القاص العراقي حسن البحار
المركز الثقافي البغدادي .قاعة مصطفى جواد.شارع المتنبي
التواصل التسلسلي في رواية
{ حنين}
بقلم الكاتب والقاص : حسن البحار – العراق
تنطوي الرواية على مستويات سردية متنوّعة تحفل ببنية
نقدية على أعلى مستويات الحلم الإنساني في فضاء تخيلي يحاور الذات الراوية المحايدة
عبر منولجات وحورات استثنائبة.
تطلّ رواية حنين للروائية والشاعرة التونسية عفاف السمعلي
إطلالة الأرض المحمية وسط المياه من النار ، تستدرج القارئ إلى الامساك بخيوط حبكة
سردية إلى ما لا نهاية حيث البداية التي جاءت من الإهداء: " إلى الناس دون إفراط
في الإنتماء، أهدي حنيني" ص 3.
حقيقة المدخل هذا هو استشعار في الشد والانتباه لنتغلغل
عميقا في رواية تحاور ذاتية إنسانية مقصودة، كما نلاحظ التشابه الموجود في الخاتمة
المفتوحة والتي تؤكد إنما الأدب ليس مجرد نص وحسب أي هو ليس سلسلة تركيبية ودلالية
فقط لا هو ايضا انجاز تواصلي مع البشر .
هذا كله يتجلى واضح الوضوح في التمهيد حيث" نور
القمر":
" هل سيكتب لهذه الرواية؟؟ .. ربما كانت؟؟ .. قمر في
نور شمس! ها هو القمر"
تنهض الرواية مذ فصلها الأول ( طيف الياسمين) حيث تبدأ
نزعة انفعالات متسائلة تشير إلى الفضاء فتثير القارئ إلى البقاء في تماس كامل مع الحدث
الصوري الذي هو الاخر عالقا عند ذهنية التناسل التتابعي في سرد -ومضة قصصية.. ومضة
شعرية –يجترع انزياحات مصطلح الانكشاف الزمكانية: "فوق أرصفة الزمن الغابر"
جملة تنبأ عن ملفوظ يتألف من جملٍ أخرى تُـكونة مجموعة جُمل لا ممكن تجزئته مثل التشبيه
في: " طفلة في هذه اللحظة" بعدها يبدأ النص الشعري داخلى الرواية بسلاسة
محسوبة الانسياب بتواتر شبه النوتة على نسقٍ نسق...، حتى دخولنا الفصل الثاني عند:
" أفواف الورد" ص 31.
" فاجأها بحبه!!..، شغل اغنية حليم؟..، يـُغني تارة وطوراً
يـُدندن بأنامله على مقود سيارته"صورة تصل الواقع في عرض قصدية الدال والمدلول
ظهر مرة واختفى أخرى كنعصر مهم من العناصر السبعة عند ارسطوا في كشف الحبكة لا بل زاد
– ارسطوا – حين قال – الحبكة – اول العناصر والتشويق والتأسيس والدهشة والتآلف والالتئام
والانفصال والمعنى؟ ليأتي السؤال هل الاخير كان يشير فقط إلى الدال والدلول على الاقل
هنا . لا يسعنا إلا القول نعم في الانفصال والالتئام كالذات؟ وان تثبتنا عليها- نعم
– فمابال الوصف في موضوعة الحركة الذي نراه بدراية عالية جوابا اخر يفتتح للمتتبع تلك
الافق التي ذكرناها سابقا تحت فضاء في مكان اخر الا وهو الاختيار الذي خضع فيه الطل
المتخيل إلى الواقع والصورة المرسومة في تردد واستباق سردي كان يفضي إلى استبصار القادم
على اهمية عالية الدراية من الكاتبة نفسها إلى مصطلح هو الاخر مهم في كتابة هكذا رواية
وهو الميتاسرد مما أهلَ إلى سحرية سير الرواية بومضات شعرية داخل النص: "ابيات
هوية.. عراقي أنا أسمر . ومنذ ولادة التاريخ لم أقهر ولم أكسر. ومائي بحر أطيابٍ وأنفاسي
شذا عنبر".
في المرور المضطلع بالجهد إلى التركيز داخل نواة رواية
حنين يجد القارئ التدرج المتماسك عند تكرار البنية في المقاطع السردية المتسلسلة المتوازية:
" هل مازالوا يقدمون دولا أخرى كبش فداء؟" عاد الاستخبار عن طريق السؤال
إلى ص 106 يدفعنا إلى مقولات دلالية كانت عالقة في الذهن عند المرور في الصفحات السابقة ...
رواية حنين بصفحاتها( 116) اختتمتها الروائية بخاتمة
تكشف لنا مدى اهمية التشابه بين نقطة الانطلاق والنهاية حيث هي الحياة فالبداية مفتوحة
والنهاية اكثر انفتاحا حين كتبت: " لكن الشمس تظل حلمنا، والقمر ملهم الشعراء)
هنا عاد لنا التشويق كما الموجود في بداية ذكرناه عند التمهيد على طرائق تشعر من خلالها
ان الفضول عن المتلقي مباح لقراءة حنين المنسوبة إلى التصديق المستخدم بشكل لافت في
الذات الفاعلة
القاص حسن البحار
====================
ورودي لكم عفاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق