الشاعر حامد أبو طلعة
فروة المكر
. . .
==========
تـأجـجـتْ فجــــــأةً واطّـاير الـشـررُ
واصّاعدتْ نارهـــا واستعظمتْ سقرُ
في لحظةٍ أحرقتْ كلَّ الشعور بهـــا
وهـكـذا الـنـارُ لا تـبـقــــــي ولا تذرُ
أعـوذ بالله مـن أقـدار مـــــا صنعــتْ
فليس ينجيكَ من أقدارهــــــا الحذرُ
تركتُها ، اخترتُ زاوية السكون وفـي
أرجائهـــــــــــا جذوةٌ تخبو وتستعـرُ
حتى إذا ما لمستُ الخبو قلتُ لهــا
نـاشـدتـكِ الله يا ليلاي مـــــا الخبرُ
وجئتُ من حيث لا تدري أسائلهــــا
حبيبةَ العمْر ما الشكوى ومـا الضجرُ
مَنْ أقلق الروضةَ الغنَّاءَ يسلبُهـــــــا
سكونَها مَنْ سعى بالخسف يا قمرُ
مَـنْ أزعـج البلبلَ الصــــــدّاح مدَّ
يَدَاً
لعشِّهِ مَنْ ثنى أغصانَهــــــا الشَجَرُ
وشاط في طَفْلةِ الأشواقِ يفسدُهـا
حتى يرى الشــــوقَ لا صفوٌ ولا كَدَرُ
يا أجمل الناس في عينيْ وليس لهـا
نـدٌّ علــــى الأرض لا بـدوٌ ولا حـضــرُ
في ثغركِ التوتُ قد ألقـــــى بحمرته
وحـطَّ أرحـالَــه فـــي عـيـنـكِ الـحَـوَرُ
في وجهكِ الصبحُ لا تمضي مشارقُه
فــي جفنكِ المـوتُ لا نـومٌ ولا سهـرُ
جميلـةٌ أنتِ يـا كلَّ النســــــــاءِ فكمْ
يسمـو بكِ الشِعْرُ كم تزهـو بكِ الصورُ
خـفـيـفـــة الــظــلِّ لا مَــلٌّ ولا
مـلـلٌ
معسـولـة القول كمْ يحلو بكِ السمـرُ
ورحتُ فـــي غفلةٍ منهــــا أمرُّ علــى
ذاك الـطـريق الـذي قـد حفَّه الخَطَــرُ
أدسُّ فـــي فروة المكر الجميل فمي
أُملي عليهــــــــا الذي أبغي . وأنتظرُ
لعلهــــا من خلال الصمت تخرج مـــا
جـنـيـتُ ، لـو أنهــــــا تُبدي فـأعـتـذرُ
لكنْ علـــى مــا أرى والنار تأكلهــــــا
هـيـهــــــات يا ليلتي أن ينطق الحجرُ
الشاعر حامد أبو طلعة
=========
ورودي لكم"أختكم عفاف"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق