وطن اليمين أو اليسار؟ ~~شعر محمد نجيب بلحاج حسين ~~
~~وطن اليمين أو اليسار؟~~
تَعِبَ النّهارُ مِنَ النّهارِ ، وما بدا أثرُ القِطـــــــــــــــــارِ.
لا تَشْكُ من ضيق الرّصيف ، ولا تقلْ طال انتظاري.
إنّا نسافِرُ في الحياةِ بلا مســــــــــــارٍ واخْتيــــــــــــارِ.
***
يا أيّها الماضون في نسف المســـــــــــــــــــالكِ والدّيارِ
هلاّ تزوّدتم قُبَيْلَ الحَسْمِ من بعضِ اصْطِبَــــــــــــــارِ؟
هلاّ اعتبرتم من ربيـــــــــــــع تاه في عمق الصّحاري؟
هلاّ تناسيتم فُتاتَ الرّبْحِ في زمن انكســــــــــــــار؟
***
في كلّ تصريحٍ يطــــــــــــــــــالِعنا بريق الانفجارِ
إنّا "هرِمْنا" ، والأسى يمتدّ نحوَ الانتِشــــــــــــــــــارِ.
هل سوف يأتي عزّنا بعد انقراضٍ وانهيــــــــــارِ؟
هل سوفَ نأْكلُ من جِوارٍ ، أمْ ستسْقينا المجاري؟
هل سوف نبني دولةَ القانون ، مِن لِبْس الخمار؟
أم من لِحِيّ الرّاكضين وراء تِعْدادِ الجواري؟
أم من سدودٍ في الثّنايا واضطرابٍ في المطارِ؟
***
تهْوي السّفينةُ بالبلادِ إلى غَيابات البِحــــــــارِ،
والقادةُ الأفذاذُ غَنّوْا لانتصـــــــــــار الانهِيارِ.
ثرنا لنبْحث عن مزيد الارتِقا والازدهار،
فإذا السّرابُ مُهيمنٌ في كلّ أرجاء البراري.
وإذا الضّبابُ يلفّنا ، دون انقِشــــاعِ واندثارِ.
***
ماذا نقول لِمن رأى في الثّورةِ أمل افتِخارِ؟
هل يستحيل جلوسُنا حول الموائدِ للحوار؟
الأرض تُؤْوينا وتُؤوي كلّ أصناف الضّواري.
وطن المحبّة يحتوينا ، شامِخا ، حرَّ القَرارِ.
وطنٌ ، بِنورِ الكوْكَبِ الدّرّيّ يسبحُ في المدارِ.
وطنٌ ، بِطعْمِ الشّهْدِ ، يرْنو لانعِتاقٍ وانتِصارِ.
وطنٌ ، يُساوي حلمَنا ، ويفوقُ أحلامَ الكبارِ.
وطنُ السّلام المُرتجى ، وطن اليمين كما اليسارِ.
~~ الشاعر محمد نجيب بلحاج حسين ~~
بارك الله بهذا الحرف السامق الشامخ شموخ صاحبه .
ردحذفشرف رفيع لمجلتنا أن تحفل بمثل هذا الحرف
علاء الأديب