الأديبة المصرية الأستاذة ميمي قدري
حوار مع ضيف الأسبوع:
الأديبة المصرية ميمي قدري
مساء النور أستاذة.هل لك أن تكوني
ضيفتي في هذا الحوار عبر الإجابة
عن هذه الأسئلة ؟ برنامج الحوار الأنيق أعدته لكم : الشاعرة والروائية التونسية عفاف السمعلي
(الربيع العربي ومستقبل المرأة
العربيّة في مجال الثقافة والأدب) بعد كلّ التغييّرات التي طرأت على الخارطة
السيّاسيّة للبلدان العربيّة التي اجتاحها الربيع العربيّ تحتم علينا أن نقف عند موضوع بالغ في الأهميّة
حول تأثيرات هذا الربيع وما
أتى به من تغييرات على واقع حال
ومستقبل المرأة العربيّة بشكل العموم والأديبة المثقفة بشكل الخصوص .لما تمثله
المرأة المثقفة من قيمة للتوازن بين كفتي المجتمع العربي المتمثلتين بكفة المجتمع الذكري
والمجتمع الأنثوي. ولقد وجدنا من محتمات هذه المرحلة الدقيقة من التغيير أن
نتحاور مع من سنستضيفهم في برنامجنا (الحوار الأنيق ) حول هذا الموضوع
حوارا نأمل أن نرسم من خلاله ملامح الشخصيّة للمرأة العربيّة المثقفة
والأديبة العربيّة بوجه الخصوص . فأهلا ومرحبا بكم قراءنا الأفاضل
وباسمكم نرحب بضيفتنا
*نود أولا أن نعرف للأخوة القراء ضيفنا
الكريم بسطور فنقول:عزة فتحي سلو الملقبة ب ميمي قدري
شاعرة
وأديبة مصرية ابنة مدينة المنصورة ولدت في
مدينة السنبلاوين
لي عدة إصدارات (ديوان عقد الياسمين – ديوان رنين الغياب –
مجموعة قصصية "زهور في خيال الحب " رواية ابتسامة على وجهه – رواية
الغائب –رواية صدى روح)
حصدت
على عدة جوائز دولية ومحلية
*نتوجه إليكم ضيفنا الكريم بالأسئلة ذات
العلاقة بالموضوع آملين أن تروي إجاباتكم ظمأنا إلى ما نصبو إليه لتكتمل لدينا ولدى
قراءنا صورة المشهد موضوع البحث والنقاش فأهلا ومرحبا بكم
.
*في البدء هل يرى ضيفنا الكريم بشكل عام بأنّ واقع الربيع العربيّ المتأتي
عن جملة التغييرات التي حصلت
إلى يومنا هذا بكلّ الدول العربيّة التي حدثت فيها تلك التغييرات كان فعلا هو ما تطمح إليه
الشعوب العربيّة التي قامت بالتغيير والثورة على الواقع السابق لأحوالها؟
الثورات العربية قامت من اجل
الحرية والعدالة والمساوة وتغيير مسار
الحلم العربي / ولكن ماحدث هي انتكاسة بكل مافي الكلمة من معنى وأصبح الربيع
العربي هو الخريف الدموي الذي تُروى فيه الأرض بدماء الشباب والأطفال والعجائز
والنساء / وانقسمت الشعوب إلى عدة أطراف
متناحرة وأصبح صوت الرصاص هو صباحاتنا الباكية (أين التغيير ونحن على حافة بركان نحترق بلهيبه)
· الإرباك السيّاسي
واقتحام ساحات التغيير من قبل الأحزاب الدينيّة والصراع على السلطة بين اليمين واليسار في معظم الدول
العربيّة التي اجتاحها الربيع العربي قد ترك تأثيرات كبيرة على كلّ مفاصل
الحياة فيها . ومتن الحريّ بنا هنا كمثقفين وأدباء أن نقف عند مفصل مهم
من مفاصل حياة الشعوب ألا وهو مفصل الثقافة والأدب وخاصة عند المرأة
العربيّة التي كانت تأمل من واقع هذا الربيع فسحة اكبر للحريّة للتعبير عن
واقعها ولإثبات وجودها في ساحة تكاد تخلو من نشاط وتواجد يذكر إزاء ما
يمثله تواجد الرجل العربي ونشاطه فيها. فهل يرى ضيفي الكريم بأنّ هذا الربيع وما أتى
به من تغييرات قد منح المرأة العربيّة هذه الفرصة فعلا ؟
· وضحتُ من قبل
أن التغييرات الحادثة التي كنا نتمناها غير واضحة المعالم لأن الشعوب العربية
الآن خلال هذا الخريف الدموي تحاول لملمة
أشلائها وتجفيف نهر الدماء الذي يرتفع منسوبة ولا حيلة لنا
· مع اعتراضي
الشديد على أن المرأة لم يكن لها دورا في المشهد بجانب الرجل فالمرأة منذ بداية التاريخ ولها بصمة وموضع قدم ومن
الأمثلة -ملكة مصر شجرة الدر – بلقيس ملكة
مملكة سبأ- المجاهدة جميلة بوحيرد- صفية زغلول- أمينة السعيد-مي زيادة –فدوى
طوقان-نازك الملائكة- والأمثلة كثيرة ولا حصر لها من بداية أمنا حواء ودورها جنب
إلى جنب مع أبو البشرية أدم فكيف لم تحظ
المرأة بمكانتها في حرية التعبير عن واقعها بجانب الرجل وهناك رجال عبروا خير
تعبير عن واقع المرأة وكانت رسالتهم هي محاولة إثبات دور المرأة وأهميتها ورفع القهر الذكوري عنها
· وهل أنّ دور المرأة قد
انتهى في النضال من أجل الحصول على الحريّة واثبات الوجود على هذه الساحة فيما إذا كان هذا
الربيع قد أخفق في أن تنال ما كانت تصبو إليه.؟
· المرأة
تُناضل ليس من أجل إثبات حريتها لأنها بالفعل حرة وأثبتت هذا على مدار التاريخ
والأمثلة كثيرة (زوجات الصحابة الأجلاء وزوجات النبي ودورهم الكبير في نشر
الإسلام) المرأة تُناضل من أجل أمةٍ كاملة من أجلِ النهوض بمستوى المعيشة ...من
اجل إيجاد فرصة عمل لكل شاب وفتاة من أجل
توفير السكن بأسعارٍ مناسبة ... سوف تظل
المرأة تُناهض وتناضل وتقاوم الظلم إلى أن يتحقق العدل والمساواة
*الربيع العربي واقع تغيير إلى الأفضل.... هذا ما كان
يفترض به أن يكون ....فإن لم يكن كذلك فعلى الشعوب أن تعيد حساباتها فيه وأن
تعدّل من مساراتها
لأدراك الهدف السّامي منه. ما تقييمكم للساحة الأدبيّة النسويّة في ظلّ ما حصل من تغييرات وهل كان
للمستقبل المعاش بعد التغيير
علامات ودلالات فارقة تطور ما أو تراجع ما وخاصة ونحن نتعامل مع كافة
دول المحيط العربي تعاملا يوميا
مباشرا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وهذا ما يساعدنا حتما على تكوين
صورة يومية عن واقع حال أي جانب من جوانب الحياة؟
بدون مبالغة الساحة الأدبية
النسوية زاخرة بالعطاء وبالتميز وهناك
العديد من الأسماء التي تفخر بها الساحة ولكن حدث
بعض التشويش في كل من
المشهد الثقافي والسياسي والاجتماعي بسبب ما نشاهده يومياً من سفك للإنسانية
*لو افترضنا بأنّ المرأة العربيّة لم تنل
مبتغاها ولم يحقق الربيع العربي لها أهدافها في إثبات شرعيّة تواجدها وربمّا قيادتها بما
تستحق لمفصل من مفاصل الحياة وخاصة في الجانب الفكري والثقافي والأدبي
فهل يرى ضيفنا الكريم بأن الرجل العربي سيشعر بشيء من النصر بما عرف
عنه وعن تركيبته كرجل عربيّ .أم أنّ ضيفنا يرى بأن الرجل العربي قد تحرر فعلا
من داء (الأنا) ويمكن أن يكون مع المرأة صفا واحدا بالنضال حتى تحصل
المرأة على ما تصبو إليه من خلال التغيير؟
المرأة العربية من وجهة نظري
البسيطة نالت مبتغاها وحصدت الجوائز في كل المجالات وارتقت
أعلى المناصب بلا منازع وبشهادة
أكبر الدول أن المرأة العربية أنجح من المرأة في الغرب وأن المرأة العربية عندما
تبدأ السطر تُنهيه بنجاحٍ ساحقٍ
نجاح المرأة يعود على المجتمع ويعود على الرجل والرجل ليس عدوا للمرأة لكي يشعر بالنصر عليها أو بالهزيمة أمامها ونحن نتكلم
عن الأسوياء من الطرفين والمرأة لم تصل إلى وصلت إليه إلا بمساندة الرجل
لها
· هنالك قول شائع بأنّ
(وراء كلّ رجل عظيم امرأة عظيمة) فهل يؤمن ضيفي الكريم برغم شيوع هذا القول والأخذ به من قبل
أغلب المجتمعات في العالم بحقيقة هذا القول ؟ وهل يمكننا بالأخذ به معكوسا مع الأخذ به
بصورته الحقيقية (وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم) ؟
· هذه المقولة
أثبتت صحتها في بعض الحالات ولكن هناك الكثير من الرجال العظماء لم يكن وراءهم
نساء عظيمات على العكس تماما أم مقولة : (وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم )
ليست صحيحة في كل الأحوال ولست مقتنعة بها
لان الرجل الشرقي يعشق أن تكون المرأة ملك خاص له ولا يستطيع أن يرى زوجته
أكثر نجاحا منه ولقد حدثت عمليات طلاق
كثيرة بسبب أن الزوج يرفض أن تكون زوجته تحت الأضواء
· وهل لضيفنا الكريم أن
كان قانعا طرحناه عليه أن يضرب لنا مثلا من واقع ما حصل من تغييرات على الساحة العربية واقعا ما
يثبت تلك القناعة أو الأيمان بها؟
· لم أرَ أي
تغييرات إلى الأحسن لم أرَ إلا
الدماء والأمهات الثكالى وتشييع فلذات أكباد الوطن إلى مثواهم الأخير
*هل لضيفنا الكريم من كلمة أخيرة للقراء الأعزاء اللذين يتابعون مشكورين
حلقتنا هذه ؟
اشكر قراء مجلتنا الموقرة / وأتمنى من الله أن أكون عند حسن ظنكم
وأرجو أن تقبلوا أرائي حول ما يحدث في المشهد العربي
ولبرنامجنا
(الحوار الأنيق) من شهادة نعتزّ بها ونجلّها؟
شكرا جزيلا للإعلامية عفاف السمعلي فلقد أتحفتني بعدة أسئلة وأسكنتني
شاهقات الجمال وحرية الرأي / واشكر مجلتنا الموقرة على هذا الحوار الشيق
وهذا الشرف العظيم / تحياتي من الكنانة لكل الأمة العربية
*في الختام لايسعنا تلاّ أن نتقدم باسمنا وباسم
مجلتنا (مجلة رابطة أدباء المرفأ الأخير ) ومجلة (معارج الفكر) بوافر الشكر والتقدير وتمنياتنا بالموفقيّة. الشاعرة والروائية عفاف السمعلي معدة ومحررة برنامج الحوار الأنيق
شكراااا حبيبة قلبي سعدت بالتحاور معك تونس في 28 ديسمبر 2013
===============================
ورودي لكم عفاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق