــاح الـفـخــر يـهـفـو
إلــى شـمـس الـدجــى تـرنــو شـجــونـا 
أجـــبــنــا يـــا صـــبــاح فـــان أهـــلــي
بــأصــوات الــبــواســـل يــهــتـــفــونــا 
لــنــحـــن الأرض نــحــلـم كــل نــفــس 
عـلـى وهــج الـخــريـطـة هــائــمــيــنــا 
صـــدقــت أبـــا الـعــــلاء فــــذا زمـــان 
ســيــاسـتــه الــبــغــاء فــكــم رمــيــنــا 
بـــقــصــف و الــنـخـيــل مــضــرجــات
فــأف مــن كــراســـي الــهــاربـــيـــنـــا 
إلــيــك أرحــت يـــا صـــنــعـــاء كــفــي
فــإنــا فــي الــتــصــدع مــســرفــيـــنــا 
لـقــد ضـيـعــت - يـا وطــنـي - كـبـيـرا
فــلا تــغـــضـــب و إنـــا عـــاشـــقـــون 
صــلاح الــديـــن يــشــرق مــن دجـــاك 
و فــي عــمــر تــوحــدنــا غـــصــونـــا 
هـو الــمــخـــتــار أوقــفــنــي و أمـلــى 
بــوارق ســائــحـــات مـــا عـــيــيـنــا : 
فــإمــا أن نــمــوت و تـــبــقـــى حـــيــا
و إمـا الـنــصـر - يـا وطـنـي - مـبـيـنــا 


الشاعر شكري السلطاني

=============




ورودي لكم "أختكم عفاف"





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...