أشجار خريف موحش ~~ شعر د. سعد ياسين يوسف ~~
~~ أشجار خريف موحش~~
الشاعر سعد ياسين يوسف
الى الذين رحلوا وهم يحلمون بربيع ..لم يكن سوى خريف موحش
عند ضياءٍ
يُوصف " فجراً "
وصلنا كتفَ كتابِ البحرِ
نثارُ زوارقِنا يطفو خشباً أدماهُ الموجُ ،
رؤوسَ الأطفالِ المذبوحينَ
بنهمِ نبيٍ كاذب ،
عيوناً ترنو ... أبعدَ من مملكةِ الضوء ِ،
أقلامَ الخشبِ المسلوبةِ لونَ الشمس ِ،
أزهاراً يبستْ ،
صوراً للنخلِ الواقفِ
ثملا ً... فوقَ الجرفِ
يلوّحُ لضفافٍ أخرى ،
فراشاتٍ ... فقدتْ ضوءَ اللون ِ،
عظامَ الوقتِ ..،
آذاناً ... مقطوعة ... ووشومَ هزيمة .
كتفُ الشاطئِ يبكي
أعشاشَ نوارسه ِ
ويتمتمُ :
" ربيعٌ بخس ٌهذا ،
من دفعت ْ
يماماتُ المعجزة
حناجرَها ... ثمناً لغنائهِ !!! " .
أرخيتُ لخطوي حبلَ الوصلِ
تسمرتُّ
رميتُ بساعةِ ثكلي البحرَ .
ومضيتُ ...
أداعبُ
زغبَ الوحشة ِفيَّ .
سعاةُ بريدِ الموت ِ
مازالوا
بمعاطفِ غيمٍ اسود
رفعوا سارية ً ........
أدماها الطينُ الممزوج ِ
بزيتِ الرغبات ِ
ربيعٌ مختنقٌ ... بدمِ الزّهرِ
دّخانُ الأفقِ المثكولِ
قراصنةٌ ...
وخريف ٌموسومٌ
بكفوفِ دماءِ
الحلمِ المعشوشبِ
تحتَ غمائمِ قشٍ
ورماد ... ...
أشجارٌ
كفَّ النسغُ الصاعدُ فينا
أن يخضرَ ويمنحَ ألوانَه
أغصانَ الوحشةِ
آهٍ ... كم أتعبنا الحسبانُ وما فيه ...
جرارُ خزائنهِ الملأى
بالوجعِ المنسي ،
بخوفِ اللحظةِ
بالأجنحةِ المكسورة
بأغانٍ ... يتشظى الصوتُ
إذا غنتها النايات ُ.
بنهاراتِ ربيع ٍ
أضحتْ
أشجارَ
خريفٍ موحش .!!!
من مجموعة شعرية تحمل نفس العنوان ستصدر قريبا للشاعر د . سعد ياسين يوسف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق