السبت، 17 أغسطس 2013

شكوى إلى الماغوط * للشاعر رمزت عليه






شكوى إلى الماغوط *

======================

قد جئْتُ تقذفُني الرَّزايا تائِهاً

نحْو المواجِعِِ كيْ تكونَ رُفاتي

أشْكو إلى (الماغوطِ) حقّاً أنّتي 

فتردِّدُ الأرجاءُ وقْعَ شَكاتي

أهذي كما المجنونِ في جُنحِِْ المسا 

وألوذُُ في الأوْهامِِ من آهاتي

ينتابُني وجعُ الخَواصِر كلّما 

سِكّينُ غدْر ٍتسْتطيبُ مَماتي

وغدوْتُ تتْبعُني ظِلال مَنيّتي 

قد صِرْتُ أبحَثُ عن مَلاذِ نَجاتي

وطغاةُ قوْمي في البلادِ تجَوّلوا 

فتَئِنُّ أرضي تحتَ ظُلْمِ طُغاتي

أسمعْتَ يا (ماغوطُ) عُنْفَ مُصيبتي؟

كم غادةٍ أضحَتْ بجُرْم زُناة!

والطّفْلُ أمسى في الحياةِ مُعذّباً 

زاغَتْ بهِ الأحداقُ في النّظراتِ

فيحاءُ تغدو كلّما نسََمَ الهَوا 

دمْعاً تجوَّلَ في رُؤى الحَدَقاتِ

والياسَمينُ شَكا لنا مِنْ حِقْدهِمْ 

في الغوطتَيْن تَجاوُبُ الأنّاتِ

أو (بصْمَةُ الرّومانِ) كم أنّتْ بها 

ثَكْلى يُعانِدُ قلبُها الوْيْلاتِ

والأهْلُ في كُلِّ البِقاع تشرَّدوا

واللّيْلُ أقْعى في حِمَى الظُّلُماتِ

والطّفْلةُ السَّمْراءُ أرَّقَها النُّوى 

تاهَتْ بها الخُطُواتُ في الطُّرُقات

في كُلِّ شِبْر من بلادي غَصَّةٌ 

جُرْح تأوَّه من جُنونِ بُغاةِ

كم مُهْجةٍ أضْحَتْ يؤَرّقُ نوْمَها

فقْدُ الأحِبَّةِ في دُجَى الغَيْباتِ!

يا ليْلُ فارْحَلْ عنْ بلادي إنّها 

عبَقُ القُلوبِ وجنَّةُ الجنّات

قدْ طالَ فجْرٌ في تَألّقِهِ لنا 

فمتى أُلاقي ومْضَةً لحياتي؟

لكِنّهُ آتٍ بمَقْدمِهِ السَّنا 

هل تُهْمِلُ الأنْوار بعْضَ جِهات؟

فالقَهْرُ ليْلٌ لا مَحالةَ زائِلٌ

هل دامَ ليْلٌ في مَدى السّاعاتِ؟

يا أيُّها (الماغوطُ) لا تعْتبْ على

جيلٍ تَشمَّرَ في خضمِّ الآتي

يا سيّدي فاهْدَأ بنومك هانئاً

فالصبح غرّدَ في دُنا الفَلَواتِ

الماغوط : هو الشاعر والأديب محمد الماغوط ابن مدينة السَّلَمِيَّة

بصمة الرومان : المقصود فيها مدينة السَّلَمِيَّة



الشاعر رمزت عليه

====================


ورودي لكم "أختكم عفاف"




هناك تعليق واحد:

  1. شكرا لمجلة المرفأ الألكترونيّة وللقائمة عليها الشاعرة القديرة عفاف السمعلي ومبارك للشاعر.

    ردحذف

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...