~~~سفر ضائع~~~
ما أمر السفر حين أكون وحدي
ظلمة في وجه ذاكرتي
و نجم يغتالني ....
منعطفات الطرق أجمعها
في كفي
أنثرها من كفي ..
على جرحي ...على وهني ..
فوانيس الشوارع
ذاك الليل باكية
و حانات المدينة المقفلة
سكرت من شجني ...
أضعت وجه أمي
في الزحام
و أصابعي في علبة السجائر
قي الظلام ..
في عش للقمر كان
يرشدني ...
ياغربة تمتد كما الصحراء
انتجعي ..
حطي الرحال قليلا
افتحي مراتيج السكون واسكني ...
يا دروب ذاكرتي ...كفي ...
عن ملازمة الوجع
استضيئي لا تستوحشي
فرب درب ينبئني
عن زمني....
زمني ضاع من زمن
و فيه حلم قديم
أرتقه
و نافذة الى السماء
تأخذني....
هذه الفصول الذاهلة
من يزرعها ؟
وسهم طائش
في قلاع الصمت
يمزقني .
ليل المدينة صار كئيبا كوجهي
و الشواطئ البعيدة
يسائل أين هو الزبد ؟
و الصمت مئذنة الصوامع
في وطني ....
كيف للألوان تشابكت
في وضح....؟
لا اللون لون و لكن
كلها بلون الليل
تفتتن....
أغترف من ضنك العيش مرا
و أبلعه ...
أغفو فتلهبني المضاجع
و تحرقني ..
كم من اللأسحار مرت
على سفري
من درب الى جرب
أكفكف دمعي ...
فيغرقني...
قدر مدقع
حطت رواحله هنا
كخطوك الوشم
لا تخبو في البدن...
غد بلحاف الخوف يستتر
و نعش على الأقدام يرتجف
و روح تسيح بعيدا
و تسكن
فأين لها السكن.......؟
الشاعر إسماعيل غرسلي
القصرين .تونس
=====================
ورودي لكم عفاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق