المبدع السوري الأستاذ محمد خير الوادي
حوار مع ضيف الأسبوع:
الشاعر السوري
الأستاذ محمد خير الوادي
مساء النور استاذ محمد.هل لك ان تكون ضيفي ليوم السبت في هذا الحوار عبر الاجابة عن هذه الاسئلة ؟ برنامج الحوار الأنيق أعدته لكم : الشاعرة والروائية التونسيةعفاف السمعلي (الربيع العربي ومستقبل المرأة العربيّة في مجال الثقافة والأدب) بعد كلّ التغييّرات التي طرأت على الخارطة السيّاسيّة للبلدان العربيّة التي اجتاحها الربيع العربيّ تحتم علينا أن نقف عند موضوع بالغ بالأهميّة حول تأثيرات هذا الربيع وما أتى به من تغييرات على واقع حال ومستقبل المرأة العربيّة بشكل العموم والأديبة المثقفة بشكل الخصوص .لما تمثله المرأة المثقفة من قيمة للتوازن بين كفتي المجتمع العربي المتمثلتين بكفة المجتمع الذكري والمجتمع الأنثوي. ولقد وجدنا من محتمات هذه المرحلة الدقيقة من التغيير أن نتحاور مع من سنستضيفهم في برنامجنا (الحوار الأنيق ) حول هذا الموضوع حوارا نأمل أن نرسم من خلاله ملامح الشخصيّة للمرأة العربيّة المثقفة والأديبة العربيّة بوجه الخصوص . فأهلا ومرحبا بكم قراءنا الأفاضل وباسمكم نرحب بضيفنا للحلقة الأولى من جولتنا الثانيّة من برنامج (الحوار الأنيق) ال *نود أولا أن نعرف للأخوة القراء ضيفنا الكريم بسطور فنقول :
بالاسم الذي منحني اياه والدي ..وفي بطاقتي الشخصيه
محمد خير راضي الوادي _ سوري الجنسية وعربي الدم من مواليد محافظة درعا _ مدينة
بصرى الشام في _1963- متحصل على شهادة مساعد مجاز في التحليل الطبي باختصاص مخابر
عامه ..مشروع شاعر ألامس النجوم بكتاباتي وأحمل هم الوطن على كاهلي حيثما حللت
وارتحلت ...لدي مشاريع دواوين ولكن حتى تختمر ستظهر للعلن ..شاركت بعدة مسابقات
ومهرجانات وحصلت لمرتين على التوالي مركزا أولا في مهرجان القلم الحر للإبداع
العربي الثالث والرابع ...
*نتوجه إليكم ضيفنا الكريم بالأسئلة ذات العلاقة
بالموضوع آملين أن تروي اجاباتكم ظمأنا إلى ما نصبو إليه لتكتمل لدينا ولدى قراءنا
صورة المشهد موضوع البحث والنقاش فأهلا ومرحبا بكم .
*في البدء هل يرى ضيفنا الكريم بشكل عام بأنّ واقع
الربيع العربيّ المتأتي عن جملة التغييرات التي حصلت إلى يومنا هذا بكلّ الدول
العربيّة التي حدثت فيها تلك التغييرات كان فعلا هو ما تطمح إليه الشعوب العربيّة
التي قامت بالتغيير والثورة على الواقع السابق لأحوالها؟
مرحبا بك أستاذه عفاف وبجميع المتابعين .. حتى الآن
لم يحقق ما اسميناه بالربيع العربي شيئا يذكر مما يطمح إليه المواطن العربي أو الشعوب
التي قامت به ...ومازالت الرؤية ضبابية لاستطلاع ما ينتج عنه ومازالت عملية المخاض
معقده .. * الإرباك السيّاسي واقتحام ساحات التغيير من قبل
الأحزاب الدينيّة والصراع على السلطة بين اليمين واليسار في معظم الدول العربيّة
التي اجتاحها الربيع العربي قد ترك تأثيرات كبيرة على كلّ مفاصل الحياة فيها . ومن
الحريّ بنا هنا كمثقفين وأدباء أن نقف عند مفصل مهم من مفاصل حياة الشعوب الا وهو
مفصل الثقافة والأدب وخاصة عند المرأة العربيّة التي كانت تأمل من واقع هذا الربيع
فسحة اكبر للحريّة للتعبير عن واقعها ولإثبات وجودها في ساحة تكاد تخلو من نشاط
وتواجد يذكر إزاء ما يمثله تواجد الرجل العربي ونشاطه فيها. فهل يرى ضيفي الكريم
بأنّ هذا الربيع وما أتى به من تغييرات قد منح المرأة العربيّة هذه الفرصة فعلا ؟
لم يمنح الربيع العربي المرأة شيئا جديدا أو مختلفا
ً حتى الآن بل قد يكون أرجعها إلى الصفوف الأبعد باتجاه الرجوع لأن المرأة بالأصل
لم تتبنى موقفها وكانت تتكئ على الرجل في إعطائها أي امتياز يذكر فهي مازالت غير
قادرة على تخطي العقبات لوحدها ولا أظن في حالة الفوضى هذه أن يوجد من يلتفت
للمرأة على وجه الخصوص فالمجتمع يموج بأكثر من تيار ويخشى على المرأة في مثل هذا
التموج الخطير وظهور منتفعين ومتسلقين في كل المجالات ..وأنا أرى أن كل هذا الصراع
لا يؤدي لشيء فالكل يسعى للكراسي وليس للتغيير ولا لتحقيق الحريات سواء أحزابا
يسار أو يمين أو ما نعتت نفسها بصبغة دينيه ..أنا أرى مجتمعاتنا ليست بحاجة لكل
هذا التشرذم والتحزب ...وأتصور هذه الأحزاب هي من زاد هذا المجتمعات تشتتا وضياعا
....
وهل أنّ دور المرأة قد انتهى في النضال من أجل
الحصول على الحريّة واثبات الوجود على هذه الساحة فيما إذا كان هذا الربيع قد أخفق
في أن تنال ما كانت تصبو إليه.؟
دور المرأة لا ينتهي في النضال مادام هناك في
مجتمعاتنا من يعيق تقدمها ويضع أمامها العراقيل ، وحتى الآن لا نستطيع القول أن
مايسمى بالربيع قد انزاح عنه الجليد حتى نرى الربيع ..
*الربيع العربي واقع تغيير إلى الأفضل.... هذا ما
كان يفترض به أن يكون ....فإن لم يكن كذلك فعلى الشعوب أن تعيد حساباتها فيه وأن
تعدّل من مساراتها لأدراك الهدف السّامي منه. ما تقييمكم للساحة الأدبيّة النسويّة
في ظلّ ما حصل من تغييرات وهل كان للمستقبل المعاش بعد التغيير علامات ودلالات
فارقة تطور ما او تراجع ما وخاصة ونحن نتعامل مع كافة دول المحيط العربي تعاملا
يوميا مباشرا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وهذا ما يساعدنا حتما على تكوين
صورة يومية عن واقع حال أي جانب من جوانب الحياة؟ كان يفترض بالربيع أن يكون ربيعا ولكنه مازال ساخنا وضبابيا لم
يعطي الجديد أو ماينبغي منه أن يعطي للمراة أو للرجل على حد سواء وقد استغل بعض
المتسلقين دماء الشهداء ورقصوا على أحلام الشعوب ومازالت السياسة تلعب ألعابها
البهلوانية بمصائرنا ...ومادام لم يحصل تقدم فما حصل تراجع بالتأكيد على كل الصعد
ومازال البحث جاريا لكافة من يتداولون الأدب لأمكان لهم كما يتمنون أن يكونوا
مشاعل تنير درب الحرية بكل مجالات الحياة
*لو افترضنا بأنّ المرأة العربيّة لم تنل مبتغاها
ولم يحقق الربيع العربي لها أهدافها في إثبات شرعيّة تواجدها وربمّا قيادتها بما
تستحق لمفصل من مفاصل الحياة وخاصة في الجانب الفكري والثقافي والأدبي فهل يرى
ضيفنا الكريم بأن الرجل العربي سيشعر بشيء من النصر بما عرف عنه وعن تركيبته كرجل
عربيّ .أم أنّ ضيفنا يرى بأن الرجل العربي قد تحرر فعلا من داء (الأنا) ويمكن أن
يكون مع المرأة صفا واحدا بالنضال حتى تحصل المرأة على ما تصبو إليه من خلال
التغيير؟
تلك الأنا لا تُلغى ولا تنتهي سواء عند الرجل أو
عند المراه فكل مخلوق له أنا يحافظ عليها بشده ولا يتخلى عنها ولكن الأهم أن لا
تصبح هذه الأنا عدوانيه تجاه الجنس الآخر ’ وعادة نصر الرجل العربي لا بد وأن
يشاركه مع أحد وكل من حوله نساء من أم وأخت وبنت وزوجه ، فليس من معنى لنصر على
ذاته دون مشاركه ، هو سيحاول دوما الوقوف بجانب المراة حسب قربها منه أولا وحسب ما
تمليه عليه تربيته وثقافته وآليات التطور في مجتمعه ولكن بندرة ما يقف الرجل
الشرقي لتحقيق أهداف المراة إلا بحكم قربها منه ..
* هنالك قول شائع بأنّ (وراء كلّ رجل عظيم إمرأة
عظيمة) فهل يؤمن ضيفي الكريم برغم شيوع هذا القول والأخذ به من قبل أغلب المجتمعات
في العالم بحقيقة هذا القول ؟
أنا أؤمن بالقول إذا تحقق ولكنه بندرة لا تجعل منه
ظاهرة نعتمد عليها أو نعتمدها .في المجتمعات التي مازالت تفكر في رغيف الخبز تبقى
الثقافة والحريات ووجود المرأة العظيمة حلم من الكماليات ..أحيانا يبدو مستحيلا
وأحيانا يكون أملا نسعى له ..
وهل يمكننا بالأخذ به معكوسا مع الأخذ به بصورته
الحقيقية (وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم) ؟
يمكن الأخذ به لأنه أكثر دقة وتحققا نظرا لوجود
الرجل بكثافه وأثقال اقتصاديه وسياسيه ونفوذية تستطيع تحقيق أحلام المرأة بأي وقت
يقرره هذا المتنفذ والذي منحه المجتمع كل هذه المساحة من الحركه
وهل لضيفنا الكريم أن كان قانعا طرحناه عليه أن
يضرب لنا مثلا من واقع ما حصل من تغييرات على الساحة العربية واقعا ما يثبت تلك
القناعة أو الأيمان بها؟
كثيرا ما رشح من هذه التغيرات أناس لا يتحقون
الظهور وأزيل أناس من الواجهه ..في لحظات المخاض ليس بيدنا تحديد شكل المواليد أهي
مشوهه أو حقيقه ..ليس في خاطري أي تجربة أو مثال ولا أحب الكلام في جو ضبابي
الرؤية مايزال ..بعد أن ينتهي المخاض ستكون الأمثله كثيره ولا تحتاج لإشاره *هل لضيفنا الكريم من كلمة أخيرة للقراء الأعزاء
اللذين يتابعون مشكورين حلقتنا هذه ؟
كل الشكر والتقدير للعاملين على هذا الصرح ، وكل من
أتاح لي هذه الفرصة للقاء بمتابعيكم ..وأقول بأننا لن نتقدم ولن نحقق أي ربيع
طالما لم ننتبه لأصحاب العقول والمواهب بيننا ونقدمهم للصفوف الأولى ، سنبقى بحالة
فوضى لا تودي بنا إلا إلى متاهات جديدة للجميع مني خلص المودة والتقدير وتمنياتي
للجميع بالمزيد من التقدم و الرضى والعمل الصالح ، وكثير من الشكر لك أخت عفاف
الشاعرة والكاتبة والمثال الذي ثبت بوجه العاصفة ..
*في الختام لايسعنا إلاّ أن نتقدم باسمنا وباسم مجلتنا (مجلة رابطة
أدباء المرفأ الأخير ) وجلة (معارج الفكر) بوافر الشكر والتقدير وتمنياتنا
بالموفقيّة. الشاعرة والروائية عفاف السمعلي معدة ومحررة برنامج الحوار الأنيق.
تونس في 14 ديسمبر 2013
===================================
وردي لكم "عفاف"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق